معاريف: إيران ضد العالم… هل خرق العقوبات سيؤدي إلى أزمة قريباً؟

معاريف: إيران ضد العالم… هل خرق العقوبات سيؤدي إلى أزمة قريباً؟
Spread the love

يونه جيريمي بوب – محام ومعلق في صحيفة “الجيروزالم بوست”/

إعلانان صدرا عن إيران هذا الأسبوع أدّيا إلى قفزة مهمة على الطريق نحو سلاح نووي، مع أن ما جرى الحديث عنه لا يشكل بعد اختراقاً حقيقياً، فالجمهورية الإسلامية لم تجرؤ بعد على القيام بأي خطوة كبيرة من تلك التي بدا أنها تنوي القيام بها هذا الأسبوع. فهي لم تبدأ بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%، ولم تطرد الوكالة الدولية للطاقة النووية من كل منشآتها النووية الكبيرة. هذه أفعال كان يمكن أن ترسل مؤشرات خطرة تدل على أن طهران قررت التقدم نحو تطوير قنبلة نووية.
من جهة أُخرى، هم قاموا بخطوات أكبر نحو تسلح نووي، عندما استخدموا ألف جهاز طرد مركزي IR-1 إضافي، مُعدة لتخصيب اليورانيوم، وقاموا بإضافة منشآت أكثر تقدماً. وهذا الأمر سيزيد عدد أجهزة الطرد المركزي في إيران.
منذ أيار/مايو، عندما لم تعد الولايات المتحدة تسمح للدول بخرق العقوبات ضد إيران، أعلنت الجمهورية الإسلامية عن خرق جديد للاتفاق النووي مرة كل شهرين في السنة الواحدة. مع ذلك، أيضاً بعد مرور نصف سنة على هذه الخروقات، لا تزال القوة العظمى في الخليح الفارسي تحتفظ بنحو 500 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، فقط بمستويات منخفضة نسبياً، بينما كان لديها قبل الاتفاق في سنة 2015 أكثر بـ20 مرة من كميات اليورانيوم المخصب، وشغّلت نحو 19 ألف جهاز طرد مركزي، بينها عدد كبير من طراز IR-2ms الأكثر تطوراً من IR-1.
حالياً، كُشفت معلومات عن أن أجهزة الطرد المركزي الجديدة موجودة في مخبأ تحت الأرض في فوردو، جنوبي طهران، ونظراً إلى وجودها تحت الأرض، من الصعب جداً مهاجمتها عسكرياً، حتى نظرياً. هذه المنشأة تحت الأرض أُخفيت عن المجتمع الدولي، وكشف الاستخبارات لها كان جزءاً مما أجبر الأمم المتحدة على فرض عقوبات شديدة على هذه الدولة الخليجية.
على الرغم من أن تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض لا يختلف من الناحية التقنية عمّا يجري في مدينة نتانز (حيث تجري أغلبية عملية التخصيب منذ الاتفاق)، فإنه يبعث برسالة رمزية وتهديدية إلى إسرائيل ودول الغرب، ففي رأي جميع الخبراء، قنابل ضخمة ضد المخابىء المحصنة، والتي لم تتزود بها إسرائيل، بحسب التقارير، هي السلاح الوحيد القادر على تدمير المخبأ المحصن في فوردو، ومعنى ذلك أن إسرائيل غير قادرة على ضرب تخصيب اليورانيوم هناك.
الأسئلة الكبيرة هي هل ستظل إيران متمسكة بخطتها القديمة، التي هي الضغط على العالم بواسطة سلاحها، لكنها لن تصل إلى اختراق دراماتيكي على طريق السلاح النووي قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في سنة 2020، أو أن خروقاتها المتراكمة ستؤدي إلى أزمة في الأشهر القريبة؟

المصدر: صحيفة معاريف الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole