مشاركة “إف-35” في الهجمات رسالة ثلاثية موجهة إلى إيران وسوريا وحزب الله

Spread the love

بقلم: طال ليف رام – محلل عسكري إسرائيلي —

•لم يحدث صدفة كشْف قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين أمس عن اشتراك الطائرة الحربية إف-35 “أدير” مرتين في هجمات سلاح الجو في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى صورة طائرة حربية تحلق فوق بيروت عُرِضت أمس في المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من القادة والضباط الكبار من أسلحة جو متعددة من العالم.

•المقصود هو رسالة ثلاثية موجهة إلى الإيرانيين وإلى سورية وحزب الله، مفادها أن الجيش الإسرائيلي يتقدم بعدة خطوات على قدرة الدفاع الجوية لأي دولة أو تنظيم إرهابي في المنطقة. رسالة التفوق الجوي الذي سيزداد، على ما يبدو، كلما توسعت العمليات الجوية التي تقوم بها طائرات الأدير، وهو أمر من المتوقع حدوثه في الأشهر المقبلة.

•أيضاً استخدام صورة طائرة إسرائيلية تُحلق فوق بيروت هو استخدام نادر. لا تخفي إسرائيل عن العالم أن جزءاً من عقيدتها الأمنية عبارة عن أجواء لبنانية مفتوحة أمامها تماماً، وأن هذا الأمر حاجة أمنية حيوية في ضوء نوايا حزب الله. ومع ذلك، فإن استخدام مثل هذه الصورة هو أمر غير مسبوق. وبصورة خاصة أنه كان يوجد بين الجمهور ممثلون لأكثر من 20 دولة متعددة، لا نستطيع نشر هوية بعضها.

•تجسد هذه المعلومة الفجوة القائمة اليوم بين الدبلوماسية العلنية وكيف يجري التعبير الإعلامي عنها في العالم، وبين الدبلوماسية السرية التي تجري من خلال التعاون السري ومن وراء الكواليس وبعيداً عن أنظار وسائل الإعلام.

•على الرغم من ذلك، فإن الصورة التي عُرضت في المؤتمر لم تُنشر في وسائل الإعلام، وفي الفيديو الذي جرى بثه رأينا قائد سلاح الجو يعرض فقط الجزء السفلي من الوثيقة، من دون أن نرى شيئاً. وذلك ربما كي لا يقدم ذريعة لحزب الله الذي يدّعي أن إسرائيل هي التي تعتدي على السيادة اللبنانية يومياً.

•علاوة على ذلك، بين مواجهة الأمور الجارية والاستعداد للمستقبل، يقف سلاح الجو في الأشهر المقبلة أمام اتخاذ قرارات حاسمة دراماتيكية تتعلق ببناء قوته خلال السنوات العشر المقبلة. حتى نهاية السنة ستُتخذ قرارات مهمة جداً ودراماتيكية، في مواجهة التحديات الأمنية التي ازدادت وضوحاً في الأشهر الأخيرة.

•يجب اتخاذ قرار حاسم بشأن أسراب طائرات حربية إضافية، والاختيار هو بين طائرة “أدير” و إف-i15، وكذلك بشأن مروحية النقل المقبلة، وطائرات التزود بالوقود القديمة التي تخطت الذروة الممكنة لخدمتها العملانية منذ وقت طويل. يقولون في سلاح الجو إن القرار الذي سيُتخذ هو قبل كل شيء يتعلق بالطائرات الحربية، وفيما بعد بطائرات التزود بالوقود وأخيراً بالنسبة إلى مروحيات النقل.

•إذا كان في إمكاننا المراهنة على التعرف على ملامح في هذه المرحلة، يبدو في هذه اللحظة على الأقل، إن سرب الطائرات الحربية المقبلة سيكون إف- i15 وليس سرب طائرات إف-35، وذلك أيضاً في ضوء النجاحات الأخيرة في سورية ونتيجة الرغبة في الجمع بين قدرات الطائرتين وحسناتهما.

•فيما يتعلق بالمروحيات، يبدو، على الأقل في هذه اللحظة، أن توجُّه سلاح الجو هو نحو مروحية يسعور الجديدة وليس شينوك [مروحية عسكرية من تصميم شركة بوينغ]. ومن دون تعمّد ذلك، هناك تقسيم للطلبيات بين شركتي السلاح الأميركيتين العملاقتين بوينغ (منتجة إف- i15) ولوكهايد مارتين (منتجة يسعور الجديد).

المصدر: صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole