ريغيف دمرت الاحتفال

Spread the love

افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية —

•النشوة والعنجهية اللذان تظهرهما الحكومة منذ انتقال السفارة الأميركية إلى القدس دفعت اليوم ثمنهما: مباراة كرة القدم الودية التي كان من المفترض أن تجري هذا السبت بين المنتخب الأرجنتيني والمنتخب الإسرائيلي، ألغيت في اللحظة الأخيرة بفعل ضغوط جهات فلسطينية وعلى رأسها اتحاد كرة القدم الفلسطيني من أجل عدم إقامة المباراة في القدس.

•في إسرائيل سارعوا إلى تشغيل الآليات التلقائية لتصويرهم كضحية. وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف المسؤولة الأساسية عن هذا الإخفاق، ادّعت أن اللاعبين الأرجنتينيين تعرضوا لتهديدات إرهابية، “الإرهاب عينه الذي قتل شهداء ميونيخ” [احتجاز منظمة أيلول الأسود الفلسطينية رهائن إسرائيليين في أثناء الألعاب الأولمبية في ميونيخ سنة 1972]. وزير الدفاع غرّد “أبطال كرة القدم الأرجنتينيين لم يقفوا في وجه ضغط المحرضين وكارهي إسرائيل، الذين هدفهم الوحيد المسّ بحقوقنا الأساسية في الدفاع عن أنفسنا وتدمير إسرائيل”.

•لكن الخطاب الذي أرسله جبريل رجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني إلى نظيره الأرجنتيني كلوديو تافير يوضح أن أساس احتجاجه هو الإصرار على إجراء المباراة في القدس “بينما المكان الأساسي الذي كان يجب أن تجري فيه هو حيفا” وكتب “لقد حولت الحكومة الإسرائيلية مباراة كرة قدم عادية إلى أداة سياسية، وأصبحت المباراة الآن جزءاً من الاحتفالات بذكرى مرور 70 عاماً على قيام إسرائيل”.

•وفي الواقع، جرى التخطيط في البداية لإجراء المباراة في الملعب البلدي الجديد في حيفا، لكن ريغيف قررت تحويل حدث رياضي ودي إلى تظاهرة قوة سياسية. أجبرت دافعي الضرائب في إسرائيل على تمويل نقل المباراة إلى ملعب تيدي في القدس، بتكلفة نحو 2.7 مليون شيكل. كما تفاخرت الوزيرة بأن معجبي نجم المنتخب الأرجنتيني ميسي الكثر سيشاهدونه في القدس (يقبّل حائط المبكى). وهذا سيكون انتصاراً للدعاية الإسرائيلية “في هذا العصر الذي توجد فيه حركة (BDS).

•بيد أن إلغاء المباراة شكّل ضربة قوية للدعاية الإسرائيلية التي تحاول مرة تلو الأخرى طمس حقيقة أن القدس هي في مركز النزاع مع الفلسطينيين، وأن نقل السفارة الأميركية إليها يواجه معارضة من أغلبية دول العالم. ويبدو أن الروح الترامبية التي تهب من الولايات المتحدة تجعل من السهل على وزراء الحكومة الاستخفاف بجهات مثل الاتحاد الأوروبي، ومؤسسات دولية وحكومات أجنبية. اتضح الآن أن لهذا السلوك الوقح انعكاسات عملية.

•مهزلة إلغاء المباراة ستجبر الحكومة على التصرف بطريقة أقل غطرسة لدى استضافة مسابقة اليوروفيجين في إسرائيل السنة المقبلة. ونأمل بأن يفهم المسؤولون أن ما حدث هو أنهم حصلوا على بطاقة صفراء، وأن يحرصوا على إبقاء محاولاتهم من أجل تطبيع الاحتلال خارج الاستعدادات. ليس هناك ما يجبرنا على إقامة مباراة اليوروفيجين في القدس، وبالتأكيد ليس كخطوة استفزازية. وربما ما تمتنع المعارضة في إسرائيل من القيام به نجح فيه ميسي.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole