هآرتس: نتنياهو تنكر بصورة مانديلا، وليبرمان يضخ السم، وواضح للجميع: الحملة الانتخابية بدأت

هآرتس: نتنياهو تنكر بصورة مانديلا، وليبرمان يضخ السم، وواضح للجميع: الحملة الانتخابية بدأت
Spread the love

يوسي فيرتر – مراسل الشؤون الحزبية الاسرائيلية/

فقط أصحاب المعد القوية لم يشعروا بالغثيان الشديد عندما شاهدوا في الأمس (الأربعاء) كبار المسؤولين في المنظومة السياسية يطلقون بداية حملاتهم الانتخابية في سنة 2020. ظواهر نفاق واستهتار وتظاهر بالتقوى غمرت الشاشات. كلهم عينوا أنفسهم أتقياء الحقبة وأنصار الخير، بينما هم فارغون آثمون.
الخطاب الذي ألقاه أفيغدور ليبرمان ظهر الأمس لم يكن فقط “معادٍ للسامية” كما صرخ الحريديم – لقد كان موجهاً أيضاً ضد أعضاء الكنيست العرب – لكن السم الذي فيه ينافس فقط الرضا الذاتي الذي يشعر به زعيم يسرائيل بيتنا. الدولة انتظرت أن يحمل الخطاب أملاً يبشر بحل الأزمة، لكن بدلاً من التهدئة، حصلنا على صرخة إنذار.
في طليعة المنافقين كان بنيامين نتنياهو. الشخص الذي خاض في الأسبوع الماضي حملة تحريض مريعة ضد القائمة المشتركة، تنكر بصورة نلسون مانديلا. فقد دعا نظراءه إلى عدم إقصاء أي جمهور من اللعبة السياسية، “يهودي وغير يهودي” (الكلمة الواضحة لا يتلفظ بها إلّا عندما يريد أن يلصق “العرب” برئيس أزرق أبيض بني غانتس). وفي عرضٍ لامس فقدان وعي مرضي، اشتكى بمرارة من ” الطموحات وغيرها” التي تمنع حكومة وحدة، وتحدث عن “احتضان هؤلاء الذين ليسوا مستعدين لأن يُظهروا زعامة، وأن يقوموا بالأمر الصحيح” (أي الخضوع لشروطه)، ومن أن إسرائيل صارت “مضحكة”، وأن زعماء العالم يسألونه “ما الذي يجري عندكم؟”
الشخص المذنب، أكثر من أي شخص آخر، بالوضع الذي وصفه، والذي بسببه تنزلق إسرائيل نحو معركة انتخابية ثالثة خلال 12 شهراً، لم يرف له جفن عندما دعا الجميع إلى “الخروج من الحيز الشخصي والارتفاع إلى حراجة اللحظة”. يتحدث عن احتضان؟ لو كان فقط مستعداً للتخلص من نزعته الشخصية بأنه يجب أن يكون رئيس الحكومة، وأن يبقى في مقر رئاسة الحكومة، لكان الاستعصاء قد زال، ولتألفت الحكومة منذ وقت طويل.
دولة إسرائيل المشلولة التي أصبحت موضع سخرية في نظر كثيرين، والتي برلمانها مشلول تقريباً منذ سنة، دخلت الآن إلى منطقة غريبة لم تطـأها قدم إنسان من قبل. “كل شيء يمكن أن يحدث في الحياة، وفي الأساس لا شيء” كتب ميشال هولبيك [روائي فرنسي معاصر]. كذلك، خلال الـ20 يوماً القادمة، وقبل حل الكنيست الـ22، القصير الأجل تلقائياً، كل شيء يمكن أن يحدث، وفي الأساس لا شيء.
ما الذي سيجري – فعلاً قريباً – هو قرار المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، في ملفات الألفين. انتظر مندلبليت نشر قرار انتهاء صلاحية تفويض غانتس أو رجوعه إلى الرئيس، وهذا ما جرى هذا المساء. نشر القرار خلال فترة تفويض رئيس أزرق أبيض كان سيُعتبر تدخلاً منه في العملية السياسية.
إذا كانت جناية تلقّي الرشى في ملف 4000 لن تُمحى، فإن أهلية نتنياهو لتأليف أي حكومة قبل الانتخابات أو بعدها ستكون موضع شك. وحدها محكمة العدل العليا يمكن أن تحسم الموضوع. في المقابل، من دون رشوة، ومع “فقط” تهمة احتيال وخيانة الأمانة، سيتحسن وضعه في الانتخابات المقبلة.
في أي حال، خيار حكومة وحدة وطنية لم يعد مطروحاً. فقط مواجهة عسكرية واسعة في الشمال، في مواجهة إيران أو حزب الله، يمكن أن تفعل ما لم تفعله ألف صيغة واقتراحات تسوية وأفكار فارغة في الشهرين الماضيين: أولاً في 28 يوماً لنتنياهو، وبعدها في 28 يوماً لغانتس.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole