السؤال الكبير: كيف سيؤثر قرار مندلبليت على نتائج انتخابات الكنيست؟

Spread the love

بقلم: موتي طوخبليد – محلل سياسي إسرائيلي —

بعد دفاع نتنياهو عن نفسه، وهجوم المعارضة، بقيت المنظومة السياسية في مواجهة سؤال واحد: إلى أي حد سيكون قرار المستشار القانوني للحكومة مندلبليت حاسماً بالنسبة إلى نتائج الانتخابات؟ الصحيح حتى الآن على ما يبدو أنه ليس لدى أحد أي فكرة.
مؤيدو نتنياهو، الذين يعتقدون أن الجهاز القضائي تحالف مع اليسار وقررا معاً ملاحقة نتنياهو حتى إسقاطه، ليس فقط لم تشكل لائحة الاتهام التي أصدرها المستشار بالأمس مفاجأة لهم، بل إنهم أيضاً ازدادوا تمسكاً بموقفهم السابق. ما هو على المحك عدة عشرات من المقاعد [في الكنيست التي سيوفرها لنتنياهو] الذين سيضعون في الانتخابات المقبلة بطاقة “ماحل”، حتى لو فُتح من الآن وحتى موعد الانتخابات مائة تحقيق جديد ضد نتنياهو. القرار الصادر في الأمس لن يؤثر بالتأكيد على هؤلاء.
في المقابل، أولئك الذين يعارضون نتنياهو وينتظرون سقوطه، لم يكونوا بحاجة في الأمس إلى مندلبليت ولائحته التفصيلية للاتهام المؤلفة من 56 صفحة كي يفكروا بأنه يجب على نتنياهو أن يرحل. في هذه الحالة أيضاً ما هو على المحك بضعة عشرات من المقاعد [التي ستنجم عن تصويت] الذين سيصوتون في جميع الأحوال مع المعارضة، وكانوا سيفعلون ذلك حتى لو أن مندلبليت برأ نتنياهو بالأمس من أي تهمة.
في مثل هذه الحالة، فإن التأثير سيلحق في الأساس أولئك الذين حتى الآن أيدوا رئيس الحكومة، ولكن مندلبليت نجح في الأمس في إحداث شرخ في جدار دعمهم. أولئك الذين اعتقدوا أن الشرطة والنيابة العامة وكل الآخرين الذين اهتموا بتحقيقات نتنياهو كانت لديهم اعتبارات غريبة، ولكنهم يثقون بكلمة مندلبليت، وإذا قرر أن نتنياهو فاسد، فإن هذا على ما يبدو هو الحقيقة.
هذه المجموعة من المفترض أن تغادر منذ هذا الصباح الليكود وهذا يمكن أن يظهر في استطلاعات الرأي المقبلة. وليس لدى أحد فكرة عن حجم هؤلاء الأشخاص. من هم هؤلاء الأشخاص الذين حتى الآن أيدوا نتنياهو، رغم كل الشكوك والتحقيقات والتسريبات التي كانت معروضة أمامهم منذ أشهر طويلة، والذين منذ يوم أمس تخلوا عنه وقرروا بأنه لم يعد من الممكن بالنسبة إليهم أن يكون رئيساً للحكومة؟ هل المقصود ألف شخص؟ عشرات الآلاف؟ مائة ألف؟ لا أحد يعرف. والاستطلاعات المقبلة هي التي ستحدد ذلك.
هناك أيضاً ظاهرة معاكسة. أولئك الذين لم يفكروا في انتخاب نتنياهو ، وقرروا في الأمس أن يفعلوا ذلك، لأن الملاحقات مبالغ فيها، والتعليقات في استديوهات التلفزيون تشعرهم بالسقم. هم لا يقبلون أن يعطيهم أحد دروساً، وأن يحاول أن يفرض عليهم صدمة مصطنعة، أو أن يخلق انطباعاً بأن الديمقراطية الإسرائيلية ماتت بالأمس. يوجد أشخاص من هذا النوع، لكن ليس من الواضح ما هوعددهم.
الاستطلاعات المقبلة ستكون مهمة بصورة خاصة. يجب ألاّ نراقب فقط المعركة بين الليكود وبين قائمة أزرق أبيض، بل أيضاً أن نراقب الكتل. ناخبون من الليكود يمكن أن يجتازوا الخطوط وأن يعرّضوا للخطر الائتلاف اليميني المقبل.
قرار المستشار القانوي سيؤثر أيضاً على تركيبة الحكومة المقبلة. إذا فاز نتنياهو، لا شك أن الشكوك ستكون موجودة في صلب المفاوضات الائتلافية التي سيجريها. ليس واضحاً ما هي الأدوات السياسية التي سيحاول تأمينها لنفسه في اليوم التالي لتأليف الحكومة، لكن من الواضح أن جزءاً مهماً من الخطوط الأساسية للحكومة المقبلة سوف تتطرق إلى القضية.

المصدر: صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole