“الغارديان”: لماذا يحتج الفلسطينيون؟ لأنهم يريدون أن يحيوا

فلسطينيون يحتجون ضد الاحتلال الإسرائيلي في رام الله
Spread the love

شجون عربية _ كتبت الناشطة الفلسطينية مريم البرغوثي مقالة في صحيفة “الغارديان” البريطانية قالت فيها إنها بدأت المشاركة في التظاهرات منذ أن كان عمرها 17 عاماً، بداية ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ثم ضد استبداد السلطة الفلسطينية وحركة حماس، والتنافس المقرف بين الفصائل الفلسطينية. وأضافت أنه بالنسبة للفلسطينيين، أصبح الاحتجاج أسلوب حياة ووسيلة للصمود والمثابرة.

وأشارت إلى أنه على مدى العقد الماضي، الكثير من الاحتجاجات نظمها أفراد عائلات فلسطينية تواجه الطرد أو العنف على أيدي الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. فالتهديد بالإخلاء أو هدم المنزل يؤدي إلى اندلاع احتجاج محلي، على أمل أن هذا الغضب سيمنع ذلك. وأوضحت البرغوثي: لكن حالياً، يتجه انتباه العالم إلينا ليس كأفراد، بل كجماعة، كفلسطينيين. فالأمر لا يتعلق بقرية واحدة أو عائلة واحدة فقط أو “فقط بأولئك الموجودين في الضفة الغربية” أو “فقط بأولئك الموجودين في القدس”.

وأضافت: “نحن الآن في الشوارع للاحتجاج ليس على قتل شخص واحد أو على غارة عنيفة واحدة، بل على نظام كامل من القمع الذي يدمر أجسادنا ومنازلنا ومجتمعاتنا وآمالنا، تماماً مثل احتجاجات حركة “حياة السود مهمة” التي انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة العام الماضي إذ لم يقتصر الأمر على جورج فلويد أو بريونا تايلور أو أي عملية قتل أخرى”.

وقالت الكاتبة إن هذا ما يفعله الاستعمار: إنه يخنق كل جزء من حياتك، ثم ينتهي بدفنك. إنها عملية إستراتيجية مدروسة، ولا تتم إعاقتها أو تأجيلها إلا لأن الظالمين دائماً ما يواجهون من قبل أولئك الذين يخضعون لحكمهم. في النهاية، من يريد أن يُقيّد بالسلاسل لأنه ولد ما هو عليه؟

وتابعت: في الأسبوع الماضي، كنت بالقرب من مستوطنة بيت إيل غير الشرعية بالقرب من رام الله في الضفة الغربية حيث أرسل الجيش الإسرائيلي سيارات جيب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة نحو المتظاهرين والصحافيين والطاقم الطبي. ولا يزال صوت تلك العبوات التي رميت نحونا بالعشرات يجعلني أرتعد. يذكرني ذلك بيوم في كانون الأول / ديسمبر 2011، في قرية النبي صالح، عندما أطلق جندي إسرائيلي عبوة غاز مسيل للدموع من مسافة قريبة مباشرة على راشق الحجارة الفلسطيني مصطفى التميمي البالغ من العمر 28 عاماً، والذي توفي نتيجة إصابته.

كان احتجاج مصطفى ضد التوسع الاستيطاني وإفلات المستوطنين من العقاب، حيث تم سجنه هو ومجتمعه في القرية، من دون السماح له بالوصول إلى ينابيع المياه أو الخدمات العامة.

وقالت البرغوثي إن هذه الاحتجاجات من دون وجود قيادة لها هي علامة على التراكمات المتفاقمة منذ عقود بين جميع الفلسطينيين. هذا هو سن الرشد لجيل ولد منذ اتفاقيات أوسلو الموقعة بين عامي 1993- 1995، حيث نشأ خلال عقود تعزز فيها التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والسيطرة على حياة الفلسطينيين.

وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم دائماً مواد سامة في مواجهة المحتجين في الضفة الغربية، وتقوم الآن برشها في شوارع الشيخ جراح ومنازل الفلسطينيين. إنها محاولة لجعل حياتنا لا تطاق بحيث يتم طردنا، بينما قوبلت الاحتجاجات غير المسلحة في غزة عام 2018 بقنص المئات.

وأوضحت الكاتبة أنه لم يكن لدينا خيار سوى الاحتجاج، لأنه طالما استمر الظلم، واستمرت أحلامنا في الحصول على حقائق أفضل في دفعنا نحو المواجهة. “هذا هو بالضبط سبب احتجاجنا، لأننا مستعدون للبقاء على قيد الحياة”.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم

Optimized by Optimole