ظريف لا يريد “شراء الحصان مرتين” من ترامب

ظريف لا يريد “شراء الحصان مرتين” من ترامب
Spread the love

ترجمة: د. هيثم مزاحم | قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يوم الأربعاء في مقابلة تلفزيونية مع قناة بلومبرغ الأميركية: “هناك فرصة أفضل من 50 في المائة لأن يظل ترامب في منصبه، لذلك سنحتاج إلى التعامل معه لمدة ست سنوات أخرى”.
تبقى طهران وواشنطن في مأزق. بينما يقول مسؤولو إدارة ترامب إنهم منفتحون للمحادثات من دون شروط مسبقة، فإن الحكومة الإيرانية تريد تخفيف بعض العقوبات التي شلت مبيعات النفط وقوضت اقتصادها.
وقال ظريف إن أحد الأمثلة التي تلوح في الأفق حول تفكير طهران هو جارة أميركا وحليفها وشريكها التجاري الرئيسي، المكسيك.
وعن تهديدات ترامب الأخيرة بفرض عقوبات تجارية جديدة على المعابر الحدودية غير الموثقة، قال ظريف “بعد إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA) ، أثار طلباً جديداً وحاول دفع المكسيكيين إلى الاستسلام قليلاً. لذلك فهو يعتقد دائماً، على ما يبدو، أن ما هو لي وما هو لك قابل للتفاوض”.
وقال عندما سئل عن احتمال استمرار تخصيب اليورانيوم: “سنواصل الخطوات، وهذه الخطوات قانونية، تمشياً مع الاتفاق”. ورأى أن الولايات المتحدة “أطلقت النار على قدمها” بالتخلي عن الاتفاق، الذي وصفه ترامب مراراً بأنه “أسوأ صفقة على الإطلاق”.
مع استمرار المواجهة التي تلت انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، تضغط إيران على الأطراف الأوروبية للصفقة للوفاء بالوعود بأن طهران ستواصل الحصول على فوائد اقتصادية من الالتزام بجانبها من الاتفاقية. لكن وزير الخارجية الإيراني أشار إلى أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز المستويات المتفق عليها في الاتفاق، معتبراً أنه يحق لها القيام بذلك حتى تفي أوروبا بالتزاماتها.
وبينما أكد ظريف أن إيران ليس لديها خطط لتصنيع أسلحة نووية، نبّه إلى أن إيران قد تعاملت بالفعل مع الولايات المتحدة بجدية أكبر بكثير مما فعله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وقال “لم نعد وثيقة من صفحتين بل وثيقة من 150 صفحة”، في مقارنة بين اتفاق عام 2015 بالإعلان الغامض بين ترامب وكيم في سنغافورة ، والذي يقول المحللون إنه لم يوقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وكان ظريف، الذي شغل منصب وزير الخارجية الإيراني منذ عام 2013، هو المفاوض الرئيسي في الاتفاق النووي متعدد الأطراف والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وكان يفترض أن يسفر عن مزايا اقتصادية لإيران، لكن العقوبات الأميركية المتجددة بدلاً من ذلك حطمت هذا التوقع.
تنتج إيران النفط في أبطأ مستوى منذ عام 1986، مما يجعل العقوبات الأميركية واحدة من أكثر الأحداث وحشية التي تواجه الاقتصاد الإيراني منذ ثورة 1979.
وقال ظريف إن إيران ليس لديها مصلحة في عقد قمة رفيعة المستوى- مثل اجتماع افتراضي مع ترامب في منتجع مار لاغو الرئاسي، وتنتظر أن ترى ما هو استعداد الولايات المتحدة لفعله لإعادة تشغيل المفاوضات.
وقال ظريف “المرشد الأعلى لا يغادر البلاد” في إشارة إلى آية الله السيد علي خامنئي، زعيم الدولة والقائد الأعلى لقواتها المسلحة.
وقال ظريف، عما إذا كان كوزير للخارجية سيقبل مثل هذه الدعوة، “إنها ليست مسألة فرصة لالتقاط الصور، إنها مسألة المضي قدماً”.
ورفض ظريف فعلياً ما كان مطلباً أساسياً من المسؤولين الأميركيين مثل وزير الخارجية مايكل بومبيو، أن تشمل إيران برنامجها الصاروخي وتمويلها مجموعات في المنطقة كجزء من اتفاقية جديدة. وقال ظريف “لم نترك طاولة المفاوضات. كانت الولايات المتحدة هي التي قررت فجأة مغادرة طاولة المفاوضات. يمكنهم العودة”.
وتعطل الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الأميركية التي قيدت مبيعات النفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وأدت إلى زيادة التضخم وتقويض الدعم المحلي لحكومة الرئيس حسن روحاني. وتصاعدت المخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط بعد سلسلة من الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، وإسقاط طائرة أميركية بدون طيار والاستيلاء البريطاني على ناقلة تحمل النفط الإيراني.

المصدر: بلومبرغ – عن الميادين نت

Optimized by Optimole