سكان قطاع غزة لن يتنفسوا الصعداء إلاّ بعد التمرد على سلطة “حماس”

الغزاويون سئموا
Spread the love

بقلم: نوح كليغر – محلل سياسي إسرائيلي —

•لا ينبغي للمرء أن يكون خبيراً حتى يدرك أن قطاع غزة هو أحد أكثر الأماكن بؤساً في العالم أجمع، وأن ظروف الحياة التي يعيشها نحو مليوني إنسان هناك متدنية وفقاً لأي مقياس. وبموجب تقديرات الأمم المتحدة سيصبح قطاع غزة سنة 2020 مكاناً غير لائق بسكنى البشر قطّ، وخصوصاً من حيث نسبة اكتظاظ السكان.

•ومع ذلك يبدو لي أن المشكلة الأهم التي تواجه قطاع غزة كامنة في سلطة حركة “حماس”، التي تقوم بقمع أغلبية السكان، وتستثمر مزيداً من الأموال في التسلّح وتشجيع ثقافة الموت بدلاً من الحياة.

•ولا بد من القول إن سكان قطاع غزة يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذه المشكلة. ففي الانتخابات العامة التي جرت في غزة سنة 2006 فازت “حماس” بأغلبية الأصوات، وبعد مواجهة عنيفة مع حركة “فتح” قامت بالسيطرة على القطاع سنة 2007، وأقدمت على طرد كل رجال السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

•قبل سيطرة “حماس”، عمل عشرات آلاف السكان من القطاع في إسرائيل، ونجحوا في إعالة عائلاتهم. لكن منذ تلك السيطرة لم يعد أي منهم يعمل في إسرائيل، نظراً إلى كون “حماس” حركة إرهابية تعلن على رؤوس الأشهاد أن هدفها هو القضاء على إسرائيل.

•كذلك لا بد من القول إن إسرائيل هي التي تهتم بنقل القليل مما هو مطلوب للبقاء إلى سكان القطاع، مثل الكهرباء والوقود ومواد البناء وغيرها. أما الجارة الأكبر من الجهة الثانية، مصر، فإنها تقوم بين الفينة والأُخرى ومنذ عدة سنوات بإغلاق معبر رفح وفتحه أمام سكان القطاع. وبذلك فهي تتحكم بكمية البضائع التي تُنقل إلى القطاع وبوتيرة نقلها.

•ومع أن قطاع غزة حظي بالكثير من أموال الدعم الخارجي، ولا سيما بعد عملية “الجرف الصامد” العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها [صيف 2014]، فإن معظم هذه الأموال ذهب إلى جيوب قادة “حماس”.

•إن السؤال المطروح الآن هو: إلى متى سيظل سكان القطاع البؤساء موافقين على استمرار سيطرة “حماس” عليهم؟ متى سيستيقظون ويتمردون على هؤلاء الجلاوزة الذين لا يتيحون لهم إمكان ممارسة حياة طبيعية؟. في رأيي فقط من خلال تمرّد سكان القطاع على سلطة “حماس” يمكن أن يتنفسوا الصعداء وأن يعيشوا حياتهم بصورة عادية وأن يعودوا أيضاً إلى العمل داخل إسرائيل. فماذا تنتظرون يا سكان غزة؟

المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية