واحة سيوة جنة سياحية في الصحراء الغربية…

ما لا تعرفه عن واحة سيوة
Spread the love

أين تقع واحة سيوة؟

“سيوة” مدينة وواحة مصرية تقع وسط الصحراء الغربية، تتبع محافظة “مطروح” إدارياً وتبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح.

معلومات عن واحة سيوة

عُرفت بالكثير من الأسماء عبر التّاريخ منها “بنتا” وقد وُجد هذا الاسم في أحد النصوص المدونة في معبد “إدفو”، الأمر الذي يؤكد أن الواحة معروفة من عصور ما قبل الميلاد، ثم سُميت واحة” جوبتر آمون” حتى عصر البطالمة الذين أطلقوا عليها اسم “سنتريه” وهو اسم مُحرف من اسم “سخيت آم” الذي أطلقه عليها الفراعنة في أحد العصور ويعني أرض النخيل.
كما أطلق عليها العرب اسم “الواحة الأقصى” بحسب ما جاء في مخطوطات المقريزي.
في حين أشار إليها المؤرخ التونسي عبد الرحمن بن خلدون باسم “تنيسوه” وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا.

طبيعة الحياة في واحة سيوة

يقطن سيوة ما يقارب ال35 ألف نسمة، حيث يتنمي السّكان الأصليون إلى قبائل الأمازيغ الإفريقية، يعمل أغلبهم في الزراعة أو السّياحة نظراً للمقومات السّياحية الكثيرة التي تمتلكها الواحة، كما يعتمدون على أنفسهم في صناعة بيوتهم وأثاثهم، والحصول على طعامهم.

تمتاز واحة سيوة بطابع معماري خاص ومميز حيث تُبنى المنازل التّقليدية فيها بحجر” الكرشيف” الذي يتكون من الملح و الرّمل النّاعم المخلوط بالطين، أمّا بالنّسبة للأبواب والنّوافذ فتصنع من أغصان أشجار الزّيتون والنّخيل.

من أميز الحرف التّقليدية في واحة سيوة التّطريز والصّناعات الفخارية اليدوية التي يقوم سكان الواحة بصناعتها بأنفسهم.
يأتي في مقدمة هذه الحرف صحون الطاجين وأواني الطّهي ذات الشّكل الهرمي التّقليدي والمزخرفة بشكل جميل.
لأهل سيوة عيدهم الخاص الذي يحتفلون به كل عام عند اكتمال القمر في السّماء خلال شهر أكتوبر ويسمى “عيد الحصاد”.

واحة سيوة وطبيعة الحياة هناك

مميزات واحة سيوة

تمتلك واحة سيوة محمية طبيعية تُقدر مساحتها بحوالي 7800 كم مربع، وعلى الرغم من مناخها الصحراوي القاري فهي تضم عدّة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية، كما تنتشر في أرجائها الآبار العذبة والعيون التي يصل عددها إلى 200 عين يتدفق منها يومياً 190 ألف متر مكعب من المياه، يستخدمها السّكان لأغراض الرّي والشّرب.

تتنوع هذه العيون في مياهها منها السّاخن والبارد، والحلو والمالح، بالإضافة إلى العيون الكبريتية.
من أشهر هذه العيون هي “كليوباترا” التي تُعرف بعين جوبا أو عين شمس، يقول البعض بأن تسميتها تعود إلى اسم الملكة المصرية التي سبحت فيها لكن البعض الآخر ينفي هذه الحادثة من الأساس، وهي عبارة عن حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع السّاخنة.

عين “كيغار” من العيون التي تُستخدم لأغراض علاجية حيث تبلغ حرارتها 67 درجة مئوية، تحتوي عناصر معدنية وكبريتية.
عين “واحد” هو ينبوع كبريتي ساخن يبعد 10 كم عن واحة سيوة ويسمى أيضاً “بئر بحر الرّمال الأعظم”.

عين “فطناس” تقع على جزيرة فطناس المطلة على بحيرة مالحة، تُحيط بها أشجار النّخيل وتبعد حوالي 6 كم غرب واحة سيوة، بالإضافة للعديد من الينابيع المتنوعة منها عين “طاموسة”،عين” قوريشت”، عين “تجزرت” و عين “الدكرور”.

إقرأ أيضاً : كيف تبقى على قيد الحياة لمدة 10 ساعات في الماء؟

آثار واحة سيوة

تستقبل واحة سيوة ما يقارب ال30 ألف سائح سنوياً من الأجانب والمصريين وذلك بحسب إحصائيات عديدة، فإلى جانب السّياحة العلاجية التي تشتهر بها يوجد العديد من المواقع الأثرية التّاريخية مثل “جبل الموتى” وهو عبارة عن مقبرة أثرية كان يستخدمها سكان واحة سيوة للاحتماء بها خلال الحرب العالمية الثانية وهي من أغنى المقابر في الصحراء الغربية.

مدينة “شالي” التي تُعد من أكبر مدن واحة سيوة، في وسطها يوجد “قصر شالي” الذي تصل ممراته إلى “معبد الوحي”
و”قلعة شالي” التي تُعد الحصن الدّائم لواحة سيوة.

“معبد آمون” يقع على مسافة 4كم شرق الواحة والذي يشهد ظاهرة الاعتدال الرّبيعي مرتان في العام.

يوجد في واحة سيوة فندق “أدير أميلال” من أشهر الفنادق في العالم يوصف بأنه فندق صديق للبيئة حيث يعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة.

أبرز مميزات واحة سيوة

واحة سيوة أرض النّخيل

تمتاز واحة سيوة بأنها غنية بأشجار النّخيل فهي تحتوي ما يقارب ال400 ألف شجرة نخيل، إلى جانب أنواع نباتية أخرى فقد استطاع العلماء رصد أكثر من 40 نوعاً من الأشجار والنّباتات منها أشجار المشمش، الرّمان، الجّوافة، الليمون والتّين، والنّباتات العطرية والطّبية كالشّيح، السّكران، النّعناع وأم النّدي.

إلى جانب هذا التّنوع النّباتي استطاع العلماء أيضاً اكتشاف بعض الأنواع الحيوانية التي كانت تعيش في واحة سيوة من خلال اكتشاف الكثير من الحفريات التي تدل على ذلك، يُذكر أن المنطقة كانت قديماً قاعاً لبحر “تيثس”، من هذه الحفريات بقايا لقواقع النيوتلس البحرية والشُّعب المرجانية المتحجرة.

بالإضافة إلى وجود 32 نوع من الزّواحف واللافقاريات، وأنواع مختلفة من الطّيور تصل إلى 164 نوع منها الحباري، السّمان، القمري، القنبرة المتوجة وطائر البشاروش الذي قدّسه المصريون القدماء.

بحيرة سيوة

إلى جانب العيون والآبار العذبة الموجودة في واحة سيوة توجد فيها العديد من البحيرات التي تحتوي نسب عالية من الملح تصل إلى نحو خمسة أضعاف المياه المالحة في البحر.
من أبرز هذه البحيرات بحيرة “سيوة” تقع غرب مدينة شالي وتبلغ مساحتها ما يقارب ال3600 فداناً.

بحيرة “الزيتون” التي تقع شرق واحة سيوة وتبلغ مساحتها 5760 فداناً.
بحيرة “المراقى” تقع غرب واحة سيوة في منطقة “بهى الدين” وتبلغ مساحتها 700 فداناً تقريباً.

كما يوجد في الواحة تسع بحيرات أخرى غنية بالملح بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 55 ألف فدان، وتُقدر نسبة الأملاح الموجودة فيها بنحو 60 مليون طن.
تُضفي هذه البحيرات منظراً جمالياً يجذب السّياح خاصة في فصلي الخريف والشّتاء.

واحة سيوة، أرض النخيل والزيتون

منتجات واحة سيوة

نظراً للغنى الطبيعي في واحة سيوة وخاصة المياه جعل تربة الواحة غنية وخصبة مما سمح بتوفير إنتاج عالي الجودة استطاع جذب عدة استثمارات لمصانع إنتاج تعبئة التّمور بجميع أنواعها، وإنتاج الخل والدّبس والخميرة الطازجة والعلف الحيواني، كما يوجد في واحة سيوة مصانع لإنتاج وتعبئة زيت الزّيتون.
استطاعت هذه المنتجات أن تنافس في السّوق المحلية وتُصدر إلى خارج البلاد أيضاً.

من جهة ثانية ساهم وجود البحيرات والعيون المالحة في وجود ملاحات ومحاجر عدّة لصناعة أنواع مختلفة من الملح.
حيث يتميز ملح واحة سيوة بمقاييس عالمية جعلته صالحاً للاستخدام في الدّول الأوروبية لإذابة الثلوج من الطرقات والمطارات.

كما يستخدم الملح المستخرج من واحة سيوة في صناعات عديدة كالصابون، الحرير الصّناعي، تكرير الزّيوت، الغزل والنّسيج، الكلور، الزجاج، معجون الأسنان و عمليات التبريد ووقود الصواريخ والبارود والكثير من المنتجات الأخرى.

أما بالنسبة للآبار والعيون العذبة فقد ساهمت أيضاً بجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاع المياه الجوفية، أقامت مصانع لتعبئة المياه الطّبيعية والتي تشتهر بالمياه المعدنية منها مصنع مياه سيوة، مصنع مياه حياة وصافي مياه أمان سيوة.