بولتون لـ”إيه بي سي نيوز”: البلاد ستكون في خطر في حال إعادة انتخاب ترامب

Spread the love

بولتون يأمل أن يكون ترامب رئيساً لولاية واحدة، ويحذر البلاد من تعرضها للخطر بسبب إعادة انتخابه.

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

وصف جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فترة رئاسة ترامب بأنها ضارة بشكل خطير للولايات المتحدة، واعتبر أن انتخابات 2020 هي آخر “حاجز حماية” لحماية البلاد منه.

وفي مقابلة حصرية مع قناة “إيه بي سي نيوز” ABC News ، عرض بولتون لائحة اتهام قاسية لرئيسه السابق، قائلاً: “آمل أن يتذكره (التاريخ) كرئيس لفترة واحدة لم يغرق البلاد بشكل لا رجعة فيه في دوامة انحدارية لا يمكننا تذكرها. يمكننا تجاوز ولاية واحدة لترامب – لدي ثقة مطلقة بذلك، حتى لو لم تحصل معجزة انتخاب رئيس جمهوري محافظ في تشرين الثاني / نوفمبر. لكن ولايتين له، أنا أكثر قلقا بشأن ذلك”.

وفي مقابلة مع مراسلة الشؤون العالمية في القناة مارثا راداتز وفي كتابه الجديد المعنون، “الغرفة حيث حدث ذلك”، يصور بولتون ترامب بأنه “غير مبهر بشكل مذهل”، يتخذ قرارات “غير منتظمة” و”غير عقلانية”، وغير قادر على الفصل بين مصالحه الشخصية والمصالح السياسية للبلاد، وتميز بذلك وتلاعب به أعداء أجانب.

وقال بولتون: “لا أعتقد أنه جمهوري محافظ. لن أصوت له في تشرين الثاني / نوفمبر – وبالتأكيد لن أصوت لجو بايدن أيضاً. وسأكتشف جمهورياً محافظاً أصوت له”.

ومنذ تسرب مقتطفات من الكتاب – الذي سيصدر في 23 حزيران / يونيو – واجه بولتون تسونامي من النقد من كل من ترامب وحلفائه، لخيانته لثقته، ومن منتقدي ترامب، لخروجه ضد الرئيس الآن بينما رفض الإدلاء بشهادته قبل جلسات استماع مجلس النواب حول مساءلة ترامب والتزم الصمت خلال محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ.

وانتقد ترامب نفسه بولتون وصافاً إياه بأنه “فاشل” و”كاذب”، في حين اتهمه بالكشف عن معلومات سرية ومهاجمته شخصياً. وقال ترامب: “كل شخص في البيت الأبيض يكره جون بولتون”.

وتتناقض هذه التعليقات مع ما قاله ترامب قبل أشهر فقط بعد مغادرة بولتون للإدارة، حيث قال للصحافيين في تشرين الثاني / نوفمبر 2019: “أحب جون بولتون. كنت دائماً أوافقه الرأي”.

وفي مقابلته، توقع بولتون أن يكون رد ترامب “بركانياً” في رده وقال “إن الأمر نموذجي لإدارة ترامب أنه عندما تواجه انتقادات، لا يتعاملون مع جوهر الانتقاد، يهاجمون الشخص، وهو ما أتوقعه تماماً ولا يفاجئني”.

وأضاف بولتون “الرئيس ليس قلقاً من قراءة الحكومات الأجنبية لهذا الكتاب. إنه قلق من أن الأميركيين سيقرؤون هذا الكتاب”، وقال إنه كان “واعياً جداً” لتجنب تضمين معلومات سرية في الكتاب، ولكن “شعب البلاد بحاجة لسماع الحقيقة “.

وحكم قاضٍ اتحادي يوم السبت بأنه بينما يمكن نشر كتاب بولتون، فإن نشره من دون تصريح رسمي من البيت الأبيض “عرَّض بلاده للضرر وهو نفسه يتحمل المسؤولية المدنية (وربما الإجرامية)”.

وسألت المقدمة راداتز بولتون عن دعمه السابق الخاص لترامب، فوصفه بأنه كان “خطأً”. وقال “لقد بالغت في فرص تحويل ذلك إلى عملية صنع قرارات متماسكة وعقلانية ومنهجية لتعزيز المصالح الأميركية … تبين أن ذلك لم يكن صحيحاً”، مضيفاً أنه بقي لمدة 17 شهراً “لأن المخاطر كانت عالية لدرجة أنني اعتقدت أنه يمكنني الاستمرار في المساهمة “.

لماذا لم يتحدث بولتون في وقت أبكر

لم يتأثر المنتقدون بتفسير بولتون لسبب بقائه صامتاً لأشهر، حتى أصبح كتابه جاهزاً للإفراج عنه. ففي الخريف الماضي بعد الاستقالة – قال ترامب إنه طرده- رفض بولتون طلب الإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب وقال إنه لن يشهد إلا إذا أمره القاضي بإطاعة أمر استدعاء. رفض المجلس إصدار أمر الاستدعاء لتجنب معركة قانونية. وقال بولتون في وقت لاحق إنه سيطيع أمر استدعاء إذا صدر عن مجلس الشيوخ، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون لم يصدر واحداً.

وقال بولتون في المقابلة إن شهادته لم تكن مهمة، في حين اتهم الديمقراطيين في مجلس النواب بـ”سوء التصرف في الاتهام” لعدم أخذ وقتهم وتوسيع نطاق التحقيق ليشمل المخالفات المحتملة والتي يزعمها بولتون علناً لأول مرة في كتابه. وقال “لم أكن أعتقد أن الديمقراطيين كان لديهم الذكاء أو الفهم السياسي أو القدرة على تغيير ما كان بالنسبة لهم تمريناً في إثارة قاعدتهم الخاصة، حتى يتمكنوا من القول، “لقد اتهمنا دونالد ترامب”. وأضاف أن “هذا السلوك (سيء) يكاد يكون سيئاً ويعادل إلى حد ما ترامب سلوك ترامب”.

وقال بولتون إن عليه الآن “التزاماً بإعلام الشعب الأميركي بما يجري في البيت الأبيض وما يفعله زعيمهم”. وأضاف: “ليس من واجبي مساعدة الديمقراطيين على الخروج من مشكلتهم الخاصة. كان رأيي أنني كنت على استعداد للإدلاء بشهادتي. لكن أعتقد الآن أن هذا هو الوقت الأفضل بالفعل لسرد القصة لأنه الآن يمكن للشعب الأميركي أن ينظر إليها في سياق أهم قرار سياسي نتخذه كأمة كل أربع سنوات”.

فضيحة أوكرانيا وإردوغان

وحول ربط المساعدة الأميركية لأوكرانيا بإجرائها تحقيقاً حول عمل نجل جو بايدن، قال بولتون إن تصرفات ترامب كانت جزءاً من “نمط” سلوك أكبر وضع علاقاته الشخصية ومصالحه السياسية فوق أولويات الأمن القومي للبلاد. وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بإعادة الانتخاب، كان انتباهه لا حصر له، وكان تركيزه مباشراً للغاية. إنه أمر سيء جداً أنه لم يكن هناك المزيد من ذلك عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي”.

واستشهد بأمثلة محددة من القادة الأقوياء الذين أتقنوا فن لفت انتباه ترامب، بما في ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الصيني فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفقاً لبولتون، طلب أردوغان من ترامب التدخل نيابة عن بنك “هالك بنك” Halkbank، الذي تديره الدولة التركية والذي واجه اتهامات جنائية محتملة لانتهاك العقوبات الأميركية على إيران وقيل إنه يعمل مثل صندوق فاسد لعائلة أردوغان.

وقال بولتون: “قال الرئيس ترامب لأردوغان في وقت ما: أنظر، هؤلاء المدعون في نيويورك هم رجال أوباما. انتظر حتى أحصل على رجالي ثم سنهتم بهذا الأمر”. وأضاف بولتون “لم أسمع قط أي رئيس يقول أي شيء من هذا القبيل. لقد شعرت وكأنني أعيق العدالة”.

وأياً كان ما قيل لأردوغان، فقد تم توجيه الاتهام إلى “هالك بنك” في الخريف الماضي بتهمة الاحتيال وغسل الأموال وانتهاكات العقوبات بعد انهيار تسوية تفاوضية.

وفي حين اتهم بعض النقاد بأن قصص بولتون ستضعف موقف ترامب على المسرح العالمي، رد بولتون بأنه “لا يخبر فلاديمير بوتين بأي شيء لا يعرفه بالفعل – إنه يخبر الشعب الأميركي بشيء قد لا يكون على علم به”.

وأضاف بولتون: “يعتقد الكوريون الشماليون، وربما إيران والصين وروسيا أيضاً، أنهم إذا تمكنوا من فصل ترامب عن مستشاريه، فيمكنهم حمله على إبرام صفقة. … يرونه كشخص لا يعلم أساساً بـ”المقايضات التي يقوم بها”.

وبحسب بولتون، كان الدافع لإبرام صفقة لإبراز صورته كصانع صفقة ودعم إعادة انتخابه، أمراً خطيراً. وقال بولتون: “لا يوجد حقاً أي مبدأ توجيهي جيد تمكنت من إدراكه لإعادة انتخاب دونالد ترامب. لا يوجد أساس متماسك، ولا استراتيجية، ولا فلسفة، ويتم اتخاذ القرارات بطريقة مبعثرة للغاية، وخاصة في المجال الذي قد يكون مميتاً لسياسة الأمن القومي. هذا خطر على الجمهورية”.

وعن سياسة ترامب الخارجية أو فلسفته، قال بولتون: “لم أستطع أن أقول من يوم لآخر في البيت الأبيض ما الذي سيحدث”، واصفاً الرئيس بأنه “غير مطّلع بشكل مذهل”.

ووفقاً لبولتون، فقد تحدث ترامب بقدر ما استمع خلال إحاطاته الاستخباراتية، والتي كانت أقل تواتراً بكثير من الرؤساء الآخرين. فقد استمع الرئيس إلى مستشارين خارجيين مجهولين أعطوه، ما يصفه بولتون بالمعلومات “غير الدقيقة” التي لم يتم تدقيقها من قبل الموظفين المحترفين، ولم يتمكن من فهم “أجزاء من التاريخ التي تساعد على فهم السياق الحالي للكثير من المواقف”.

المصدر: الميادين نت

Optimized by Optimole