يسرائيل هَيوم: الدفاع الأفضل هو الهجوم

حزب الله و”حارس الأسوار” – دلالات أولية
Spread the love

شجون عربية / إليعيزر مروم – اللواء في الاحتياط

جرى اعتراض المسيّرات التي أطلقها حزب الله على منصة كاريش بواسطة صواريخ باراك المركبة على متن سفن سلاح البحر منذ عدة سنوات. وهذه عملية اعتراض تاريخية استُخدمت فيها للمرة الأولى صواريخ باراك بصورة عملانية وأثبتت نجاعتها ودقتها.
في حرب يوم الغفران [حرب تشرين/أكتوبر 1973] تعرضت السفن الحربية الإسرائيلية لأكثر من 50 صاروخ بحر – بحر، أُسقطت جميعها بواسطة منظومة القتال الإلكتروني التي زودت بها السفن قبيل الحرب. وفي نهاية الحرب قرر سلاح البحر أنه لضمان النجاح في المعارك المقبلة عليه تطوير منظومة صواريخ مضادة يمكنها التصدي لمختلف أنواع صواريخ كروز التي قد تتعرض لها سفنه الحربية من دون أن تكون هناك حاجة إلى معلومات استخباراتية بشأن منظومة الاستشعار المثبتة في الصاروخ. هكذا ولدت فكرة صاروخ باراك الذي جرى تطويره مع سلاحيْ بحر تابعين لدولتين لهما علاقات جيدة مع سلاحنا البحري.
في التسعينيات زود سلاح البحر السفن الحربية بمنظومة صواريخ باراك، كما تزودت بها السفن الحربية للدول التي شاركت في تطوير الصاروخ، لكن لم يُستخدم الصاروخ قط لاعتراض صاروخ كروز أو طائرة من دون طيار. وفي حرب لبنان الثانية كان في إمكان هذه الصواريخ اعتراض الصواريخ التي وجهت نحو السفينة الحربية “حانيت”، لكن لم يجر تشغيل هذه المنظومة، وأصيبت السفينة بأحد هذه الصواريخ.
في تقدير الوضع الذي قام به سلاح البحر تبيّن أن السفن تعاني خللاً في الدفاع ضد التهديدات الجوية المتزايدة. لذا بدأ تطوير صاروخ باراك 8 المشترك مع سلاح البحر الهندي، وأصبح هذا الصاروخ في السنوات الأخيرة عملانياً. في المقابل، طورت إسرائيل منظومة اعتراضية متعددة الطبقات ضد الصواريخ الباليستية التي تُعتبر أكثر تعقيداً، ومن بين هذه المنظومات القبة الحديدية. بعد الإعلان عن المياه الاقتصادية والعثور على حقول الغاز قررت الحكومة الإسرائيلية تكليف سلاح البحر الدفاع عن المياه الإقليمية وعن الموارد الموجودة فيها، وهكذا ولدت منظومة الدفاع المشتركة التي تضمنت سفن ساعر 6 ومنظومة رادارات متطورة، وصاروخ باراك 8، ومنظومة القبة الحديدية البحرية. هذه ستكون المنظومات التي ستدافع عن منصات الغاز في المياه الإقليمية. وطوال الوقت عملت الطواقم في سلاح البحر مع سلاح الجو من أجل دمج المنظومتين الدفاعيتين، الجوية والبحرية، في منظومة واحدة مهمتها الدفاع عن دولة إسرائيل في مواجهة تهديدات كهذه.
لقد وضعت تهديدات حزب الله بمهاجمة منصات الغاز في حقل الغاز كاريش وبالتالي المس بقوة إسرائيل في مجال الطاقة سلاح البحر في حال جهوزية وسمحت باعتراض ناجح نفذته السفينة الحربية إيلات من طراز ساعر 5، لكن هذا ليس كافياً.
يتعين على دولة إسرائيل الرد بضراوة على محاولة حزب الله، وعليها أن تضرب أهدافاً تُستخدم في تشغيل منظومة المسيّرات التابعة للحزب “الإيراني”، إذ إن مهاجمة هذه الأهداف بمشاركة منظومتي الدفاع البحري والجوي ستؤدي إلى ردع إيران وحزب الله عن القيام بمحاولات أُخرى لإطلاق مسيّرات في اتجاه المياه الاقتصادية لإسرائيل.