لماذا يشعر الدروز في إسرائيل بأنهم مغبونون؟

Spread the love

بقلم: شيريت أفيتان- كوهين – مراسلة سياسية إسرائيلية —

•أظهر مقتل شرطيين درزيين في الهجوم الذي وقع قبل شهرين في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، مرة أخرى، المصير المشترك بين الطائفة الدرزية والشعب اليهودي في دولة إسرائيل.
•في الكنيست الحالي انتُخب أربعة نواب عن الطائفة في أربعة أحزاب مختلفة، الوزير أيوب القرا (الليكود)، عضو الكنيست أكرم حسون (حزب كولانو)، وعضو الكنيست حمد عامر (إسرائيل بيتنا)، وعضو الكنيست عبد الله أبو معروف (من القائمة المشتركة). وقد استقال هذا الأخير من الكنيست كجزء من اتفاقات التناوب داخل الحزب. لكن يوم الثلاثاء ارتفع عدد النواب الدروز عندما حل صلاح سعد، المرشح رقم 26 في قائمة المعسكر الصهيوني محل عضو الكنيست المستقيل مانوئيل تراختنبرغ. وهذا تمثيل يفوق حجم الدروز في المجتمع الإسرائيلي. إنّما على الرغم من ذلك، ما يزال جدول أعمال الطائفة الدرزية غائباً عن أروقة الكنيست باستثناء موضوع الخدمة العسكرية. هم يقدمون هنا، هذا صحيح، لكن هل يحصلون على مقابل؟
•يشعر صلاح سعد بأن تمثيل الطائفة الدرزية لم ينجح في تحقيق الإنجازات المرغوب فيها. يقول: “حقيقة وجود فجوة كبيرة فيما يتعلق بالمساواة الاجتماعية والسكن والبنى التحتية في بلداتنا تبين أن التمثيل في الكنيست لم يساعد”. وهو يوجه إصبع الاتهام نحو زملائه الموجودين في الكنيست وفي الحكومة. ويتابع “لا بأس لو كان النواب الدروز في المعارضة لكنهم أعضاء في الائتلاف وفي الحكومة، وكان في إمكان أيوب القرا أن يسقط الحكومة. لقد طلبت منه معالجة خمسة موضوعات حساسة لكنه لم يتجاوب”.
•الانتقادات ضد القرا تأتي أيضاً من داخل الليكود. مرة تلو الأخرى يترشح القرا في الانتخابات التمهيدية على مقعد محجوز للدروز، وهذا مخالف لقانون الحزب الذي يسمح بذلك مرة واحدة فقط. يتهمونه بأنه يحظى تحديداً بدعم المستوطنين، وأنه يعمل من أجلهم وليس من أجل طائفته. ليس من المستغرب انتماء الدروز بأعداد كبيرة إلى أحزاب اليمين: الليكود وكولانو وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي. وبعد حديث مع زعماء الطائفة وشخصيات سياسية، يبدو أن عضو الكنيست أكرم حسون من حزب كولانو هو الذي ينجح في تحقيق إنجازات حيوية مثل الموافقة على مخططات بناء ومخططات هيكلية للبلدات بسبب قربه من وزارة المال ولجان التخطيط.
•يقول سعد: “يؤسفني التذكير بأن بيننا ميثاق دماء ودولة واحدة. الدروز برميل من البارود يتدهور يوماً بعد يوم، وعندما سينفجر لن يكون في استطاعة أحد السيطرة عليه. إن الشباب الدروز لا يشعرون بالرضا، والزعامة الدرزية نجحت حتى الآن بالحؤول دون تطور الوضع، لكن بلغ السيل الزبى”.
•ما يجري ليس انتقاداً من اليسار ضد السلطة، فالاتهامات القاسية تسمع أيضاً وسط جمهور اليمين في الطائفة ضد سياسة الحكومة. رئيس المنتدى الدرزي في حزب البيت اليهودي إيّل أسعد من بلدة كسرا، وهو يمثل نحو 3000 ناخب صوتوا للحزب، يقول كلاماً مشابهاً: “الأمر الذي يثير الغضب في الطائفة اليوم هو الحاجة إلى موافقة على البناء وعدم وجود وظائف. كفى القول بأن الدروز يخدمون في الجيش الإسرائيلي ويأكلون لبنة وزعتر. حان الوقت كي نشعر بأننا جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي.”
•تاريخياً حصل المفدال تقريباً على 30% من أصوات الجمهور الدرزي، لكن أسعد يشعر بأنه يوجد أشخاص في حزب البيت اليهودي يفضلون عدم وجود الدروز في الحزب.

•إذن يوجد تمثيل درزي ملائم في الكنيست والدعوة موجهة إلى الموجودين في الكنيست والحكومة كي يتذكروا الجمهور الذي انتخبهم وأن يقوموا تجاهه بما يجب القيام به، وليس فقط الإدلاء بتصريحات عشية الانتخابات الحزبية. والدعوة موجهة أيضاً إلى الجمهور الإسرائيلي وعلى رأسهم متخذو القرارات: لا تتذكروا الدروز فقط في الحروب والمناسبات، بل أيضاً في القرارات التي تغير حياتهم نحو الأفضل، بيننا ميثاق حياة وليس فقط ميثاق دماء.

المصدر: موقع NRG الإسرائيلي، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole