الاستخبارات الإسرائيلية تزعم أنها ساهمت في إحباط عشرات الهجمات في العالم

Spread the love

بقلم: عاموس هرئيل – مراسل عسكري إسرائيلي —

•ساهمت المعلومات التي نقلتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى دول أخرى في العامين الماضيين، في إحباط عشرات الهجمات التي كانت ستقوم بها عناصر إرهابية إسلامية على علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفصائل تتماهى مع القاعدة في الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة عززت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التنسيق في ما بينها والتعاون مع أجهزة الاستخبارات في دول صديقة، كجزء من الجهد الدولي لمواجهة الإرهاب الإسلامي الراديكالي.
•وحتى اليوم، تحدثت تقارير عن تحذيرات إسرائيلية ساهمت، من بين أمور أخرى، في إحباط هجوم كان يخطط إرهابيون متماهون مع داعش القيام به خلال مباراة لكرة القدم في ألبانيا بين الفريق المحلي والفريق الإسرائيلي. وفي حالات أخرى ذكرت وسائل إعلام مختلفة أن إسرائيل أرسلت تحذيرات بشأن هجمات في بلغاريا، وتركيا وفرنسا. وأتاحت بعض هذه التحذيرات إحباط هجمات. وفي أيار/مايو الماضي أثيرت عاصفة بعد نشر صحف أميركية أن الرئيس ترامب كشف في حديثه مع وزير الخارجية الروسي تفاصيل تحذيرات نقلتها إسرائيل بشأن تخطيط داعش لتفجير طائرة ركاب خلال رحلة إلى أوروبا، بواسطة شحنات متفجرة مخبأة في حواسيب نقالة.
•في نهاية 2015 جرت في شعبة الاستخبارات في هيئة الأركان تعديلات هيكلية بعد هجوم إرهابي في باريس أدى إلى مقتل 120 شخصاً خلال حفل لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان. وتقرر في الاستخبارات العسكرية أن المطلوب هو المزيد من التركيز على تحركات الارهابيين في العالم ممن هم على صلة مع تنظيمات في الشرق الأوسط. ومنذ تلك الفترة طرأ تحسن كبير على التنسيق الاستخباراتي مع أجهزة الاستخبارات في أوروبا كجزء من محاربة داعش والقاعدة.
•الانطباع في إسرائيل هو أن الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في شمال شرق سورية يتقدم وفق الخطة، وأنه خلال زمن غير بعيد من المتوقع أن تنهزم داعش في مدينة الرقة. ويبدو أن رؤيا داعش بشأن إقامة خلافة إسلامية على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها الكاملة يوشك على الانتهاء. إنما على الرغم من ذلك، سيواصل التنظيم العمل بوسائل أخرى، وسيستخدم على ما يبدو فكرة “الخلافة الافتراضية”، أي أنه سيستخدم مخربين في مناطق مختلفة من العالم بواسطة وسائل التواصل عبر الإنترنت، من دون مركز مادي محدد يجمع أتباعه.
•وأحد التطورات المحتملة التي تقلق إسرائيل هو ما يتعلق بالخطر الناجم عن أن عدداً من خريجي داعش والمعارك في سورية والعراق، سيبحثون عن ساحة أخرى لتحركهم وسينتقلون إلى سيناء، حيث يقاتل داعش، فرع ولاية سيناء، النظام المصري منذ عدة سنوات. إن وجود المزيد من عناصر داعش في سيناء يمكن أن يرفع نسبة خطر وقوع هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية على طول الحدود المصرية.
•ما تزال تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر إيران، وليس الإرهاب السني المتطرف، تهديداً أمنياً مركزياً على إسرائيل. وما يقلق إسرائيل بصورة خاصة هو نشاط إيران في سورية ومساعيها لترسيخ وجودها العسكري هناك، ووجود الميليشيات الشيعية بالقرب من هضبة الجولان، والمساعدة الكبيرة التي تمنحها طهران لحزب الله و”حماس” والجهاد الإسلامي الفلسطيني.

•ولا ترى الاستخبارات [الإسرائيلية] أن التنسيق بين روسيا وإيران حلف ملزم، بل تقاطع مؤقت في المصالح من شأنه أن يتغير. ووفقاً للتقديرات في إسرائيل، فإن روسيا وإيران ستتواجهان خلال وقت غير بعيد بسبب التنافس على النفوذ الاقتصادي لدى نظام الأسد، ومحاولة كل من الدولتين أن تحقق لنفسها أرصدة اقتصادية في سورية، في ضوء التفوق الذي حققه نظام الأسد ضد تنظيمات المتمردين.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole