إسرائيل تتخلى عن يهود الولايات المتحدة

Spread the love

بقلم مايكي غودلشتاين – رئيس كنيس الحاخامين في الحركة التقليدية في إسرائيل، وحاخام طائفة عيدت شالوم- عمانوئيل في رحوفوت —

في مقاله الأخير (“يجب أن نتخلى عن الأوهام: يهود ليسوا يهوداً” 14/10)، اشتكى إيزي ليبلر من ابتعاد شباب الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة عن تأييد إسرائيل. أنا أوافقه على أن هناك مشكلة، لكن إهمال 90% من يهود الولايات المتحدة، والتركيز على حفنة من الأرثوذكسيين، لا يشكلان مواجهة جدية للمشكلة.
بحسب تقرير صدر عن مركز الأبحاث Pew في سنة 2013، يعتقد 49% من يهود الولايات المتحدة أن الحرص على إسرائيل جزء حيوي من هويتهم اليهودية؛ وقال 42 % إنه يشكل جزءاً مهماً؛ وفقط 8% قالوا إن الاهتمام بالدولة اليهودية لا يشكل جزءاً مهماً من هويتهم. هل يجب أن نتنازل عن نحو نصف أبناء شعبنا الذين يعيشون في الولايات المتحدة، وألاّ نعمل على تعزيز ارتباطهم بالبلد، بحيث يروا هم أيضاً إسرائيل جزءاً حيوياً من هويتهم اليهودية؟
وفي الواقع، الشباب اليهود الذين ولدوا في الخارج يجدون أمام واقع إسرائيل قوية صعوبة في التماهي مع سياسة حكومة تنكر وجودهم كيهود، وتسن قوانين تبدو لهم عنصرية، وفي رأيهم، لا تبذل جهداً كافياً من أجل السلام. لكن القول إن الليبرالية اليهودية في الولايات المتحدة مرتبطة بكراهية إسرائيل والابتعاد عن الهوية اليهودية، يظلم بصورة كبيرة طوائف يهودية كثيرة تؤمن بضرورة تعزيز الصلة بإسرائيل على الرغم من معارضتها سياسة الحكومة.
الطوائف المحافظة في الولايات المتحدة هي صهيونية بصورة رائعة، كذلك أيضاً طوائف من تيارات أُخرى. فهي تؤيد إسرائيل وتساعدها بطرق عدة. عندما نقل ترامب سفارة بلاده إلى القدس، باركت الحركة الإصلاحية في أميركا الشمالية الخطوة، على الرغم من الخلاف الداخلي في هذا الشـأن داخل الطائفة. اليوم أيضاً تقف طائفة اليهود الإصلاحيين إلى يمين إسرائيل، وينتمي زعماؤها إلى صفوف زعامة أغلبية الهيئات الصهيونية في أميركا الشمالية.
لا يمكننا تحديداً أن نتجاهل أن الدولة بسلوكها تضر بتأييد اليهود الليبراليين لها. التنكر لخطة توسيع حائط المبكى، وعدم الاعتراف بزيجات المحافظين والإصلاحيين، ودعم التمييز المعتمد من الحاخامية الرئيسية، وحرمان التيارات غير الأرثوذكسية من الميزانيات الحكومية، كل ذلك يؤشر إلى اليهود الليبراليين بأنهم غير مرغوب فيهم.
لهذه الطوائف أهمية كبيرة بالنسبة إلى مستقبل الدولة، وبحسب تقرير Pew، أكثر من نصف اليهود الأرثوذكسيين (52%) تخلوا عن أرثوذكسيتهم لمصلحة أحد التيارات الليبرالية اليهودية. وفي الاتجاه المعاكس، الحركة أقل من 5%. إن مستقبل اليهودية في الولايات المتحدة موجود في التيارات الليبرالية، لذلك من الخطر التخلي عنها.
في البلد أيضاً أغلبية اليهود ليست أرثوذكسية، على الرغم من أن الدولة ساهمت في تنمية التيار المتشدد فقط. يهودية قوية ومتنوعة في الخارج بحاجة إلى يهودية منفتحة ومزدهرة في إسرائيل. ومن أجل تعزيز الهوية اليهودية في إسرائيل، نحن بحاجة إلى صلة قوية بإخوتنا وأخواتنا في الخارج الذين يقترحون علينا جسوراً نحو يهودية متوازنة، تؤمن بقيم التعددية وبنمط الحياة العصرية.

المصدر: صحيفة “يسرائيل هَيوم” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole