شعار الصيدلية استمد من أساطير الإغريق القديمة

أصور ورموز شعار الصيدلة
Spread the love

شجون عربية _ تقرير: لمى حسام الدين

الصيدلة ما قبل التاريخ

تاريخ الصيدلة المداواة بالأعشاب بدأت مع الحيوان فتعلم الإنسان منه عندما لاحظ أن الكلاب ،عندما كانت تعتل صحتها كانت تأكل أعشابا فتهدأ وتشفى وكانت القطط عندما تشعر بآلام بمعدتها تبحث عن نبات النعناع وتأكله ليساعدها على طرد الغازات من بطونها.

اكتشف الإنسان أن النعناع يحتوي على زيوت طيّارة طاردة للرياح وبدأ الإنسان في انتقاء دوائه من الأعشاب وخلال السنين أصبحت لديه الخبرة العلاجية مستعينا بما يحيط به في بيئته.

كان هناك مصادر قديمة لدى كل شعوب العالم القديم للأدوية المفردة: النباتية، والحيوانية، والمعدنية منذ فجر التاريخ في المجتمعات البدائية وفي الأدغال.

حاول الإنسان عبر تاريخه معالجة أمراضه من عشب أو نبات أو حجر أو معدن أو قرن غزال أو مخلب حيوان.

بدأت قصة التداوي بالأدوية مع الحيوانات بدوافع غريزية في الصين وبابل والإغريق ومصر والبطالمة والرومان والعرب.

العصور القديمة

الطبيب والصيدلي، توضيحات من آريوس الطبية (1505) من قبل هيرونيموس برونشويغ.

بداية ممارسته الصيدلة عندما كان الإنسان الأول يضع عصير أوراق النباتات فوق الجروح ليعالجها وأصبحت مهنة الصيدلة حاليا، هي ممارسة تواليف الأدوية وصناعتها عبر العصور وتتصل بصحة وحياة الإنسان والحيوان.

الصيدلية هي المكان المختار الذي به المادة الطبية materia medica تركيب الدواء وتداوله وبيعه وهي فرع من فروع الطب والصيدلة تعني بطبيعة وخواص وتحضير الأدوية.

لهذا نجدها مهنة كيماوية وطبية لأنها مسؤولة عن اكتشاف أدوية علاجية جديدة ضد الأمراض وتصنيع مواد عضوية لها قيمة علاجية.

علاوة على أن الصيدلي يسدي النصائح الطبية والصحية للجمهور.

كانت الصيدلة وممارسة الطب تمارس في المعابد من قبل الكهنة لهذا كان علاج المرضى بالدواء والتعاويذ الدينية في مطلع التاريخ الإنساني.

بدأ التخصص في الصيدلة يظهر في القرن الثامن في العالم المتمدن ببغداد.

ثم انتشرت تدريجياً في أوروبا تحت اسم الكيمياء والكيميائيين.

كان الأطباء يحضرون الدواء ويصفونه للمرضى وكانت الأدوية إما أدوية مفردة تتكون من عنصر طبيعي مفرد (واحد) وأدوية مركبة تركب من عدة عناصر طبيعية وأطلق العرب عليها الأقرباذين.

أصبح الصيادلة حديثاً يتعاملون مع الأدوية والعلاجات المعقدة غير ما كان يصنع من الكسيرات وبدرات وسوائل كحولية كانت مدرجة في دستور الأدوية Pharmacopoeia البريطاني عام 1618 ودستور الأدوية الفرنسي عام 1639 أو دستور الأدوية الأمريكي عام 1820 ، وهذه الدساتير كانت تضم الأدوية والعقاقير التي كانت متداولة في كل بلد ويضعها الصيادلة والأطباء معا بتكليف من السلطات الصحية ،وفيها تصنيف للدواء واستعماله وطرق معرفة غشه ومواصفاته والكشف عليه واستعمالاته وتحديد جرعاته.

الصَّيْدَلَةُ وعلم الصيدلة

الصَّيْدَلَةُ و علم الصيدلة 

الصَّيْدَلَةُ مهنة الصيدلاني و علم الصيدلة علم يبحث فيه عن العقاقير وخصائصها وتركيب الأدوية وما يتعلق بها.

الصيدلة علمياً’ هي مهنة صحية تربط العلوم الصحية مع العلوم الكيميائية وتكون مسؤولة عن ضمان الاستخدام الآمن وفعالية المستحضرات الدوائية.

كلمة الصيدلة مشتقة من اللغة اليونانية φάρμακον ، pharmakon  بمعنى “الدواء” أو “الطب”.

تشمل مهنة الصيدلة العديد من الأدوار التقليدية مثل تركيب وصرف الأدوية، وتتضمن أيضاً تقديم المزيد من الخدمات الحديثة المتعلقة بالرعاية الصحية، بما في ذلك الخدمات السريرية ، واستعراض الأدوية، واستعراض سلامة وفعالية الأدوية، وتوفير معلومات عن الأدوية. وبالتالي الصيادلة هم الخبراء في العلاج بالعقاقير والمهنيين الصحيين الأوليين الذين يحددون الاستخدام الأمثل للدواء لتوفير النتائج الصحية الايجابية للمرضى.

والمكان الذي يمارس فيه الصيدلي مهنته (في اللحظة الأولى) بالصيدلية، أو المتجر الكيميائي، أو متجر الأدوية.

في الولايات المتحدة  وكندا والبلدان العربية متاجر الأدوية لا تبيع الأدوية فقط بل أيضاً سلع متنوعة مثل الحلوى، ومستحضرات التجميل، والمجلات، وكذلك المرطبات الخفيفة.

وكلمة الصيدلية مشتقة من جذر كلمة صيدلة وهو مصطلح يستخدم من القرن ال15 و 17.

بالإضافة إلى مسؤوليات الصيدلي، عرض المشورة الطبية العامة ومجموعة من الخدمات التي يتم تنفيذها حالياً من قبل الممارسين المخصصين فقط، مثل الجراحة والقبالة (فن التوليد).

والصيدلة يكون عملها في كثير من الأحيان عبر متاجر البيع بالتجزئة، بالإضافة إلى مكونات الأدوية، والتبغ وبراءات الاختراع الطبية ، وتستخدم أيضا العلاج بالأعشاب.

وفي إنجازات الصيدلة في مجال المكونات الكيميائية والعشبية ، فإنه يمكن اعتبار أعمال الصيدلة تمهيداً للعلوم الكيميائية  وعلوم الأدوية وذلك قبل صياغة المناهج العلمية.

تطور علم الصيدلة عن العصور القديمة

الممارسات والإجراءات قديماً

أكل التراب – geophagy

هي ممارسة أكل المواد الترابيّة أو التي تشبه التراب، مثل الطباشير والطين. في المجتمعات الغربيّة والصناعيّة ترتبط هذه الممارسة باضطرابٍ في الأكل يُعرَف باسم بيكا.

يُعتقد أنّ الإنسان القديم قد يكون عرف هذه الممارسة ، ربّما يكون تقليدًا منه للحيوانات، أو أنّه لاحظ امتلاك الطين صفةً شافية عندما تتناوله الحيوانات.

لازالت بعض المجتمعات حتّى الآن تستخدم الطين خارجيًا وداخليًا في علاج الجروح.

ثقب الجمجمة/النقب

استخدمت هذه الممارسة منذ العصر الحجريّ الحديث في محاولة علاج الأمراض وتحرير الضحيّة من الشياطين والأرواح الشريرة، وذلك عن طريق حفر حفرةٍ في الجمجمة.

تشير دراسات لوحات الكهوف، إلى أنّ الشعوب التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ استخدمت هذه الطريقة في علاج الاضطرابات العقليّة، الصداع النصفيّ، ونوبات الصرع.

كما أنّ هناك أدلة تشير إلى استخدام هذه الطريقة في علاج الجماجم المكسورة.

إذا نجا الشخص، فإنّه يحتفظ بالعظام المستخرجة لجلب الحظ السعيد.

الشامان – shaman أو رجل الطبّ

رجل الطب أو الساحر الطبيب أو الشامان: ظاهرة تواجدت في بعض مجتمعات ما قبل التاريخ، وهو الشخص المسؤول عن صحّة القبيلة، وجمع الأعشاب الطبيّة، وتنفيذ الجراحات البدائيّة، وإلقاء التعاويذ السحريّة.

تلجأ إليه القبيلة للحصول على المشورة الطبيّة عند وجود الأمراض.

على الرغم من أنّ عددًا من الأمراض المنتشرة حاليًا تواجدت في عصور ما قبل التاريخ، مثل التهاب المفاصل ومشاكل الظهر، فإنّ التحدّيات الصحيّة في هذه العصور اختلفت عن تلك الموجودة في يومنا هذا.

دلالة شعار الصيدلية الثعبان الملفوف على الكأس

 

شعار الصيدلية

يعد شعار العصا والثعبان الذي يوضع على الصيدليات هو شعار إله الطب عند الاغريق والذي يعرف باسم “اسكليبيوس”  ينحدر اسكليبيوس من عائلة مارست الطب في عصرهم.. وقيل عنه أنه كان أسطورة في هذه المهنة وتفوق فيها بشكل كبير.

وهو ينحدر من عائلة تعاطت الطب في زمنهم، وجده على ما قالوا هو الإله (أبولو) ، وهو أيضاً من آلهةالطب، وزوجته أو ابنته على الخلاف بين مؤرخيهم هي إلهة الصحة واسمها (هيجيا) ، ومما ذكروه عنه أن شيرون علمّت اسكليبيوس أسرار الطب بالأعشاب، وتعاطى هذه المهنة حتى تفوق فيها، ولكنه خالف تعليمات من علموه فحاول إحياء الموتى ببعض الأعشاب، وذكروا أنه وفق في ذلك، وهذا ما يفسر تجني بعض الغربيين ممن قالوا بأن عيسى -عليه السلام– أخذ علم إحياء الموتى من كتب الإغريق وأنه وفق للنبتة التي ضل عنها كثير من الناس وأن ذلك ليس معجزة من الله.

ويرمزون لهذا الإله بصورة رجل يحمل بيمينه عصا يلتف حولها ثعبان، والرجل هو (اسكليبيوس)، والعصا شعار المسافر الذي لا يقر له قرار، والثعبان دليل المعرفة، فهو الذي عرف اسكليبيوس بنبتة الحياة، ولهم في ذلك قصة، وهي أن اسكليبيوس هذا كان مسافراً، وفي أحد الأيام ترائ له ثعبان وهو في الفلاة، وبينما هو ينظر إليه إذ خرج ثعبان آخر يحمل في فيه نبتة حتى وضعها في فم الثعبان الميت، وما هي إلا لحظات حتى عادت الحياة إلى الثعبان الأول، فعلم اسكليبيوس بسر هذه النبتة وأصبح يستخدمها في إحياء الموتى

والملاحظ أن معظم الصيدليات لا تضع صورة اسكليبيوس وإنما صورة العصا والثعبان، وأحياناً الثعبان يلتف حول كأس، وإن كان ذلك موجوداً في بعض البلدان الغربية، وللكأس أيضاً قصةعندهم.

يتم وضع شعار العصا ملتف حولها الثعبان كشعار لجميع الصيدليات والتي يتم استخدامه في الكثير من الصيدليات حول العالم، فمعنى شعار الصيدليات هو:

 الثعبان

رمز الثعبان في شعار الصيدلية  فذلك لأن أدوية كثيرة تستخرج من السموم.

 الهاون أو المدقة

رمز الصيدلية وشعار الصيدلية ( الهاون أو المدقة ) :فهو أحد الرموز الدولية للدلالة على مهنة الصيدلة حيث أنه يستخدم لطحن وخلط الكيماويات التي تستخدم في صناعة العقاقير.

معنى شعار الصيدلية الحية الملفوفة على الكأس.

 الحية والكأس

معنى شعار الطب عصا يلتف عليها حية ،بينما شعار الصيدلية كأس يلتف عليه حية

يرجع أصل رمز الحية والكأس إلى القرن السابع قبل الميلاد ، حيث كان الإغريق يعتقدون في السحر والشعوذة لعلاج الأمراض ، وكان من بين هؤلاء الذين يمارسون هذه الوسيلة الحكيم الإغريقى”اسكيلابيوس”،  الذي كان يعالج المرضى بلمسة من يده أو عصاه أو بلمسة من لسان حيته التي كانت ترافقه دائماً ، ولقد عثر على تماثيل كثيرة لهذا الحكيم ، من بينهما تمثال له مع ابنته التي كانت تساعده في مهمته ،  ويظهر”اسكيلابيوس” في هذا التمثال ممسكاً بعصاه الملتفة حولها الحية ، كما تظهر ابنته وقد التفت الحية حول ذراعها وفى يدها كاس..يبدو أن به جرعة دواء، ولقد اتخذت العصا الملتفة حولها الحية رمزا للطب والصيدلة على مستوى العالم لسنوات طويلة ،  وحينما استقلت الصيدلة عن الطب وأصبحت تخصصاً قائماً بذاته.

بقيت الحية والعصا رمزاً للطب فقط ، بينما استحدث للصيدلة رمز آخر هو الحية والكأس باعتبار أن هذا الكأس هو الذي كانت تحمله ابنة “اسكيلابيوس” وبه جرعة دواء.

شعار الصيدلية يدل على العلاج الطبي

النباتات الطبية

تشير بعض الأدلة من مواقع أثرية مكتشفة في العراق إلى استخدام الناس الخبيزة mallow – واليارو yarrow منذ مايقارب ال 60000 عام .

اليارو (أو ما تُعرف باسم القيصوم الألفي الأوراق/الحَزنْبل):

يمكن أن يُستخدَم هذا النبات بمثابة مادةٍ قابضةٍ – تُسبِّب انسداد الأنسجة في حالات النزيف- ومُعرِّقٍ عطريّ معتدل – يُعزز عمليّة التعرق

لا يزال الناس يستخدمون هذا النبات في علاج الجروح، التهابات الجهاز التنفسيّ، مشاكل الجهاز الهضميّ، مشاكل الجلد، وأمراض الكبد، حتّى الوقت الحاضر.

الخبيزة:

ربّما استُخدِمَت بمثابة مشروبٍ لتطهير القولون.

إكليل الجبل/ الروز ماري :

تُشير عدّة أدلةٍ من مناطق مختلفةٍ من العالم على شيوع استخدام هذا النبات بمثابة عشبٍ طبيّ على الصعيد العالميّ. لكن يَصعُب التأكّد فيما استُخدم قديمًا، نظرًا لنسب الناس العديد من الصفات الطبية له.

فطر البيرش – birch poly pore:

نوع فطرٍ شائع في جبال الألب الأوروبيّة، ربّما استُخدم بمثابة ملينٍ، إذ يقول علماء النبات أنّ ابتلاعه يمكن أن يسبب الإسهال ،” عُثِرَ عليه في مومياء رج”.

تولَّت النساء مهمة جمع وإدارة الأعشاب الطبيّة، وربّما كُنَّ المسئولات عن علاج الأمراض والحفاظ على صحّة الأسرة.

تاريخ الصيدلة في بلاد الرافدين

اشتهرت حضارات وادي الرافدين بالعلوم الطبية ، حيث يُعتبر الصيادلة العراقيُّون أوَّل من اشتغل بتحضير الأدوية والعقاقير، فضلًا عن الأدوية المركَّبة الجديدة.

كما أنَّهم أوَّل من أعدُّوا وألَّفوا دستورًا للأدوية، وظلُّوا يعتمدون عليه في البيمارستانات ودكاكين الصيدلة، وكذلك فهم أوَّل من أنشأ حوانيتًا للصيدلة، ومن الشواهد على ذلك أسماء العقاقير التي أخذتها الحضارة الغربيَّة عنهم، ولا تزال تحتفظ بأسمائها العربيَّة والفارسيَّة والهنديَّة.

ولذلك فلا عجب أن يُصبح الطب مدينًا لصيادلة حضارة وادي الرافدين بفنِّ الصيدلة، ومن ذلك الكثير من المستحضرات التي لا تزال تُستعمل كالأشربة واللعوق واللزقات والمراهم والمياه المقطَّرة، وبعض العقاقير؛ كالتمر الهندي، والقرمز، والكافور، والكحول.

 

 

 

 

 

 

Optimized by Optimole