هآرتس: لا يوجد تماثل، هناك متهم مركزي

Spread the love

منذ نحو عام تقريباً تعيش إسرائيل غموضاً سياسياً وشعوراً بعدم الاستقرار على صعيد الحكم. لكن، وعلى الرغم من محاولة إيجاد تماثل في لعبة الاتهامات التي لا تنتهي بين الأطراف، فإنه علينا أن نقول الأمور ببساطة: الأزمة الحالية هي نتيجة مباشرة لحكم يميني، استمر سنوات طويلة، مدمر ومحرض ولديه تصميم على القضاء على البنية التحتية الديمقراطية في إسرائيل، ونزع الشرعية عن ملايين المواطنين، سواء أكانوا من الأقليات أم من الخصوم السياسيين.
لذلك، فإن محاولات رئيس الدولة رؤوفين ريفلين التوسط بالقوة بين سيد التحريض بنيامين نتنياهو وبين المعارضة التي قامت كمقاومة أصيلة للدمار الذي زرعه، تسيء إلى الهدف الأكثر أهمية الذي يواجهه المواطن الإسرائيلي الآن: وضع حد للكابوس المستمر الذي تغرق فيه الدولة.
لقد خطا ريفلين مساء يوم الأربعاء خطوة إلى الوراء عندما قرر وقف محاولات الوساطة غير المجدية، وتكليف نتنياهو مهمة تشكيل الحكومة – لكن الأضرار وقعت: الخط الذي رسمه تحول إلى نغمة سياسية سائدة. وياريف ليفين، رئيس طاقم المفاوضات في الليكود، اعترف بأنه ينوي “إجراء مفاوضات على قاعدة خطوط الصيغة التي قدمها رئيس الدولة.”
التماثل المصطنع الذي وضعه ريفلين لمنع انتخابات لأن “الشعب غير معني بها”، هو الذي حوّل رفض “أزرق أبيض” الجلوس مع نتنياهو في الحكومة نفسها إلى أداة في يد موفدي رئيس الحكومة. فجأة، الشخص الذي ليس لديه استعداد للتعاون مع متهم جنائي (خاضع لجلسة استماع) جعل التحريض عقيدته – يتم تصويره على أنه شخص لا يحرص على استقرار الحكم في إسرائيل وعلى رفاه مواطنيها.
العكس هو الصحيح: على بني غانتس أن يواصل رفضه أن يكون شريكاً في حكومة يؤدي نتنياهو فيها دوراً مركزياً، كما عليه أن يرفض إجراء أي حوار مع “عصبة يمين” أثبتت في السنوات الأربع الأخيرة أنها نصيرة القومية والعنصرية والابتزاز والتحريض.

المحاولات السخيفة لنتنياهو وموفديه لإظهار أنهم معنيون بتضميد جروح الشعب هي ستار من دخان يختبىء وراءه الخوف من جولة انتخابات أُخرى. على غانتس وسائر أعضاء المعارضة عدم الوقوع في هذا الفخ البائس. يتعين عليهم أن يتذكروا جيداً لماذا حصلوا على 57 عضو كنيست: إن هذا من أجل إنهاء حكم نتنياهو المجنون.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole