نتنياهو: المعركة في غزة هي فقط مسألة وقت

Spread the love

أمنون لورد – معلق سياسي اسرائيلي/

[أجرت صحيفة “يسرائيل هَيوم” مقابلة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قبل ثلاثة أيام من موعد انتخابات الكنيست الـ22، نقتطف أهم ما جاء فيها]

س: هناك مشكلة غزة، حقيقة أنهم قادرون على مضايقة أي حدث عام بما في ذلك المعركة الانتخابية.

لا شك في أن السؤال المطروح بشأن غزة ليس ما إذا كنا سنخوض معركة بل متى سنخوضها. هذا أمر لا مفر منه. أقول ذلك لأن “حماس” لا تستخدم صلاحيتها ومسؤوليتها بصفتها تحكم غزة لمنع الهجمات من أراضي غزة على أراضينا. لذلك فإن المسألة هي مسألة وقت فقط. نحن سنختار التوقيت والزمان المناسبين لنا لهذه المعركة. لا يمكننا تفاديها. أنا اتفهم معاناة سكان الجنوب وضائقتهم. هذا بالتأكيد يمسني. إنني أفكر في جملة اعتبارات، متى وكيف نبدأ هذه المعركة.

– رئيس الأركان السابق غانتس يقول أيضاً أنه سيفعل شيئاً ما. ما هو الفارق فعلاً – هل بالنتائج السياسية؟

قبل كل شيء، بالنسبة إلى غزة لم أر أي مبادرة له بهذا الشأن عندما كان رئيساً للأركان. وبالتأكيد لم أر دليلاً على أي سياسة مغايرة لتلك التي تُطبَّق حتى الآن. الفارق سيكون عندما سنخوض هذه المعركة التي نحرص على الإعداد لها، وطبعاً لا يمكن أن أضيف تفاصيل.

– قبل أسبوعين، وفي يوم واحد، ذكرت ثلاثة هجمات في أنحاء شتى من الشرق الأوسط، بما فيها بيروت على ما يبدو، وانتهى الأمر بحادث واسع النطاق على الحدود. ألا تعتقد أنه من الممكن أن يتطور الأمر إلى حرب حدود أيضاً مع لبنان، كما مع “حماس”؟ وإلى واقع يحاول حزب الله دفعنا فيه إلى الجنون مثل “حماس”؟

بالتأكيد، لكن حقيقة أنهم لا يفعلون ذلك يدل على أن رثاء الردع الإسرائيلي كان سابقاً لأوانه. نحن نعمل على مدار 360 درجة في مواجهة أعداء إسرائيل الذين يحاولون مهاجمتها وضربنا. لديهم هدف واحد هو تدميرنا. نحن نعمل في الشمال وفي الشرق وفي الجنوب، ومن وقت إلى آخر في البحر أيضاً. وفقط جزء صغير من هذه الأمور يُنشر. نحن في معركة واسعة، وأنا أفكر في كيفية إدارة هذه المعركة بأفضل صورة.

– في المعركة ضد إيران كنا ننسق فعلاً مع الأميركيين. الآن نشهد إقالة بولتون – مستشار الأمن القومي الذي كان الصقر الرئيسي.

لا أريد الدخول في مسألة تبديل الشخصيات داخل البيت الأبيض. يمكنني القول إن السياسة الأميركية التي قادها الرئيس ترامب مع عدد من الشخصيات، وهذا يشمل أيضاً بومبيو وبولتون وآخرين، هي سياسة هجومية جداً. في اليوم الذي أُعلن فيه مغادرة بولتون البيت الأبيض قالوا إن العقوبات على إيران ستُخفَّف – هكذا قال المعلقون – وبعد مرور ساعتين صدر بيان أميركي عن زيادة العقوبات على إيران، وعلى الحرس الثوري. لذلك لا شك لدي في أن الرئيس ترامب سيواصل هذه السياسة مع محادثات أو بدونها.

– طرد بولتون ذكرني بأمور مظلمة من الماضي، مثل ستالين الذي طرد ليتفينوف اليهودي كي يلمّح لهتلر أنه يطرد اليهودي، وأن في الإمكان القيام بصفقات.

لا أعتقد ذلك، بحسب ما أعرفه وما أسمعه، بل أعتقد العكس. أكثر من ذلك، السياسة الأميركية التي قادتها الإدارة الأميركية السابقة كانت فعلاً بمثابة إعداد مسار لإيران إلى القنبلة، وترسانة قنابل نووية، في مقابل تأجيل معين وضخ أموال هائلة إلى الاقتصاد الإيراني من خلال إلغاء العقوبات. ترامب حتى اليوم سار في اتجاه آخر تماماً، وفي رأيي أيضاً أنه سيستمر فيه.

– أنت لا تتوقع حدوث لقاء مهم في الأمم المتحدة بين ترامب وروحاني؟

هذا من حق الرئيس ترامب. لكنني أعتقد أن الأمر المهم هو أنه إذا حدث الاجتماع فإن المواقف التي ستعرض هناك ستكون مغايرة في مضمونها تماماً لما ينتظر الإيرانيون الحصول عليه من الأميركيين.

– هل تنقل رسائل بين بوتين وترامب؟

لا، لا. أنا لا ادّعي التوسط بين هاتين الدولتين العظمتين قادرتين على التحاور بقواهما الخاصة. مع ذلك يمكن أن نرى نموذجاً عن التغير الكبير في مكانة إسرائيل – قبل أكثر من 60 عاماً وقفنا في مواجهة طلب مزدوج من روسيا وأميركا للخروج من سيناء. قبل بضعة أشهر جمعتُ مندوبين عن الولايات المتحدة وروسيا في إسرائيل للبحث في إخراج إيران من سورية. هذه هي خلاصة الفارق كله.

– في حادثة الحدود في أفيفيم أُطلق صاروخان روسيان مضادان للدبابات؟

نعم، يمكنهم أن يوجهوا ضدنا أيضاً سلاحاً أميركياً حصلوا عليه سابقاً. نوع السلاح لا يحدد، بل ما يحدد هو أننا لسنا مستعدين للقبول بأن يحصل أعداؤنا على سلاح دقيق يهدد دولة إسرائيل، وبالتأكيد لسنا مستعدين للقبول بإنتاج وتصنيع هذا السلاح الموجه ضدنا.

– هل إعلان نيتك ضم غور الأردن هو استعداد لمواجهة مع الإدارة الأميركية؟

بحسب كل المؤشرات، ستُنشر صفقة القرن مباشرة بعد الانتخابات. من يفضل الجمهور أن يرى رئيساً للحكومة – أنا أم غانتس ولبيد؟ من سيدير مع الرئيس ترامب المفاوضات بشأن هذه الخطة؟ الخيار واضح جداً وقاطع. أيضاَ بسبب النهج، والتجربة، والمؤهلات. إن نهجهم هو نهج الانطواء. اقتلاع 80 ألف مستوطن وتطبيق دروس الانفصال بصورة أفضل في المرة المقبلة. عندنا لا يوجد اقتلاع ولا انفصال، بل على العكس – لقد عملت طوال 8 أعوام في مواجهة الإدارة الأميركية السابقة لكبح طلبها بالاقتلاع والانسحاب. خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مهدت الطريق مع هذه الإدارة نحو انقلاب تاريخي، تغيير في مسار التاريخ اليهودي من الانسحابات إلى الاعتراف بسيادتنا. لقد قلت سأحاول تحقيق فرض السيادة بتنسيق كبير مع الولايات المتحدة. لذلك سأنتظر حتى تقديم خطة الرئيس. لكن هناك خطوة واحدة مباشرة يمكن القيام بها، وهي فرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت في منطقة حيوية مستقبل دولة إسرائيل، مع خطة أو بدونها، لوهناك إجماع عام وواسع بشأنها. في الحقيقة أردت أن أفعل ذلك الآن لأن الأوضاع نضجت، لكن المستشار القانوني للحكومة قال لي إنه ليس في إمكان حكومة انتقالية أن تفعل ذلك، ويجب الحصول على تفويض من الجمهور.

المصدر: صحيفة يسرائيل هَيوم الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole