العثور على أقدم بيانات وراثية حتى الآن. تأليف: نك كارني

Spread the love

تأليف: نك كارني _
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو/

يقول العلماء من الدانمارك وبريطانيا إنهم استخلصوا البيانات الوراثة من سن لحيوان الكركدن عاش قبل 1.7 مليون عام مما يجعلها أكبر وأقدم بيانات وراثية يتم إكتشافها لغاية اليوم.
وسبق لأفراد هذا الفريق تسجيل الرقم القياسي سابقاً في عام 2013 عندما كشفوا عن قيامهم بسَلسَلة البقايا العظمية لحصان تجمد لمدة 700000 عام في الجليد السرمدي في يوكون بكندا.
حدد العلماء في بحث نشروه في مجلة نيتشر(الطبيعة) مجموعة شبه كاملة من البروتينات- بروتيوم- في الميناء السني لمستحاثة مكتشفة في دمانيسي في جورجيا.
جمع المشروع علماء من جامعة كوبنهاجن في الدانمارك وكلية سانت جون في جامعة كامبردج في لندن. وكان مشروع بحثهم حيوان ستيفانورينوس وهو كركدن(وحيد قرن) عاش في أوراسيا خلال البليستوسين (العصر الجليدي الممتد ما بين 1.6 مليون عام إلى ما قبل 10000 سنة).
يقول الدكتور انريكو كابيليني من معهد كوبنهاجن العالمي “اُستخدم الحمض النووي (الد ن ا) خلال العشرين سنة الماضية للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بتطور الأنواع المنقرضة والتكيف والهجرة البشرية ولكن ذلك الإستخدام له حدوده. لقد تمكنا اليوم وللمرة الأولى من استعادة البيانات الوراثية القديمة والتي تسمح لنا بإعادة بناء التطور الجزيئي بشكل يفوق بكثير مما يقدمه حفظ الحمض النووي المقيد بزمن معين. أعتقد إن التحليل الجديد للبروتينات القديمة المستخلصة من ميناء السن ستبدأ فصلاً جديداً مثيراً في دراسة التطور الجزيئي.”
تغطي بيانات الحمض النووي (د ن ا) التي تتبع التطور البشري وراثياً آخر 400000 سنة فقط ولكن الأنساب التي أفضت إلى البشر المعاصرين تفرعت قبل ستة إلى سبعة ملايين عام مما يعني عدم توفر بيانات وراثية لأكثر من 90% من المسلك التطوري.
إكتشف العلماء في هذه الدراسة أن البروتينات الموجودة في ميناء سن الكركدن – وهي أقسى مادة تتواجد في الثدييات- صمدت لمدة أطول من الحمض النووي وقدمت معلومات وراثية أكثر من الكولاجين وهو البروتين الوحيد الآخر المستخلص لغاية الآن من مستحاثات يزيد عمرها عن مليون عام.
ويضيف كابيليني” يتوفر الميناء السني بكثرة ويتميز بديمومة عظيمة ولهذا السبب تتكون معظم السجلات الأحفورية من الأسنان. لقد صممنا طريقة لاستخلاص البيانات الوراثية التي تقدم معلومات أكثر وأقدم من أي مادة أخرى سابقاً كما أنها تأتي من مورد وفير في السجلات الأحفورية ولذلك نرى إمكانية هائلة لتطبيق هذا النهج في المستقبل.”
يقول البحاثة أن إعادة ترتيب النسب التطوري لنوع ما قد يبدو تعديلاً بسيطاً ولكنهم يعتقدون أن تعريف التغيرات في الكثير من البشر والثدييات المنقرضة قد يؤدي إلى تحولات جمة في تفهمنا لطريقة التطور.
يقول الدكتوراسكي ويلرسليف والذي شارك في الدراسة السابقة عام 2013″ يغير هذا البحث الكثير من المفاهيم ويفتح لنا خيارات عديدة لدراسة التطور بشكل أفضل سواء في الثدييات أو البشر. كما أنه يحدث ثورة في طرائق كشف التطورالمعتمد على المؤشرات الجزيئية وسيفتح حقلاً جديداً لدراسة الجزيئات الحيوية القديمة”.
(نشر هذا المقال في مجلة كوزموس الأسترالية بتاريخ 12 أيلول عام 2019.)
المصدر:
https://cosmosmagazine.com/palaeontology/the-oldest-genetic-data-ever-recorded

Optimized by Optimole