التحريض الصهيوني ـ أميركي على القدس

التحريض الصهيوني ـ أميركي على القدس
Spread the love

مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط – بقلم: أحمد طـه الغندور – فلسطين – نيسان – إبريل ـ 2019 –

تمهيــد:
لا خلاف على أن للقدس رمزية دينية ومكانة سامية في قلوب المؤمنين من أصحاب الشرائع السماوية الثلاث؛ اليهودية والنصرانية والإسلام، ولكن القدس كمدينة فلسطينية محتلة هي أرض خالصة للشعب الفلسطيني لا يمكن لأي فريق أخر أن يشاركه في ملكيتها والسيادة عليها وفقاً لما قررته مبادئ القانون الدولي العام والعديد من العهود والمواثيق الدولية.
ولكن تأبى قوى الظلم والاستكبار المتمثلة في الاحتلال وداعميه من الدول المارقة إلا أن تشيح بوجهها عن هذه الحقيقة الساطعة، وتمعن في الإساءة إلى الشعب العربي الفلسطيني بكافة طوائفه الدينية، إضافةً الى الأمتين الإسلامية والعربية بإلحاق العاصمة الفلسطينية ودرة تاج العواصم العربية إلى الاحتلال العنصري الإسرائيلي؛ متجاوزين بذلك القانون الدولي والتاريخ والوقائع التي تنطق بها الأرض قبل الإنسان.
هذا الظلم والطغيان الذي أخذ يتجاوز مرحلة الاحتلال الاستيطاني الإحلالي، إلى مرحلة التحريض الدولي والذي يأخذ شكلاً ارهابياً يتمثل في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تمارسها هذه القوى الظالمة ضد المدنيين الفلسطينيين العزل وخاصة من أبناء القدس المرابطين على ثراها الطاهر المخضب بدماء الأنبياء والصالحين والشهداء.
ولا شك أن القدس ـ العاصمة الأبدية ـ للشعب تمر هذه الأيام بأدق مراحلها التاريخية نتيجة للمؤامرة الصهيو ـ أمريكية والتي جمعت بين إدارة “ترامب” والحكم الفاشيستي في “تل أبيب” الذي يقوده ” بنيامين ناتنياهو” وحكومته المُشكلة في جلها من غلالة المستوطنين.
وإذا ما دققنا في التوصيف الأيدلوجي لهاتين الإدارتين فإن الباعث المستخدم وراء تحريضهما على الوجود الإسلامي ـ المسيحي العربي في القدس فهو الاعتناق المهوس بمبادئ ما يُسمى بـ “الصهيونية ـ المسيحية” التي تسعى إلى إعادة “صهيون” أو “مملكة اليهود” من خلال هدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل الثالث” أملاً في نزول “المُخلص” إلى الأرض.
فهل هذا التوظيف للنزعة الأيدلوجية يُشكل الدافع الحقيقي لهذا العدوان والتحريض، أم أن النوازع الاستعمارية للاحتلال واستنزاف الموارد الطبيعية الغنية في المنطقة هي المحرك أو الدافع الأساسي له؟!
الأمر الذي يدفعنا إلى مناقشة هذه الفرضية وتحليلها بأمانة علمية موثقة، لمعرفة مدى تأثر الإدارات السياسية في كل من “واشنطن” و “تل أبيب” بهذه العقيدة، ومن ثم التطرق إلى كيفية استخدامها من أجل تنفيذ السياسات الاحتلالية الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس، وتدمير الأقصى المبارك، وطرد الفلسطينيين من وطنهم كخطوة أولى في طريق تحقيق الوهم في بعث مملكة صهيون من النيل إلى الفرات كأداة استعمارية دائمة في العالم العربي حاضنة الحضارة الإسلامية.

لقراءة الدراسة حمل المرفق بي دي أف PDF
ورقـة دراسيـة

Optimized by Optimole