“واشنطن بوست”: بومبيو يفشل في تبديل الموقف الأوروبي بشأن إيران

Spread the love

ترجمة: د. هيثم مزاحم – ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد اقتحم اجتماعاً لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل يوم الاثنين للضغط من أجل جبهة موحدة عبر الأطلسي ضد طهران وبرنامجها النووي. لكن بومبيو فشل في تغيير مواقف القادة الأوروبيين الذين يخشون من توجّه الولايات المتحدة وإيران نحو الحرب.

وأضافت الصحيفة أن قرار بومبيو في اللحظة الأخيرة بزيارة عاصمة الاتحاد الأوروبي، بروكسل، الذي أعلن وهو يصعد على متن طائرة من الولايات المتحدة، يقيم مواجهة بين أكبر دبلوماسي أميركي ونظرائه الأوروبيين، الذين كانوا يتدافعون لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 بعد الانسحاب الأميركي منه في العام الماضي.

واستشهدت الصحيفة بموقف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الذي قال إنه يخشى أن يؤدي التصعيد غير المتعمد من الولايات المتحدة وإيران إلى اندلاع صراع – وهو بيان جريء غير عادي يبدو أنه يوجّه المسؤولية بشكل متساوٍ إلى كل من واشنطن وطهران.

وجاءت الزيارة في يوم قالت فيه وزارة الخارجية السعودية إن اثنتين من ناقلات نفطها وسفينة نرويجية تضررتا خلال عطلة نهاية الأسبوع بالقرب من الخليج الفارسي، فيما زعمت أنه كان “عملاً تخريبياً”.

وقال بيان صادر عن الشركة التي تملك السفينة التي ترفع العلم النرويجي، إن “جسماً مجهولاً” أحدث ثقباً في جسم إحدى سفنها. ولم تصدر المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة صوراً لدعم مزاعم أن ناقلتي النفط السعوديتين قد تكبدتا “أضراراً كبيرة”. ولم تتسبب الحوادث في أي إصابات أو انسكابات نفطية، وفقًا لبيان أصدره وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحوادث قد وقعت في نفس الوقت وفي نفس المكان قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة بعد أيام فقط من إرسال الولايات المتحدة سفناً حربية وقاذفات قنابل إلى المنطقة لردع التهديدات المزعومة من إيران.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون الاثنين إن وزارة الدفاع تقدم المساعدة في التحقيق لكنها “ليس لديها ما تقدمه في هذا الوقت”.

وقال سكوت تروفير، وهو محلل بحري في واشنطن، إن أفضل تقييم له هو أن السفن أصيبت بنوع من الألغام العائمة التي تنفجر عند الاصطدام بها. ويبلغ حجم كل لغم عادة نحو 100 رطل ويمكن وضعها في مكانها من جانب سفينة صغيرة أو زورق سريع.

وقال تروفر، الذي درس الألغام منذ عقود: “يمكن القيام بذلك بشكل خفي. إنها خادعة جداً. بمجرد وضعها في الماء، يصعب اكتشافها وتصعب هزيمتها”.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ذهبت إلى موقف متشدد جداً بعد اجتماعها مع بومبيو يوم الاثنين. وقالت: “يجب أن يكون الموقف الأكثر مسؤولية الذي ينبغي اتخاذه هو أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد على الجانب العسكري”.

وكشفت الصحيفة أنه تم رفض بعض طلبات بومبيو الأساسية في بروكسل وأنه على الرغم من أن موغريني تمكنت من إيجاد الوقت للقائه، إلا أنها في البداية قالت إن لديها يوماً حافلاً وأن المسؤولَين سيتحدثان “إذا نجحنا في ترتيب لقاء”. ووافق كبار الدبلوماسيين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا على لقاء كل وزير منهم بومبيو على حدة. لكن لم يسمح للأميركيين بتحقيق النصر الرمزي باجتماع المجموعة الأوروبية مجتمعة معه.

وقلل الدبلوماسيون الأميركيون من الحديث عن الشرخ بينهم وبين الأوروبيين. ونقلوا عن بومبيو قوله لموغريني بعد أن اعتذرت عن عدم اجتماعهم جماعياً: “لا، لقد كان هذا رائعاً. كان لديك يوم حافل”.

وقال بريان هوك، كبير مستشاري بومبيو بشأن إيران: “نتفق على مسائل أكثر مما نختلف. وهذا لا يزال الحال. نحن نتشارك نفس تقييم التهديد. نحن قلقون جداً بشأن إيران – الكثير من التهديدات المتعددة التي تم الإبلاغ عنها خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية”.

لكن الصحيفة قالت إن الأوروبيين قالوا إنهم يخشون من سلوك كل من إيران وإدارة ترامب. وقال هانت، وزير الخارجية البريطاني: “نحن قلقون للغاية من خطر حدوث صراع عن طريق الصدفة، مع تصعيد غير مقصود مقصود من أي من الجانبين. ما نحتاج إليه هو فترة من الهدوء للتأكد من أن الجميع يفهم ما يفكر فيه الجانب الآخر. الأهم من ذلك كله، نحن بحاجة إلى التأكد من أننا لن نعيد وضع إيران على طريق إعادة التسلح النووي”.

وقال دبلوماسيون على دراية بمحادثات بومبيو في بروكسل إن كل جانب كرر نقاط الحوار السابق نفسها حول ما إذا كان الاتفاق النووي يستحق الإبقاء عليه. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعد اجتماعه مع بومبيو: “لقد أوضحت مرة أخرى أننا نشعر بالقلق إزاء التطورات والتوترات في المنطقة”.

وختمت الصحيفة قائلة إن القادة الأوروبيين يتفقون مع الولايات المتحدة على أن برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية وسلوكها يمثلان مشكلة. لكنهم يختلفون حول ما إذا كان هذا يعني أن الاتفاق النووي – وهو جزء رئيسي من إرث الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما – ينبغي إلغاؤه.

المصدر: الميادين نت

Optimized by Optimole