حملة «ميرتس»: غانتس سيحدث انقلاباً ولا انقلاب بدوننا

Spread the love

الشبكات الاجتماعية امتلأت أول أمس بالدعوات ضد رئيسة حزب ميرتس، تمار زندبرغ، بعد أن قامت بزيارة مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله. السفر إلى المقاطعة جزء من حملة استفزاز للحزب في دعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات ـ مقابل تمويه الرسائل السياسية في أحزاب الوسط ـ وهي حظيت بردود تراوحت بين «في الوقت الذي تجلسون أنتم فيه في البيت هي تذهب لتعانق الإرهابيين» و«خائنة».
زندبرغ أصبحت معتادة على الخطاب العنيف حولها. مجهولون يقومون بضمها كل ليلة تقريباً إلى مجموعات «واتساب» ويوجهون لها الشتائم. وهي لا تتوجه إلى الشرطة ولا تتجول مع رجال حراسة. «نحن يسار قوي»، اعتادت القول بابتسام. كإعادة صياغة لشعار الليكود ضد «أزرق أبيض» «غانتس يسار ضعيف». حسب أقوالها: «من غير المعقول أن الجميع مصدوم من الأقوال الشجاعة لروتم سيلع. يصعب فهم أن أقوالاً مفهومة بذاتها تعتبر هنا شجاعة».
بعد ثلاثة أشهر تقريباً على بدء الحملة الانتخابية بصورة رسمية، يواصل ميرتس التخبط في الاستطلاعات. أول أمس حصل على 5 مقاعد في استطلاع «يديعوت احرونوت» في حين أنه في استطلاع «هآرتس» اقترب من نسبة الحسم وحصل على 4 مقاعد. بعد أن سرق منه غانتس اللاعب الجديد الانتخابي ومن حزب العمل أصوات ثمينة، فإن ميرتس يريد أن يعيد سرقة المصوتين في الحملة الجديدة: ليس هناك انقلاب بدون ميرتس.
هذا هو الشعار الذي اختير ليقود الحزب حتى موعد الانتخابات، من أجل التوضيح للمصوتين أن غانتس قد يجلب السلطة إلى كتلة الوسط، لكن ميرتس هو الذي سيعطي النغمة في الائتلاف الذي سيشكله. أمس في إطلاق الحملة في بيت سكولوف أوضحت زندبرغ بأنها ستطلب وزارة التعليم (الآباء والطلاب بحاجة إلى نظام تعليم إنساني) ووزارة العدل (التحريض ضد جهاز تطبيق القانون اجتاز كل الحدود)، في ائتلاف الوسط ـ يسار الذي تتخيله.

استطلاعات داخلية أجراها الحزب أظهرت أن الأغلبية الساحقة من مصوتي ميرتس (74 في المئة) يفعلون ذلك لأسباب أيديولوجية. وفقط 13 في المئة يصوتون للحزب بسبب الرغبة في استبدال السلطة. مقابل ذلك عندما يسألون مصوتي «أزرق أبيض» ـ الصورة معاكسة. 73 في المئة يصوتون لبني غانتس من أجل إحداث انقلاب، وفقط 16 في المئة يفعلون ذلك لأسباب أيديولوجية.
«عندما نتحدث عن انقلاب، نفكر مباشرة أن القصد هو تغيير نتنياهو»، شرح مدير حملة ميرتس، عوفر شتريت. «ولكن الانقلاب في معظم المجموعات هو تجدد وتغيير قيمي، وليس إجراء حسابات سياسية. إذا أردنا القيام بتغيير حقيقي، لا يمكن أن يكون بواسطة ائتلاف وسط ـ يمين، بل مع يسار قوي يُحدث تغييراً قيمياً وتغييراً في الطريق».
لافتات الدعاية الانتخابية لميرتس تدعو إلى إرفاق مخصصات العجز لأجور الحد الأدنى، وتخصيص ميزانيات للمستشفيات بدلاً من المدارس الدينية، والسماح في إسرائيل بالزواج المدني، والعودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين. كل صوت يأتي من اليسار لغانتس هو صوت لا يؤدي إلى انقلاب حقيقي، أوضح عضو الكنيست ايلان غلئون. وحسب أقواله، حكومة بدون ميرتس وبدون يسار ولا تغير سلم الأولويات وتضع الإنسان في صلب اهتمامها ـ ليست حكومة انقلاب، لذلك لا يوجد انقلاب بدون ميرتس.
في ميرتس يسمون أحزاب الوسط بـ «أشخاص تمام». حسب أقوال زندبرغ «هم ليسوا المسيحانيين العنصريين والكهانيين، لكنهم أيضاً ليسوا الذين سيقفون بكل قوة أمامهم». حول «أزرق أبيض» قالت، عندما لا تكون هناك صلابة، الموقف السائد هو لمن توجد له أيديولوجيا. هكذا سيطر موقف بوغي يعلون الذي يعد بمليون مستوطن آخر، وموقف هاوزر، مهندس قانون القومية.

المصدر: صحيفة هآرتس” الإسرائيلية، عن جريدة القدس العربي

Optimized by Optimole