“نيويورك تايمز”: ليز تروس وريشي سوناك دميتا جونسون واستمرار لسياساته

“نيويورك تايمز”: ليز تروس وريشي سوناك دميتا جونسون واستمرار لسياساته
Spread the love

شجون عربية-سيواجه رئيس الوزراء البريطاني المقبل جمهور ناخبين من المحافظين أصيبوا بالإحباط بسبب العرض اللامتناهي للفضائح تحت قيادة بوريس جونسون.

قلّص حزب المحافظين في بريطانيا السباق على منصب رئيس الوزراء المقبل للبلاد إلى اثنين من المرشحين.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن ريشي سوناك، وزير الخزانة السابق – المعادل البريطاني لوزير المالية – وليز تروس، وزيرة الخارجية الحالية، ظهرا كأفضل خيارين من 11 مرشحاً بعد خمس جولات من التصويت من قبل نواب الحزب. وسيقوم المرشحان بحملة لتأمين دعم حزب المحافظين في الفترة التي تسبق التصويت، مع إعلان النتائج في أوائل أيلول / سبتمبر المقبل.

سوناك البالغ من العمر 42 عاماً هو من أصل جنوب آسيوي، سيكون أول شخص ملوّن يشغل مقر رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت. وبدأت تروس، 46 عاماً، حياتها السياسية كديمقراطية ليبرالية وصوتت للبقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، لكنها تحولت منذ ذلك الحين إلى اعتناق متحمس لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – وسينظر إليها على أنه مرشحة لمؤيدي بريكست المتشددين.

ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء المقبل سيواجه جمهور ناخبين من المحافظين أصيبوا بالإحباط بسبب العرض اللامتناهي للفضائح تحت قيادة بوريس جونسون، الذي أعلن هذا الشهر أنه يعتزم التنحي.

وأدت استقالة سوناك إلى تحريك الأحداث التي أطاحت بجونسون، لكن لا هو ولا تروس يمثلان قطيعة مع رئيس الوزراء المغادر فيما يتعلق بالسياسة.

وأشارت الصحيفة إلى أن سوناك قد يعاني من الدور الذي لعبه في المساعدة على الإطاحة بجونسون.

وأضافت أن من المرجح أن تظهر هذه الرؤية المختلفة تجاه “البريكست” في الحملة، بالنظر إلى الدور الطويل الأمد الذي لا يزال يلعبه تصويت 2016 في حزب المحافظين. في حين أن كلا المرشحين سيكونان متحمسين لقلب الصفحة والتركيز على المستقبل، فقد يضطران إلى إعادة مقاضاة الماضي، بدءاً من علاقتهما مع سلفهما المشؤوم.

وظهر جونسون بشكل متحدٍ مهنئاً نفسه في البرلمان يوم أمس، وحصل على الفضل في الفوز بأكبر أغلبية للمحافظين منذ مارغريت تاتشر في عام 1987، لإنجازه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودعمه الثابت لأوكرانيا في حربها مع روسيا.

وقال جونسون للمشرعين: “وداعاً”، مقتبساً وداعاً مألوفاً من أرنولد شوارزنيغر، الذي قال أيضاً بشكل مشهور، “سأعود”.

ورأت الصحيفة أن مدى نجاح سوناك وتروس في الهروب من ظل جونسون قد يحدد نجاحهما في الأسابيع الستة المقبلة من الحملة. قد يشكل ذلك تحديا أكبر لتروس، التي جلست إلى جانب جونسون في مجلس العموم يوم الأربعاء وبقيت في حكومته عندما استقال العديد من الآخرين، بما في ذلك سوناك.

ومن المحتمل أن يقدم سوناك نفسه على أنه مسؤول عن الشؤون المالية للأمة خلال فترة الضغط الشديد، مع ارتفاع التضخم وشبح الركود. ويتوج فوزه عودة رائعة من الربيع الماضي عندما بدا أن حياته السياسية انتهت بعد الكشف عن أن زوجته أكشاتا مورتي، ابنة ملياردير هندي، لم تدفع ضرائب على جميع دخلها في بريطانيا.

وقال المحللون إن سوناك أجرى حتى الآن حملة سلسة ومنضبطة، رافضاً الاستطالة في تفاصيل السياسة ومنح الصحافيين القليل من الفرص للتحقيق معه.

وأضافت الصحيفة أنه سيُنظر إلى تروس كمرشحة لمؤيدي “بريكست” المتشددين، وهي تتابع مفاوضات جادة مع الاتحاد الأوروبي بشأن التجارة في أيرلندا الشمالية. ويقول منتقدون إنها قوّضت، كوزيرة للخارجية، المحادثات مع بروكسل لإرضاء جناح البريكست في الحزب، وتخاطر الآن بإشعال حرب تجارية. ومن المحتمل كذلك أن تلعب دورها الصارم كوزيرة للخارجية خلال الحرب في أوكرانيا. في مناظرة متلفزة مؤخراً، كانت تروس هي المرشحة الوحيدة التي قالت إنها مستعدة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لمجموعة الدول الصناعية العشرين في تشرين الثاني / نوفمبر، حيث قدمت نفسها كخصم حازم مع الزعيم الروسي “لاعتداءاته”.

قالت تروس: “من المهم جداً أن تكون لدينا أصوات العالم الحر في مواجهة فلاديمير بوتين”. وأضافت: “كنت مستعدة لمواجهة سيرغي لافروف”، في إشارة إلى وزير الخارجية الروسي. وقالت إنها ستنادي بوتين “أمام تلك الدول المتأرجحة المهمة للغاية مثل الهند وإندونيسيا”.

يقول بعض المحللين إن تروس كانت تشن حملة غير خفية من أجل منصب جونسون منذ أشهر. فخلال زيارة للقوات البريطانية في إستونيا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، ظهرت وهي ترتدي عتاداً عسكرياً فوق دبابة. قال المعلقون إنها بدت وكأنها كانت تستحضر روح مارغريت تاتشر، ولم تكن تلك فكرة سيئة إطلاقاً في سباق قيادة حزب المحافظين.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من تقدم سوناك الكبير بين المشرعين المحافظين في اقتراع أمس الأربعاء، فإن تروس هي المرشح المفضل لدى صانعي الاحتمالات للفوز بالمرحلة التالية من السباق، عندما يتعين على المتنافسين السعي للحصول على أصوات أعضاء الحزب، الذين يُعتقد أن عددهم يبلغ حوالى 160 ألف شخص.

سوناك لديه نصيبه من المسؤوليات: ثروته الشخصية الهائلة يمكن أن تنفر الناخبين في وقت يتزايد فيه الضغط على مواردهم المالية. يزعم المنتقدون أن الزيادات الضريبية التي أدخلها في حكومة جونسون تخاطر بإغراق البلاد في الركود. وهو يؤكد أن التمويل العام السليم أمر حيوي للسيطرة على التضخم بعد تفاقم الإنفاق الحكومي أثناء الوباء.

وقد يعاني سوناك أيضاً من الدور الذي لعبه في المساعدة على الإطاحة بجونسون. يحتفظ العديد من أعضاء الحزب بالمودة تجاه رئيس الوزراء الحالي، على الرغم من الفضائح الأخيرة، وهم ممتنون للنصر الساحق الذي حققه في عام 2019. وقد يحجمون عن استبداله بحليف سابق انقلب ضده.

اقترح جونسون أن نواب حزبه اتخذوا قراراً غير منطقي في طرده، ولم يخف بعض أقرب حلفائه كراهيتهم لسوناك. أحدهم، جاكوب ريس موغ، رفض رفضاً قاطعاً أن ينكر أنه وصف السياسة الضريبية لسوناك بأنها “اشتراكية” خلال اجتماع لمجلس الوزراء.

في حديثه باسم حزب العمال المعارض، وصف كونور ماكغين، أحد كبار المشرعين، المتنافسَين على أنهما “مرشحان لاستمرارية” جونسون. وأضاف: “كل من ليز تروس وريشي سوناك هما دميتا إدارة جونسون التي تنتشر بصمات أصابعهما في جميع أنحاء الوضع الذي التي يجد البلد نفسها فيه اليوم.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم
مصدر:الميادين

Optimized by Optimole