“فورين بوليسي”: إسرائيليون يخشون ترك واشنطن “إسرائيل” وحدها بمواجهة إيران

Spread the love

رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي أشكينازي يقول إن ما يجب أن يقلقنا هو أن العقبة الأخيرة أمام المصالحة التاريخية بين الولايات المتحدة وإيران قد أزيلت بعد رحيل جون بولتون، وفي حال الاتفاق بين الدولتين، ستُترك “إسرائيل” لوحدها ضد إيران.
كتب نيري زيلبر تقريراً في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بعنون “ماذا يعني رحيل بولتون بالنسبة لإسرائيل”، قال فيها إن رحيل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من الإدارة الأميركية يوم الثلاثاء قد أثار قلق بعض الإسرائيليين من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتبع الآن سياسة أكثر ليونة مع إيران، تاركاً “إسرائيل” بمفردها لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة، وفقاً للمحللين.

وأضاف أن بولتون كان أحد قادة حملة “أقصى ضغط” التي أطلقتها إدارة ترامب ضد طهران، والتي كانت مطابقة تماماً لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه إيران. لكن ترامب يشير إلى حدوث تحول خلال الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك الاستعداد للقاء بنظيره الإيراني حسن روحاني.

ورأى الكاتب أن أي تليين للنهج الأميركي من شأنه أن يمثل تغييراً هائلاً في سياسة الإدارة، التي ألغت الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، العام الماضي والتي صعدت العقوبات ضدها باستمرار.

ونقلت “فورين بوليسي” عن غابي أشكينازي، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الذي يشكّل حالياً جزءاً من حزب “أزرق – أبيض” الوسطي، قوله إن “ما يجب أن يقلقنا هو أن العقبة الأخيرة أمام المصالحة التاريخية بين الولايات المتحدة وإيران قد أزيلت”.

وأضاف: “سأشعر بالقلق من احتمال أنه بعد هذا الاتفاق بين إيران والأميركيين، ستُترك إسرائيل لوحدها ضد إيران، وهو الأمر الذي حرص جميع رؤساء الوزراء قبل نتنياهو على تجنبّه”.

وذكر موقع “بلومبرغ” الأميركي أن ترامب قرر طرد بولتون على وجه التحديد بسبب معارضته لتخفيف العقوبات ضد إيران، مع ترقب اجتماع مستقبلي مع روحاني.

وفي المكتب البيضاوي، أشار ترامب يوم الأربعاء (الماضي) إلى أنه لا يسعى إلى تغيير النظام في إيران، وهو هدف سعى إليه بولتون خلال مسيرته المهنية.

لكن نتنياهو قلل من شأن تداعيات رحيل بولتون. وقال لقناة إسرائيلية في مقابلة: “أنظروا، الشخص الذي صاغ السياسة الأميركية رسمياً كان [وزير الخارجية الأميركي مايك] بومبيو … والرئيس ترامب بالطبع. لكنني لا أخوض في التغييرات الشخصية في هذه الإدارة. لذلك أنا مقتنع، ليس لدي أي شك على الإطلاق، أنه في أي موقف – مع المحادثات، ومن دون محادثات – سيكون الرئيس ترامب وإدارته صارمين جداً مع إيران”.

وقال إسرائيليون آخرون إن نتنياهو سيفتقد بوضوح بولتون. وقال عاموس يادلين، رئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، “لا يوجد شك في أن هناك حزناً في إسرائيل بسبب طرد بولتون.

لقد تمت المبالغة بمواقف رئيس الوزراء (نتنياهو) إلى حد كبير [بشأن القضية]. لكن حتى مع بولتون، لم تكن سياسة واشنطن تجاه إيران تسير في اي اتجاه يريده نتنياهو”.

وقد جاءت أخبار رحيل بولتون في وقت كانت “إسرائيل” وسط عاصفة سياسية خاصة بها. فقبل ساعتين، أعلن نتنياهو عن نيّته ضم قطاعات واسعة من الضفة الغربية إذا أعيد إلى منصبه بعد الانتخابات العامة الأسبوع المقبل. وبعد ذلك بساعتين، في تجمّع انتخابي في جنوب فلسطين المحتلة، تعرض نتنياهو للسخرية إثر هروبه بعد إطلاق الصواريخ على مكان التجمّع من قطاع غزة.

وكانت الخطوات المختلفة التي اتخذتها واشنطن منذ تولي بولتون منصبه في نيسان / أبريل 2018 تعد مثل قائمة أمنيات نتنياهو، بما في ذلك العقوبات وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني. في تلك الفترة نفسها، وسعت “إسرائيل” حملتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط مستهدفة إيران وحلفاءها بما يحتمل على الأقل أنه ينال موافقة ضمنية من البيت الأبيض.

وكانت “الميادين نت” قد تناولت قبل أيام في تقرير لها القلق الإسرائيلي من رحيل بولتون.

ترجمة: هيثم مزاحم – الميادين نت

Optimized by Optimole