رواندا ليست وطنهم

رواندا ليست وطنهم
Spread the love

افتتاحية صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية —

•”العودة إلى الوطن”، هكذا يسمي وزير الداخلية، آرييه درعي، عملية طرد طالبي اللجوء من إسرائيل، على الرغم من أن المهدَّدين بالطرد هم مواطنون من أريتريا ومن السودان، وهو ينوي أن يفرض عليهم الذهاب إلى رواندا.

•بالنسبة إلى درعي، دولة أفريقية أُخرى هي وطنهم، حتى لو لم يعيشوا فيها أبداً، ولا يتحدثون لغتها، وثقافتهم مختلفة عن ثقافتها، ولا يعرفون أحداً هناك. لقد قال درعي أول أمس في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي: “أنهم يعودون إلى مكانهم الطبيعي. يا حبذا لو تتعامل معهم الدول الأُخرى مثلما تعاملنا نحن معهم.”

•على عكس كلام درعي لا تستطيع إسرائيل التباهي بعلاقاتها مع طالبي اللجوء. لقد بذلت الدولة كل ما في وسعها كي تصعّب الأمور عليهم، وكي تيئِّسهم، وتدفعهم إلى الرحيل. ولم يتوقف الضغط عليهم أيضاً بعد بناء الجدار على الحدود المصرية، ووقف دخول طالبي لجوء آخرين. أكثر من 20 ألف شخص غادروا إسرائيل في السنوات الأخيرة. العديد منهم كانوا يسمَّون في إسرائيل “متسللين” اعترفت بهم دول غربية أُخرى كلاجئين، وحصلوا على حقوق رفضت إسرائيل منحهم إياها.

•حتى الـ40 ألف طالب لجوء الذين رفضوا المغادرة، على الرغم من الضغوطات والتهديدات، وعدم حصولهم على حقوق، وحتى السجن في منشأة حولوت، ترفض إسرائيل التعامل معهم. لقد ماطلت وزارة الداخلية سنوات في دراسة طلبات اللجوء التي قدموها، ونسبة الاعتراف باللاجئين في إسرائيل هي الأدنى في العالم الغربي. لقد صرح درعي أن العملية ليست عملية طرد، لكن ليس هناك طريقة أُخرى لوصف قرار الحكومة وضع طالبي اللجوء أمام خيارين: إمّا الرحيل إلى دولة أجنبية في أفريقيا، وإمّا السجن فترة زمنية غير محدودة.

•تصرّح إسرائيل مراراً وتكرراً أنها توصلت إلى اتفاق مع دولة ثالثة، سيحصل المهاجرون إليها على وضع وعلى حماية، لكنها ترفض الكشف عن اسم الدولة وعن الاتفاق، على الرغم من المعروف أنها رواندا. أول أمس كذّبت حكومة رواندا توقيعها اتفاقاً، وبالأمس أكد نائب وزير خارجيتها أن بلاده لن توافق على استيعاب أشخاص أُرسلوا إليها مرغَمين. وقال”سياسة الأبواب المفتوحة لدينا تُطبق فقط على الذين يأتون إلى رواندا برغبة منهم، ومن دون أي إكراهات”.

•إن تكذيبات رواندا الشديدة مثيرة للقلق، وتزيد الحاجة إلى الكشف عن الاتفاق إذا كان موجوداً. وليس في إمكان إسرائيل تجاهلها وارسال أشخاص إلى دولة تقول إنها لن تستقبلهم. في مقابل خطط الحكومة غير الصالحة، فإن مبادرات مواطنين تثير أملاً. فقد انضم إلى موجة الرسائل والعرائض والتظاهرات ضد الطرد، طيارون وموظفون طلبوا من شركات الطيران رفض نقل طالبي لجوء رغماً عن ارادتهم. إلى جانب ذلك، أعرب كثيرون عن رغبتهم بالدفاع عن طالبي اللجوء واستقبالهم في منازلهم. ربما قد يدفع هذا درعي ورئيس الحكومة إلى وقف هذا العمل الأحمق في اللحظة الأخيرة.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole