واشنطن بوست: بومبيو هو الذي دفع لخيار تصفية سليماني

واشنطن بوست: بومبيو هو الذي دفع لخيار تصفية سليماني
Spread the love

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

التغييرات الأخيرة التي طرأت على فريق ترامب للأمن القومي وقلق الرئيس من أن ينظر إليه على أنه متردد خلقت فرصة لبومبيو للضغط من أجل خيار اغتيال سليماني.
أشارت صحيفة”واشنطن بوست” الأميركية إلى دور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في دفع الرئيس دونالد ترامب لاتخاذ خيار تصفية قائد “قوة القدس” في “حرس الثورة الإسلامية” الإيراني الفريق قاسم سليماني.

وقالت الصحيفة إن بومبيو استيقظ فجر يوم الثلاثاء إثر اتصال هاتفي في الساعة الرابعة صباحاً لتنبيهه إلى وجود احتجاج كبير خارج السفارة الأميركية في بغداد. وعندما بدأ المتظاهرون في إلقاء قنابل المولوتوف على المجمع المحصن بشدة، تصارع بومبيو مع التهديد الأمني ​​الجديد لدبلوماسييه في مكالمات هاتفية بدأت الساعة 4:30 صباحاً مع وزير الدفاع مارك إسبير ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، والسفير الأمريكي في العراق ماثيو تويلر، وذلك وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وتحدث المسؤولون أيضاً مع الرئيس ترامب مرات عدة يومياً الأسبوع الماضي، وبلغوا ذروتهم بقرار ترامب بالموافقة على اغتيال اللواء قاسم سليماني، بناء على دعوة بومبيو ونائب الرئيس مايكل بنس، بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون تحدثوا لـ”واشنطن بوست” بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

لقد خسر بومبيو مداولات مماثلة عالية المخاطر في الصيف الماضي عندما رفض ترامب الانتقام عسكرياً ضد إيران بعد أن أسقطت طائرة استطلاع أميركية بدون طيار، وهي نتيجة أظهرت بومبيو “كغبي”، وفقاً لمسؤول أميركي. لكن التغييرات الأخيرة التي طرأت على فريق ترامب للأمن القومي ونزوات الرئيس الذي يشعر بالقلق من أن ينظر إليه على أنه متردد في مواجهة العدوان الإيراني خلقت فرصة لبومبيو للضغط من أجل نوع العمل الذي كان يدافع عنه.

مثّل الضوء الأخضر للغارة الجوية بالقرب من مطار بغداد انتصاراً بيروقراطياً لبومبيو، ولكنه ينطوي أيضاً على مخاطر جدية متعددة: اندلاع حرب إقليمية أخرى مطولة في الشرق الأوسط؛ اغتيالات انتقامية لموظفي الولايات المتحدة المتمركزين حول العالم؛ انقطاع في المعركة ضد “داعش”؛ إغلاق الطرق الدبلوماسية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني؛ ورد فعل كبير في العراق، الذي صوت برلمانه يوم الأحد على طرد جميع القوات الأميركية من البلاد.

وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لبومبيو، الذي تمثل طموحاته السياسية مصدراً للتكهنات المستمرة، فإن وفاة الدبلوماسيين الأميركيين ستكون مدمرة بشكل خاص بالنظر إلى انتقاداته التي لا تتزعزع لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في أعقاب مقتل السفير الأميركي في ليبيا وغيره من الموظفين الأميركيين في بنغازي في عام 2012. لكن أياً من هذه الاعتبارات لم يوقف بومبيو عن الضغط من أجل توجيه هذه الضربة المحددة، كما قال المسؤولون الأميركيون، مما يؤكد على تركيزه على إيران الذي يمتد 10 سنوات من خدمته الحكومية من الكونغرس إلى وكالة الاستخبارات المركزية إلى وزارة الخارجية.

وقال بومبيو لقناة “سي أن أن”: “لقد أخرجنا رجلاً سيئاً من ميدان المعركة. لقد اتخذنا القرار الصائب. أنا فخور بالجهود التي بذلها الرئيس ترامب”.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن بومبيو تحدث لأول مرة مع ترامب حول اغتيال سليماني قبل أشهر، لكن لا الرئيس ولا مسؤولي البنتاغون كانوا على استعداد للقيام بمثل هذه العملية.

فلأكثر من عام، حذر مسؤولو وزارة الدفاع من أن حملة الإدارة الاقتصادية للعقوبات ضد إيران قد زادت من التوترات مع طهران، والتي تتطلب حصة أكبر وأكبر من الموارد العسكرية في الشرق الأوسط عندما أراد الكثيرون في البنتاغون إعادة نشر قوتهم النارية إلى شرق آسيا.

وقد سعى ترامب أيضاً إلى الانسحاب من الشرق الأوسط كما وعد في الأيام الأولى لحملته الرئاسية. لكن تلك العقلية تحولت في 27 كانون الأول / ديسمبر 2019 عندما أصاب 30 صاروخاً قاعدة أمريكية عراقية مشتركة خارج كركوك، مما أسفر عن مقتل متعاقد مدني أميركي وإصابة أفراد أميركيين من الخدمة العسكرية.

ففي 29 كانون الأول / ديسمبر الماضي، سافر بومبيو وإسبر وميلي إلى نادي الرئيس الخاص في فلوريدا، حيث قدم مسؤولا وزارة الدفاع ردوداً محتملة على العدوان الإيراني، بما في ذلك خيار تصفية سليماني، حسبما نقلل مسؤولون أميركيون كبار للصحيفة.

وكان قرار ترامب باستهداف سليماني بمثابة مفاجأة وصدمة لبعض المسؤولين الذين أطلعوا على قراره، في ضوء مخاوف البنتاغون الطويلة من التصعيد وكره الرئيس لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران.

وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين إن أحد العوامل المهمة كان التنسيق “البارع” للعملية بين بومبيو وإسبر، وكلاهما يتخرجان في نفس الفصل في الأكاديمية العسكرية الأميركية، وقد تباحثا قبل جلسة الإحاطة مع ترامب. وقد وافق بنس أيضاً على القرار، لكنه لم يحضر الاجتماع في فلوريدا.

وجادل مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية بأن البنتاغون في عهد وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس كان يكره المخاطرة وأن ذلك الاغتيال ما كان ليحدث في عهده. وقال المسؤول إن ماتيس كان ليعارض كل هذا. وأضاف “أن ميلي وإسبر مختلفان. الآن لديك فريق أمن وطني متماسك، ولديك وزير خارجية ووزير دفاع عرف كل منهما الآخر بحياته البالغة”.

وقد رفض ماتيس التعليق للصحيفة.

في الأيام التي تلت الضربة، أصبح بومبيو صوت الإدارة في هذه المسألة، والمسؤول عن التحدث مع الحلفاء وجعل العملية قضية عامة. وقال مسؤول في الإدارة إن ترامب اختار بومبيو ليظهر في جميع برامج الأحد الحوارية لأنه “يلتزم بالخط” و”لا يتنازل قط ولو لبوصة”.

المصدر: الميادين نت

Optimized by Optimole