معاريف: نتنياهو وغانتس يقولان “لا” لحكومة الوحدة، لكن من المحتمل ألّا يكون لديهما خيار

معاريف: نتنياهو وغانتس يقولان “لا” لحكومة الوحدة، لكن من المحتمل ألّا يكون لديهما خيار
Spread the love

شموئيل روزنر – محلل سياسي اسرائيلي/
يمكن أن نفهم لماذا يعلن زعماء الأحزاب المركزية معارضتهم حكومة وحدة وطنية، حتى لو اعتقدوا سابقاً أن حكومة وحدة هي الأمر الصحيح بالنسبة إلى إسرائيل. عشية الانتخابات المتعارف عليه هو زيادة حدة المواقف وليس تمويهها. عشية الانتخابات، المتعارف عليه هو التفرقة وليس الوحدة.
لا يريد نتنياهو أن نتذكر كيف شرح في خطابه في بار- إيلان [الذي ألقاه في سنة 2009 واعترف فيه بحل الدولتين] لماذا حكومة الوحدة هي الأمر الصحيح الذي يجب القيام به: “لقد آمنت ولا أزال أؤمن بأننا بحاجة إلى الوحدة في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر، لأننا نواجه ثلاثة تحديات هائلة: التهديد الإيراني، الأزمة الاقتصادية، والدفع قدماً بالسلام”.
بحسب ما أذكر، التهديد الإيراني لا يزال موجوداً. والميزانية فيها فجوة، والسلام لا يزال بعيداً. نعم، التهديدات لم تتغير، لكن هذه ليست خبراً. الخبر هو أن الجمهور أيضاً لا يريد حكومة وحدة. فقد أظهر استطلاعان للرأي أُجريا هذا الأسبوع – وأعترف بأنني فوجئت قليلاً – أن أغلبية الجمهور تعارض ذلك. بحسب الاستطلاع الذي أجراه موقع “والا” الإلكتروني، يظهر أن نصف الإسرائيليين ضد، وبحسب برنامج “لقاء مع الصحافة”، تقريباً 60% ضد، طبعاً، من المحتمل أن صيغة الأسئلة حرّفت الإجابات.
لحكومة الوحدة إيجابيات وسلبيات. هناك خطوات من الصعب على مثل هذه الحكومات تحريكها. يقال إن عملية أوسلو أُقرت بأكثرية صوت واحد. وسيقال أيضاً إن قانون القومية أُقر بأغلبية صغيرة جداً. وإذا فكرنا في المستقبل، من الصعب أن نرى حكومة وحدة تقر قانون الاستقواء [قانون أساس يمنح الكنيست صلاحية معارضة أحكام صادرة عن محكمة العدل العليا]. من الصعب أن نرى حكومة وحدة تسعى للخروج من طرف واحد من مناطق واسعة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
حكومة الوحدة في أغلب الحالات، هي حكومة أحلام صغيرة وأزمات كبيرة. والغرض منها التغلب على مشكلة محددة وعدم الدفع قدماً بأيديولوجيا محددة. وكانت ضرورية لكبح التضخم في الثمانينيات، وكانت ضرورية في فترات انفجار العنف، وعشية حرب الأيام الستة، وفي بداية الانتفاضة الثانية. وهي ضرورية عندما كان من الصعب تحقيق حسم سياسي فعلي. وهذا أيضاً هو أزمة من نوع ما كما تثبته إعادة الانتخابات. في إمكان نتنياهو وغانتس أن يقولا “لا” من اليوم وحتى الغد، لكن من المحتمل ألاّ يكون لديهما خيار. وفي استطاعة الناخبين أن يعارضوا، لكن ماذا سيقولون إذا اتضح أن الخيار هو حكومة وحدة أو انتخابات للمرة الثالثة.
ما الذي تستطيع حكومة الوحدة أن تفعله؟ هي قادرة على إغلاق الفجوة في الميزانية مع موافقة واسعة على طبيعة التقليصات المطلوبة وحجم زيادة الضرائب. طبعاً، هذه ليست أزمة كبيرة من نوع التضخم، لكنها موضوع يجب على حكومة فاعلة معالجته. هي حكومة تستطيع الدفع قدماً بمشاريع وطنية مهمة في مجالات البنى التحتية، والتعليم، والمواصلات. وهي تستطيع أن تقدم للعالم جبهة موحدة، إلى حد ما، في مسائل الخارجية والأمن. وهذا سيساعدها على مواجهة الضغوط والانتقادات، وخصوصاً من اليسار.

حكومة الوحدة، إذا تشكلت، تستطيع أن تهدىء قليلاً المؤسسة السياسية، وأن تخفف من حدة الخطاب الاتهامي. ليس هناك خلاف غير قابل للحل بين أغلبية ناخبي الليكود، وبين أغلبية ناخبي أزرق أبيض، وبين أغلبية ناخبي ليبرمان، وبين جزء كبير من ناخبي شاكيد وبينت، وبين قسم من ناخبي أورلي أبو كسيس. الضجة مفتعلة والخلاف الكبير يوظف لغايات انتخابية.
المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole