سفير إسرائيلي سابق: 40 عاماً على السلام مع مصر

يتسحاق ليفانون
Spread the love

بقلم: يتسحاق لفانون – سفير إسرائيل سابقاً في مصر —

قبل وقت طويل من الذكرى السنوية لتوقيع اتفاق السلام مع مصر، يحيون في إسرائيل الحدث بإقامة ندوات واجتماعات ومؤتمرات وكتابة مقالات، ومقابلات ومعالجة مختلف زوايا الاتفاق. كل ذلك لإظهار أهميته وحسناته، وما حدث وراء كواليس المفاوضات، وكيف جرى التوصل إلى التوقيع.
بحثت عن ظاهرة مشابهة تجري حالياً في مصر، فلم أجد شيئاً. بصعوبة هناك ذكر في وسائل الإعلام المصرية لاتفاق السلام الأول الذي وُقّع بين إسرائيل وأكبر دولة عربية. في المقابل وجدت الكثير من الكلام عن اتفاق كامب ديفيد العائد إلى سنة 1978.
هناك قسمان في الاتفاق: الأول يتطرق إلى سلام كامل مع مصر، والثاني يعالج القضية الفلسطينية، وقد ربط الرئيس السادات الأمرين معاً، ومنذ ذلك الحين كلّ رئيس مصري يفعل ذلك. بالنسبة إلى مصر كامب ديفيد هو اتفاق مهم بين الدولتين.
منذ 40 عاماً مصر وإسرائيل في حالة سلام، في مقابل 30 عاماً من الحرب. 30 عاماً من العداء وخمس حروب في مقابل 40 عاماً من السلام. هذه هي قوة الاتفاق وتحوّله إلى رصيد استراتيجي تحافظ عليه الدولتان. وقد صمد في وجه اضطربات إقليمية وحتى ثورة في مصر.
لدى توقيع الاتفاق وُضعت أسس علاقات طبيعية على كل الصعد. وهو أيضاً يمكن أن يُستخدم نموذجاً لاتفاقات سلام مستقبلية مع دول عربية أُخرى. على الطريق تشوشت الأمور، وحالياً معظم بنود الاتفاق لم يُنفّذ: لم تُستغل العلاقة التجارية بكامل إمكاناتها؛ العلاقات الثقافية غير موجودة تقريباً؛ حركة السياح في الاتجاهين ضئيلة جداً؛ وسائل الإعلام المصرية معادية لإسرائيل؛ لا يوجد تعاون أكاديمي بين الجامعات؛ وكتب التدريس تواصل تصوير إسرائيل تصويراً سلبياً وغير ذلك.
مع ذلك بقي عدد من الأمور يعطي أملاً بالمستقبل: الاتفاقية الثلاثية (Qualified industrial (zones/QIZ الموقّعة في سنة 2009 بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر تسمح للمصانع المصرية بالتصدير إلى الولايات المتحدة من دون دفع مكوس جمركية لبضاعة تتضمن مكوّناً إسرائيلياً جزئياً. يعتاش من هذا المشروع آلاف المصريين وقرابة 680 مصنعاً مصرياً يشاركون فيه، وهو يدرّ مئات ملايين الدولارات سنوياً. لقد تغلبت المصلحة الاقتصادية على الاعتبارات السياسية. بالإضافة إلى ذلك وُقّع اتفاق لتدفق الغاز الإسرائيلي إلى مصر لمدة عشر سنوات. كذلك العلاقات الأمنية لم تكن قط وثيقة أكثر مما هي عليه الآن. وقد أُدخل تغيير على الملحق العسكري لاتفاق السلام بموافقة إسرائيل: يوجد نحو 20 ألف جندي مصري بالقرب من حدود إسرائيل لمحاربة الإرهاب.
بعد مرور 40 عاماً على توقيع الاتفاق، وفي ضوء الجمود المستمر في العلاقات الثنائية، يبدو أن مفتاح إعادة الحرارة، بالتدريج إلى العلاقات بين الدولتين هو تعليم السلام في جهاز التعليم وفي وسائل الإعلام المصرية.اللموقعةى industrial ر تعطي أملاً في المستقبل: الاتفاقية الثلاثية ل بصورة لبيةدة؛ حركة السياح في الاتجاهين ضئيلة جداً؛ الات، ومق

المصدر: صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole