حقائق مذهلة عن جسد الإنسان

Spread the love

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو/

قوم القلب البشري خلال فترة حياة الانسان بعمل يوازي رفع وزن طن واحد إلى ارتفاع 150 ميلاً في الهواء.

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مراجعة لكتاب “الجسد: حقائق مذهلة عن الجسم البشري” للباحث

بيل برايسون، كتبها جافين فرانسيس وترجمها إبراهيم عبدالله العلو، والآتي ترجمة النص:

يورد بيل برايسون في كتابه المؤلف من 464 صفحة والصادر عن دار نشر دبل داي في تشرين الأول / أكتوبر 2019 الكثير من أعاجيب الجسد البشري والتي تخطف الأنفاس وتحيّر العقول.

يقول مثلاً إن الغضروف الموجود في المفاصل أنعم من الزجاج ويمتلك معامل احتكاك أقل بخمسة أضعاف من الجليد. وكلما زادت التمارين التي نمارسها ارتفع إنتاج عظامنا لهرمون يعزز المزاج والذاكرة والخصوبة ويبعد الهشاشة والاكتئاب والخرف. تقدح مستقبلات التذوق إفراز الأنسولين وبذلك تتهيأ أجسادنا لهضم وجبة ما قبل أن نبتلع طعامنا (وهناك مستقبلات تذوق حتى في الخصيتين).

يتكون الجسد البشري من سبعة مليار مليار مليار ذرة وتعادل كلفة المواد المشكلة له في السوق الحر ما يقارب 96546 جنيه إسترليني. كشفت دراسة أجريت على سرّة 60 شخصاً وجود 2368 نوعاً من البكتيريا منها 1458 نوعاً مجهولاً لغاية اليوم.

تستطيع الأذن البشرية تمييز مجال سمعي يعادل 1000 مليار من معامل سعة الذبذبة.

يقوم القلب البشري خلال فترة حياة الانسان بعمل يوازي رفع وزن طن واحد إلى ارتفاع 150 ميلاً في الهواء.

يقوم جسم الأم المرضع عبر حلماتها بقياس الميكروبات الموجودة في لعاب رضيعها لمعايرة محتوى الأجسام المضادة في حليبها.

وإذا قمنا بنشر الحمض النووي الريبي(DNA) الموجود في جسدك جنباً إلى جنب لوصل طوله إلى 10 مليار ميل أي أبعد من المسافة الواصلة بيننا وبين مدار كوكب بلوتو.

يعتبر كتاب برايسون “الجسد” دليلاً لمثل تلك الغرائب ورحلة تشمل أدق التفاصيل وأعجبها.

يتفحص في المقدمة المعنونة “كيف تصنع جسداً بشرياً” غموض الحياة ولماذا تترتب ما قيمته 96 ألف جنيه إسترليني من مواد الذرات لتشكل المخلوقات المعجزة المستقلة ونحن من بينها. ويضيف: لا أحد يعلم أحد بالضبط.

يعرج بعد التطرق إلى الجلد والشعر (يقول: لم يمت أحد بسبب الصلع) على تريليونات البكتيريا التي تشاركنا السكن في أجسادنا (تستطيع البكتيريا تبادل المورثات فيما بينها) ومن ثم إلى الدماغ والرأس والحلق والقلب والكبد والهيكل العظمي والرئتين والأحشاء والأعضاء التناسلية.

يخصص مثلاً 6 صفحات من 454 صفحة لعمليات القلب بينما استغرق ذلك من توماس موريس أكثر من 400 صفحة في كتابه المنشور حديثاً “قضية القلب”.

ويتحدث في فصل مخصص للألم والأعصاب عن صداع الشقيقة في أقل من صفحة وهي نفس المساحة التي خصصها للحديث عن ألم السرطان.

يتحدث برايسون عن بعض أغرب الحوادث التي جرت لأبناء جلدتنا مثل الرضيعة التي أنقذت من هبوط درجة حرارة الجسم رغم توقف قلبها لساعات عدة أو مضيفة الطيران التي نجت رغم السقوط من ارتفاع 33000 قدم بسبب وقوعها على أشجار التنوب، والغطاس الإسباني الذي تمكن من حبس نفسه لمدة 24 دقيقة تحت سطح الماء، وعمال المناجم في التشيلي الذين يعملون أعمالاً شاقة على ارتفاع 19000 قدم في أعالي الجبال.

ولدى التطرق إلى مقدراتنا التناسلية يذكر احتمال الحمل بنسبة 3% في كل مواقعة.

ينشغل برايسون بمزايا أجسادنا وتاريخ انتهاء صلاحيتها ويقول: تحسنت خلال القرن العشرين معدلات أعمار البشر بنسبة تعادل ما تحسنت به خلال الـ8000 سنة السابقة.

تكون أول ألف يوم من الإخصاب حرجة لصحة الإنسان المستقبلية-فالتوتر في الطفولة المبكرة أو في الرحم يفضي إلى إنسان بالغ أكثر تعاسة وأقل معافاة. ويوضح أن الطعام غير الصحي والحياة الكسولة تؤدي إلى معدل حياة أقصر للأطفال المولودين اليوم عن والديهم مما دعا برايسون للتهكم والقول “إننا نشق طريقنا إلى قبورنا عبر الطعام وفي الوقت ذاته نربّي أطفالنا ليدخلوها معنا”.

وتلك قضية سياسية أكثر منها مسألة طبية: فمعدل أعمار الرجال في شرق غلاسجو يبلغ 54 سنة وأقل بـ25 سنة من المعدل المتوسط في المملكة المتحدة ويتطلب تعديل تلك الإحصاءات عملاً حكومياً بدل الطب. كما أن العمر المتوقع لرجل أسود يبلغ الثلاثين من العمر في هارليم في نيويورك أسوأ من العمر المتوقع لرجل بنغالي بنفس العمر بسبب السكتة القلبية وداء السكري وخطر مرض القلب إذا استثنينا الوفيات الناجمة عن المخدرات والعنف.

ما هي العوامل المؤثرة على العمر المتوقع للفرد؟

“أحدها أن الغنى يكون مساعداً في هذا السياق والآخر من الأفضل ألا تكون أميركياً”.

يشير الكاتب في الفصول الأخيرة من الكتاب إلى أن الأغنياء الأميركيين يموتون أبكر من الأوروبي المتوسط الدخل بسبب النظام الغذائي والبدانة والنظام الصحي باهظ التكلفة في الولايات المتحدة.

ولد برايسون في ولاية أيوا الأميركية ولكنه اختار بريطانيا موطناً له ويشعر بالرعب من تناول الأميركي العادي لما يعادل من حيث السعرات الحرارية قطعتين من حلى الجبن كل أسبوع أكثر من الشخص العادي في هولندا أو السويد.

يقتل الأميركيون بعضهم البعض أكثر من أي شعب آخر ويشربون ويقودون السيارات أكثر من معظم شعوب العالم ويضعون حزام الأمان بشكل أقل باستثناء الطليان. يباع الأنسولين، والذي تبرع مخترعوه ببراءة الاختراع لصالح البشرية، بستة أضعاف سعره في أوروبا.

تكون معدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة في كوبا وليتوانيا أفضل من معدلاتها في الولايات المتحدة ويبلغ عدد المدراء الماليين في نظام الرعاية الصحية ضعف عدد الأطباء.

ومن المفاجئ أن المملكة المتحدة تقع في ذيل قائمة الدول المتطورة من حيث معدلات النجاة من السرطان.

ويقول الكاتب إن الاستمتاع بالصداقة الطيبة في مراحل العمر المتأخرة يشجع على طول العمر ويلاحظ أن الحياة العاطفية والاجتماعية الإيجابية تحمي حمضنا النووي.

ويضيف أن الانسان دليل ناطق وماشي تكتنفه الأعاجيب. كيف يتسنى لنا الاحتفال ببهاء وجودنا؟

ويردف قائلاً: “يقوم أكثرنا بذلك عبر تناول الكثير من الطعام والقيام بالحد الأدنى من التمارين الرياضية”.

ويختم بالقول “تناول طعاماً أقل وتحرك أكثر. تلك هي الوصفة الأفضل مدى الحياة”.

المصدر : الغارديان _ عن الميادين نت

Optimized by Optimole