بوتين: يجب أن نتذكر من دمر الدولة في ليبيا

Spread the love

المصدر: RT، وكالات / استقبل البابا فرنسيس في مقره بالفاتيكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل إلى إيطاليا اليوم الخميس في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا.
وفور وصوله إلى مطار روما، توجه الرئيس الروسي إلى الفاتيكان، ودخل موكبه ساحة القصر البابوي حيث كان في استقباله مسؤولون فاتيكانيون.

ودخل بوتين القصر لابسا البدلة السوداء حسب بروتوكول الفاتيكان، واستقبله البابا فرنسيس داخل القصر في ثالث لقاء لهما، للتباحث في عدد من القضايا الدولية والثنائية، منها الوضع في سوريا وفي شرق أوكرانيا، إضافة إلى الحوار بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنيسة الكاثوليكية، حسبما ذكر الكرملين في وقت سابق.

ولفت الكرملين إلى أن بوتين لن يتطرق إلى موضوع دعوة البابا لزيارة روسيا، مشيرا إلى أنه لا بد من الأخذ في الاعتبار الجانب الديني للعلاقات بين روسيا والفاتيكان، وبالتالي يجب بحث هذا الموضوع بالتنسيق مع الكنيسة الروسية.

وقال سكرتير الدولة (رئيس الحكومة) في الفاتيكان أن الحبر الأعظم ينظر إلى بوتين كرجل مؤمن، يحتضن القيم المسيحية، مضيفا أن روسيا تولي اهتماما كبيرا لمسائل مثل حماية المسيحيين في الشرق الأوسط وأزمة القيم المسيحية في المجتمع الغربي.

وسبق أن التقى بوتين فرنسيس في عامي 2013 و2015، وهذه هي زيارته السادسة إلى الفاتيكان حيث اجتمع مرتين مع البابا يوحنا بولص الثاني في عامي 2000 و2003، والبابا بندكتوس السادس عشر عام 2007.
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه من الضروري وقف إطلاق النار في ليبيا، وبدء الحوار بين الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن من تسبب بتدمير الدولة في ليبيا هو قصف الناتو.

وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في روما: “اتفقنا على مواصلة التنسيق لتسوية الوضع في ليبيا، حيث تتدهور الأوضاع للأسف ويتنامى النشاط الإرهابي ويزداد عدد الضحايا”.

وتابع: “نتفق على أنه من المهم أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الأطراف العسكرية والسياسية الليبية، وأن تفتح قنوات الحوار وتتخذ إجراءات لاستعادة العملية السياسية بهدف تجاوز الانقسام في البلاد وإنشاء مؤسسات موحدة وفاعلة للدولة”.

وقال بوتين كذلك: “بشكل عام يجب أن نتذكر كيف بدأت الأمور، ومن دمر الدولة في ليبيا. وحسبما أتصور، فإن هذا كان قرارا من الناتو وقصفت الطائرات الأوروبية ليبيا وها هي النتيجة : تم تدمير الدولة في ليبيا ونرى في أراضيها فوضى وصراعات بين مختلف الجماعات المسلحة”.
وأضاف: “لا أعتقد أن من واجب روسيا أن تقدم مساهمة حاسمة في التسوية، ولنسأل من قاموا بذلك”، مشيرا إلى أن روسيا لا تتهرب من المشاركة في التسوية، لكنها لا تريد التعمق في هذه القضية بشكل كامل”.

وأشار إلى أن لدى روسيا اتصالات مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومع قائد “الجيش الوطني الليبي” خليفة حفتر على حد سواء.

كما أعرب بوتين عن قلقه إزاء تسلل المسلحين من إدلب السورية إلى ليبيا، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل خطرا على الجميع.

وأكد: “نحن على استعداد لتوحيد جهودنا، بما في ذلك مع أصدقائنا الإيطاليين، من أجل المساعدة على استعادة الحوار بين الأطراف المتنازعة في ليبيا ومساعد الشعب الليبي على استعادة عمل مؤسسات الدولة بشكل طبيعي”.

بدوره، أعرب جوزيبي كونتي عن أمله بأن تلعب روسيا دورا إيجابيا في تسوية الأزمات في العالم، بما في ذلك ليبيا، مشددا على ضرورة الحل السياسي هناك ووقف القتال وإطلاق حوار شامل برعاية الأمم المتحدة.

وأعرب الرئيس بوتين كذلك عن الأمل في استعادة العلاقات الطبيعية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه يعول على مساعدة إيطاليا في ذلك.

ولفت إلى أن العقوبات تسببت بتراجع التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، ما ألحق أضرارا بالجميع.

وأشار بوتين إلى أنه لا يرى “عوائق تعجيزية” أمام تطبيع العلاقات مع بروكسل، مضيفا أنه “ليس كل شيء يتوقف على روسيا، ونحن مستعدون لقطع قسمنا من الطريق”.

وأعرب عن أمله بأن تقيم القيادة الأوروبية الجديدة علاقات جيدة مع روسيا.

وفيما يخص الأزمة الأوكرانية شدد بوتين على أنه لا يجوز مطالبة روسيا بتنفيذ كافة بنود اتفاقات مينسك، إذ يوجد جزء كبير من الإجراءات التي لا علاقة لروسيا بها مثل عودة العلاقات الاقتصادية بين دونباس وباقي أراضي أوكرانيا وإصدار قانون العفو، الذي لم يوقعه الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أنه من الضروري تهيئة الظروف لتحسين العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، مؤكدا استعداد روما للمساهمة في ذلك. واقترح إنشاء منتدى للحوار بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

واعتبر أن الكثير يتوقف على روسيا في ما يخص استعادة الثقة.

كما اعتبر كونتي أن انتخاب فلاديمير زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا يتيح إمكانيات جديدة للحوار.

وفي معرض حديثه عن الأزمة الفنزويلية، قال الرئيس بوتين إن “الوضع في فنزويلا يقلقنا جميعا. ولكن ما يقلقنا أكثر هو التدخل في شؤون فنزويلا من الخارج والضغط من الخارج، وهذا يزيد من تفاقم الأوضاع… وهذا أمر مرفوض برأيي”.

وأعرب بوتين عن قناعته بأنه يجب حل المشاكل عبر الانتخابات، مرحبا بالمفاوضات بين السلطات والمعارضة الفنزويلية في النرويج.

Optimized by Optimole