هآرتس: نتنياهو ارحل، لأنه ليس لدينا بلد آخر

هآرتس: نتنياهو ارحل، لأنه ليس لدينا بلد آخر
Spread the love

نيفا لانير – محللة سياسية اسرائيلية/

“انتخابات إضافية هي كارثة. لكن حكومة أقلية تعتمد على العرب هي كارثة أكبر بكثير”، قال بنيامين نتنياهو وتعهد: “سنوقف خطوة إقامة حكومة أقلية، أو سنشكل معارضة شديدة القوة ستجرف وراءها الملايين من سكان إسرائيل الذين يعارضون هذه الخطوة”. اقرأوا هذا الكلام مرة أُخرى. هل أصاب نتنياهو الجنون؟ هل يعرف ماذا يجري من حوله؟ هل يقرأ الواقع بصورة صحيحة، أم أنه يخلق واقعاً يلائمه؟
ما الذي جرى لرئيس الحكومة الكلّي القدرة الذي وضع نفسه في صف واحد مع رئيسي الولايات المتحدة وروسيا، لكنهم الآن في البيت الأبيض يشعرون بخيبة الأمل به؟ ما الذي جرى للرئيس القوي الذي قال قبل أيام معدودة، بعد أن بشّرنا المرة تلو المرة بإنجازات الدولة وبقدراتها وعجائبها، إن إسرائيل واقعة في أزمة شبيهة من حيث الحدة بفترة إقامة الدولة؟
لقد مضى زمن نتنياهو وجاء زمننا لنقول كلمتنا: نتنياهو هو أول رئيس حكومة جعل كل إنجاز إسرائيلي إنجازاً شخصياً له. هو رئيس الحكومة الأول الذي تحدث أكثر من كل سابقيه عن الوحدة، لكنه حرّض أكثر من أي منهم أجزاء من الجماهير الإسرائيلية ضد بعضها البعض. هو رئيس الحكومة الأول الذي وسم أجزاء واسعة من المجتمع الإسرائيلي كخونة- اليسار والعرب. هو أول رئيس حكومة رفع إلى الصف الأول من قادة إسرائيل- وزراء أعضاء كنيست وأصحاب مناصب أُخرى- مجموعة من الجهلة العدائيين غير القادرين على الكلام باستثناء تمجيد شخصه.
حان الوقت لتشجيع قادة أزرق أبيض وميريتس، وأيضاً عرب إسرائيل وجزء من اليمين الذين هيّج نتنياهو أعصابهم، على تأييد حكومة بديلة. لحظات قليلة قبل تفكك المجتمع الإسرائيلي، حان الوقت للوقوف في وجه الشخص المسؤول عن تفككه وعن إخفاقات كبيرة أُخرى، ولأن نقول له ببساطة: ارحل نتنياهو، ارحل!
من سينظم الانتفاضة ضد نتنياهو؟ هذا هو السؤال الكبير. صحيح، إذاً وعندما يحدث تطور سياسي يشكل قاعدة لإقامة حكومة من دون نتنياهو، الأمور “ستحدث من تلقاء ذاتها”. هذا هو السبب الأساسي لدعوة زعماء الوسط- اليسار ألّا يخافوا. انتهى زمن نتنياهو. الجمهور الإسرائيلي يعرف ذلك. أيضاً الليكود يعرف. وربما نتنياهو يعرف ذلك. دعونا نساعده على الرحيل: ارحل إلى بيتك نتنياهو. زمنك انتهى، لقد نجحت تقريباً في أن تترك وراءك أرضاً محروقة، وهذا لن نسمح به.
في أيام حرب لبنان وضع إيهود منور على طاولتي- كنت حينها محررة الصفحات الداخلية في صحيفة “دافار” – قصيدة كتبها. القصيدة بعنوان “ليس لدي بلد آخر” نُشرت في الصفحة الأولى في ملحق الصحيفة في رأس السنة. أحداث كثيرة حدثت منذ ذلك الحين، جيدة وسيئة. لكن هذه الكلمات “ليس لدي بلد آخر” ظلت موجودة في قلب حياتنا. ارحل نتنياهو، ليس لدينا بلد آخر.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole