“يديعوت أحرونوت”: زيارة نتنياهو مسقط مؤشر إلى قبول إسرائيل في الشرق الأوسط

Spread the love

بقلم: إيتمار أيخنر – محلل سياسي إسرائيلي —

أكد وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي أنه يجب قبول إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، وعرض أن تساعد السلطنة في محادثات السلام الإسرائيلية – الفلسطينية. وجاء تأكيد الوزير هذا خلال كلمة ألقاها في قمة أمنية عُقدت في البحرين أمس (السبت)، غداة انتهاء زيارة سرية قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى مسقط، وأكد فيها بن علوي أيضاً أن عُمان لن تعمل كوسيط، لكنها ستقدم أفكاراً للمفاوضات، وأعرب عن دعمه جهود السلام التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال بن علوي: “إن إسرائيل دولة حاضرة في المنطقة، وكلنا نفهم ذلك، والعالم يدرك أيضاً هذه الحقيقة، وربما حان الوقت لكي تُعامل إسرائيل بالمثل وتتحمل نفس الالتزامات”.
كما أعرب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في القمة نفسها عن دعمه لجهود سلطنة عُمان الرامية إلى تعزيز السلام الإسرائيلي- الفلسطيني. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن محادثات السلام ستساعد على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والعالم العربي. وحضر المؤتمر وزراء الدفاع في كل من الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا.
وتُعدّ الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى سلطنة عُمان نادرة، وهي الأولى التي يقوم بها زعيم إسرائيلي منذ أكثر من عقدين، كما أنها تدل على دفء العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي السني. ووفقاً لبيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، سافر نتنياهو وزوجته سارة إلى مسقط للقاء السلطان قابوس بن سعيد، الذي وجّه دعوة إلى نتنياهو بعد اتصالات مطولة بين البلدين. وأفاد بيان مشترك صدر عن البلدين أن الزعيمين ناقشا سبل الدفع قدماً بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ومختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك من أجل السلام والاستقرار في هذه المنطقة.
لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية مع عُمان، كما هي الحال مع معظم الدول العربية. لكن في السابق، التقى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين السلطان العُماني.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل زيارة نتنياهو، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة “نيويورك تايمز”، بما أن عُمان تُعتبر وسيطاً عادلاً لجميع دول الشرق الأوسط، فإن الزيارة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الانفتاح الدبلوماسي لإسرائيل. وقال هذا المسؤول أيضاً إن إسرائيل قد تستخدم عُمان كقناة خلفية سريّة لكل من إيران وسورية. وكانت عُمان منخرطة بشكل عميق في المحادثات الأميركية – الإيرانية الخلفية التي أدت إلى الاتفاق النووي بين طهران والدول الست العظمى [مجموعة 5+1]. وقام ترامب في وقت سابق من هذه السنة بسحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق.
وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن زيارة نتنياهو خطوة مهمة في تنفيذ السياسة التي حددها رئيس الحكومة بشأن تعميق العلاقات بدول المنطقة عن طريق الاستفادة من مزايا إسرائيل في مجاليْ الأمن والتكنولوجيا، وفي المسائل الاقتصادية. وتحدث نتنياهو منذ سنوات عن العلاقات الدافئة بين إسرائيل والعالم العربي، مشيراً ليس فقط إلى إيران كعدو مشترك، إنما أيضاً إلى مصلحة العديد من الدول في التعاون مع إسرائيل في المسائل الأمنية والدفاعية، فضلاً عن صناعة التكنولوجيا العالية المتنامية في إسرائيل.
وكانت عُمان، وهي دولة تقع على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية ويبلغ عدد سكانها نحو 4.5 مليون نسمة، ومنذ فترة طويلة، واحدة من الدول العربية القليلة التي لم تُخف العلاقات المفتوحة بإسرائيل. وفي سنة 1994 زار رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يتسحاق رابين هذه السلطنة، حيث استقبله السلطان قابوس بن سعيد. وفي سنة 1995، بعد أيام قليلة من اغتيال رابين، استضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، شمعون بيرس، وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في القدس.
وفي كانون الثاني/ يناير 1996 وقّعت إسرائيل وعُمان اتفاقاً بشأن افتتاح متبادل لمكتبي تمثيل تجاريين. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في ذلك الوقت: “تعتقد عُمان أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى استمرار التقدم في عملية السلام، وزيادة الاستقرار في المنطقة”. وأضافت أن الدور الرئيسي للمكتب سيكون في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة مع عُمان، وكذلك في التعاون في مجالات المياه والزراعة والطب والاتصالات. وبعد أربعة أشهر، زار بيرس عُمان لافتتاح مكتب تمثيل تجاري إسرائيلي رسمياً هناك، والذي أُغلق في سنة 2000، في إثر الانتفاضة الفلسطينية الثانية، لكن العلاقات بين الدولتين لم تنقطع، واستمرت بهدوء وبصورة سرية.

المصدر: صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية