محاولات الردع الإسرائيلية في مقابل “حماس” لا تحقق أهدافها

Spread the love

بقلم يوسي يهوشواع – محلل عسكري إسرائيلي —

•كما يبدو حتى الآن، وفي حال عدم حدوث أي تطوّر دراماتيكي غير متوقع، فإن إسرائيل وحركة “حماس” دخلتا في دهليز يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب الطائرات الورقية الأولى. فالجانبان يحاولان إيجاد معادلة ردع، ويعلنان أنهما يقفان وراء ذلك، وليس مبالغة القول إن محاولات الردع الإسرائيلية لا تحقق أهدافها.

•ولا شك في أن “حماس” والجهاد الإسلامي تلاحظان عدم رغبة الجيش الإسرائيلي والمؤسسة السياسية في خوض جولة قتالية أُخرى. وبناء على ذلك فإنهما على استعداد للمجازفة بإطلاق النار، كما أنهما تستغلان الوضع لتصعيد لهجة التهديدات ضد إسرائيل.

•في المقابل يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في وضع غير بسيط بتاتاً. فهو يوصي بتخفيف الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة، والمؤسسة السياسية تعارض ذلك. كما أن الجيش بحاجة إلى وقت من أجل استكمال إقامة العائق تحت الأرضي الذي من شأنه أن يحبط خطر الأنفاق الإرهابية، ولذا فإنه لا يبث تصميماً على خوض قتال. وهذا الأمر تستغله “حماس” على نحو جيد للدفع قدماً بأجندتها.

•ما الذي يحدث في المنطقة الجنوبية هذه الأيام؟ بتوجيه من المؤسسة السياسية غيّر الجيش الإسرائيلي سياسته في مواجهة إرهاب الطائرات الورقية، الذي يشمل البالونات المتفجرة أيضاً. حتى الآن قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق نيران تحذيرية بالقرب من خلايا إطلاق الطائرات والبالونات، من دون أن يؤدي ذلك إلى تقليل عمليات الإطلاق. وابتداء من أول الأسبوع الحالي انتقل الجيش الإسرائيلي إلى إتباع سياسة “تدفيع الثمن” حيال “حماس” وبدأ بمهاجمة مواقع تابعة لهذه الحركة في عمق أراضي القطاع.

•وأوضحت “حماس” أن القصف سيواجَه بالقصف، وهو ما فعلته حقاً، وبلغ ذروته في مطلع الأسبوع عن طريق قيامها بإطلاق 45 صاروخاً وقذيفة صاروخية على طول منطقة الحدود مع القطاع ردّاً على الغارات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي في فترات متتالية. ولوحظ أن قصف “حماس” كان مدروساً ولم يستهدف سديروت أو أشكلون [عسقلان]. ولأول مرة لم يحمّل الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” مسؤولية إطلاق أي صواريخ من القطاع، بل اتهمها بقيادة عمليات الإطلاق.

•وكرر الجانبان مواقفهما. فقد أوضح كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أن هذه السياسة [“تدفيع الثمن”] ستستمر، وأعلن قادة “حماس” أن القصف الإسرائيلي سيواجَه بقصف من جانبهم. وبذا فإن احتمال أن تتسبب قذيفة صاروخية من قطاع غزة بإصابة إسرائيليين أو أن تؤدي غارة إسرائيلية إلى سقوط قتلى فلسطينيين، يصبح مسألة وقت لا أكثر.

•من أجل عدم الانجرار إلى جولة قتالية أُخرى، كان يجدر بالجيش الإسرائيلي إنهاء التصعيد الأخير بنتيجة عملانية أفضل تعيد الردع. من ناحية أُخرى يجدر منح سكان القطاع تسهيلات جوهرية ولو عن طريق مبادرة أحادية الجانب كبادرة حُسن نية من طرف المنتصرين.

•لا شك في أن هاتين الخطوتين- إعادة الردع، ومنح تسهيلات للغزيين- في إمكانهما إعادة الهدوء إلى منطقة الحدود بين إسرائيل والقطاع. لكن وفقاً لما يجري حتى الآن، يبدو أننا ما نزال بعيدين عن ذلك.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole