معاريف: الأمر الوحيد الذي سينقذنا من المأزق الذي وقعنا فيه هو أن يتنازل نتنياهو

Spread the love

بن كسبيت – محلل سياسي اسرائيلي/

من كان قادراً على إنقاذ الدولة من دوامة الجنون التي تعصف بنا هو المحامي يعقوب فاينروت، الذي كان محامي الزوجين نتنياهو، وأيضاً الأخصائي النفسي المقرب منهما. بخلاف كثيرين غيره، عرف فاينروت كيفية فهم الزوجين للأمور. لم يكن خائفاً منهما، ولم يتخوف من أن يقول لهما الحقيقة. لقد قالها لهما منذ وقت طويل. لو كان ما يزال حياً، لكان اجتمع صباح أمس مع بنيامين نتنياهو وقال له تقريباً الكلام التالي:
“بيبي، الانتخابات أصبحت وراءنا. لقد خسرت. ليس لديك أغلبية لتشكيل حكومة تمنحك حصانة. ولا تستطيع إخضاع النظام السياسي. الجمهور قال كلمته. الناس تعبوا مما جرى هنا في السنة الأخيرة. حاولت، وحاربت، وبذلت قصارى جهدك. دعنا نترك هذا لمحكمة التاريخ. حان الوقت الآن للتفكير بمحاكمتك. حان الوقت كي تنظر إلى الواقع كما هو، وأن تفهم الوضع. هو ليس جيداً، بيبي صدقني. أنت تعرف أني لست ضدك. ولست جزءاً من أي مؤامرة. لم أتحدث مع جدعون ساعر في العامين الأخيرين، وأيضاً لم اتحدث مع روبي ريفلين. أنا مهتم بك فقط، بيبي أنا أعرف عما أتحدث”.
“أقترح عليك مخرجاً حالياً. هذه هي الدقيقة التسعون. ساعة رملك تقريباً انتهت. هذه هي اللحظات الأخيرة التي يمكن أن تجري مع مندلبليت صفقة معقولة. إذا لم تفعل ذلك الآن، فإنك تجازف مجازفة خطيرة. تذكر أولمرت. هو أيضاً اعتقد أن هذا لن يحدث معه، لكنه دفع ثمن أفعاله. بيبي هل تريد أن تدفع ثمن أفعالك؟ صحيح أنك ستحصل هناك على شيء من الهدوء أخيراً. لكن يبدو لي إنك لن تحب روائح السجن… أنت لا تريد الوصول إلى هناك بيبي، لكنك تفعل كل شيء كي يحدث ذلك، مع الأسف”.
حتى هنا أتكهن بالحديث الذي لن يحدث بين المحامي المخضرم وبين المرحوم موكله. لكنه يستند إلى حديث أجريته شخصياً مع فاينروت، وأمور أخرى قالها في الأشهر الأخيرة من حياته. كما هو معروف سعى فاينروت إلى عقد صفقة ادعاء سريعة مع مندلبليت في المرحلة الأولى من التحقيق، عندما بدأ الكشف عن مواد تتعلق بالتحقيق في ملفي 1000 و2000. فكيف بالأحرى حالياً، بعد تقديم ثلاثة لوائح اتهام بالاضافة إلى الرشوة في ملف 4000.
فاينروت كان سيقول لنتنياهو إن النيابة العامة ستأمر في نهاية الأمر بالتحقيق في شبكة العلاقات الاقتصادية بينه وبين ابن عمه نتان مليكوفسكي. وهذا تحقيق له أبعاد خطرة جداً. نتنياهو لا يريد فعلاً أن تبدأ الدولة في نبش تاريخه الاقتصادي. لقد حاول فاينروت إنقاذ “السيدة” [المقصود سارة نتنياهو] من ملفها، من خلال التلميح بأنها [بموجب الأدلة] عرضة للمحاكمة، لكنها رفضت رأيه بفظاظة. هي من الصعب كسرها. السؤال ماذا يمكن أن نفعل مع زوجها.
قبل بضعة أسابيع سُئل المستشار القانوني للحكومة مندلبليت، في نقاش مغلق، ماذا سيفعل إذا تلقى طلباً للتفاوض على صفقة مع نتنياهو. هو لم يرفض التحدث مع السائل. على العكس رد عليه. يدرك مندلبليت ماذا ستفعل محاكمة نتنياهو لسائر المجتمع الإسرائيلي. أيضاً رئيس الدولة رؤوفين ريفلين سُئل في السنة الماضية ماذا سيفعل إذا وصله طلب يتضمن العفو عن نتنياهو من نوع أسلوب العفو في قضية الخط 300 (الذي شمل اعترافاً بالتهمة واستقالة من الحياة السياسية). أيضاً الرئيس أعطى انطباعاً لمحاوره أن هناك ما يمكن الحديث عنه. إذا وافق مندلبليت، لا يوجد سبب كي يرفض ريفلين.
نحن لم نصل إلى ذلك، ولسنا على الطريق إلى هناك. نتنياهو لم ينضج بعد من الناحية النفسية، وثمة شك في حدوث ذلك. لقد كان في إمكان فاينروت الدفع قدماً بهذه العملية، لكنه لم يعد هنا. بالأمس ظهر بديل عنه مثير للاهتمام هو المحامي رام كسبي. وبالمناسبة، هو الذي أنضج العفو عن مرتكبي جريمة الخط 300. أكثر ما يكرهه كسبي هو الذهاب مع موكله إلى المحكمة. هو ضليع بالاتصالات، والصفقات، والتحالفات من وراء الكواليس.
إذا كنت أعرف كسبي، هو سيشرح لنتنياهو ما كان ينبغي أن يشرحه له فاينروت. مع فارق أن فاينروت كان يعرف كيف يتعامل مع السيدة نتنياهو. كسبي لم يمر بهذه المطحنة. على أي حال الأمر الوحيد الذي يستطيع أن ينقذنا من الورطة السياسة – القانونية التي وقعنا فيهل، هو أن يدرك نتنياهو أن الوقت حان كي يتنازل. وأن الموضوع انتهى. هو لم يصل إلى ذلك. حتى الآن هو يسعى إلى الوصول إلى جولة ثالثة من الانتخابات وجر إسرائيل إلى معركة انتخابية جديدة في مطلع 2020.

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole