يسرائيل هَيوم: اليمين لم يمت اليسار لم يمت

Spread the love

يوسي بيلين – عضو كنيست سابق/

اليمين يحب أن ينعي اليسار. بني غانتس يصر على تكرار المعزوفة الفارغة القائلة “لا يمين ولا يسار”. لكن ليس هناك أكثر ما ثبت بطلانه من ذلك. يوجد في إسرائيل يمين، وهو يشكل ثلث أعضاء الكنيست، ويؤلف حكومات بواسطة الحريديم. كذلك يوجد يسار في إسرائيل، جزء منه اجتماعي – ديمقراطي (العمل وميرتس)، والجزء الآخر ليبرالي، وهو يشكل أكثر من ثلث أعضاء الكنيست، ويؤلف حكومات بتأييد من الكتلة العربية، مع أن هذه الكتلة رفضت حتى الآن الانضمام إلى الحكومات الإسرائيلية، لذلك فإن هذه الشراكة أصعب بكثير من الشراكة بين اليمين والمتدينين.
الأصوات الليبرالية في إسرائيل، في أغلبيتها، إن لم يكن كلها، صبت في مصلحة أزرق أبيض، الذي يعتبر حزباً لأشخاص جيدين في منتصف العمر، قادرين – من دون التزام بأي وجهة نظر أيديولوجية صارمة – أن يشكلوا بديلاً ناجحاً لحكم نتنياهو الطويل. وهذه الأصوات ستظل هناك إذا أثبت حزب غانتس أن سياسته لا تتعارض مع وجهة نظر الناخبين الليبراليين.
حزب العمل وميرتس سيبقيان. إذا شُكِّلت حكومة ضيقة، سيكون لهما دور مهم، وإذا شُكِّلت حكومة وحدة من شبه المؤكد أنهما سيبقيان في المعارضة. حدوث اندماج بين هذين الحزبين كان يمكن أن يزيد قوتهما في الانتخابات، لكن رئيس حزب العمل عمير بيرتس رفض ذلك. هو يبرر رفضه بأنه نجح في نقل أصوات من اليمين إلى العمل، وأن الأصوات التي تركت حزب العمل (ربما لأن الموضوع السياسي لم يبرز كفاية في معركته الانتخابية) بقيت داخل معسكر الوسط – اليسار. تقلُّص حجم كتلة اليمين قليلاً منذ نيسان/أبريل ربما يؤكد هذا الإدعاء.
حالياً، في مقابل الانشقاق السريع الذي حدث في اليمين [إعلان حزب اليمين الجديد خروجه من اتحاد “يمينا”] سيكون من الأصح أن يصار إلى إنشاء كتلة مشتركة بين العمل – غيشر والمعسكر الديمقراطي. ستكون هذه الكتلة متوسطة الحجم وقادرة على التأثير خلال ولاية الكنيست الـ22، وسيكون لها تأثير أكبر من تأثيرهما كحزبين صغيرين يصارعان على إسماع صوتيهما.
أعرف أنه ضمن أزرق أبيض يوجد عدد غير قليل من أعضاء الكنيست قلوبهم مع اليسار، المكان الذي ناضلوا فيه من أجل تقليص الفجوات الاجتماعية وإعطاء فرص متساوية، أشخاص يؤمنون بأنه لا يمكن الكلام عن دولة يهودية غير ديمقراطية، ويدركون أن لجيراننا الفلسطينيين الحقوق نفسها التي لدينا، وأن من الأفضل للطرفين أن يتمتع الفلسطينيون بهذه الحقوق في دولة خاصة بهم لا في دولة مشتركة لا تقدر أن تكون دولة يهودية. حل الكونفدرالية الإسرائيلية – الفلسطينية بين دولتين مستقلتين وذاتي سيادة يمكن أن يكون الحل الأمثل بالنسبة إلى الطرفين. وآمل أن يعلو صوت هؤلاء على صوت الأشخاص الذين وصلوا إلى أزرق أبيض من عمق اليمين، الذين يتكلمون بلغة الضم والإقصاء. إذا لم يتحقق هذا الأمر، فإن حزب “En Marche” [نسبة إلى حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون] سيتحول إلى حزب زائل، والأصوات التي صبت لمصلحته ستعود إلى الأحزاب التي تركتها.

المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole