قتال على طول الحدود مع استمرار الحملة التركية في شمال سوريا

Spread the love

(رويترز) – كثفت تركيا ضرباتها الجوية وقصف المدفعية على مقاتلين أكراد في شمال شرق سوريا يوم الجمعة في تصعيد لهجوم أثار تحذيرات من كارثة إنسانية وأدى لانقلاب الجمهوريين ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفتح التوغل، الذي بدأ بعدما سحب ترامب القوات الأمريكية التي كانت تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية جنبا إلى جنب مع المقاتلين الأكراد، جبهة جديدة للقتال في الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من ثمانية أعوام وأثار انتقادات عالمية شديدة.

وفي واشنطن رفض ترامب الاتهامات بالتخلي عن الأكراد حلفاء الولايات المتحدة وقال إن من الممكن أن تتوسط واشنطن في الصراع وطرح احتمال فرض عقوبات على تركيا.

وقصفت طائرات حربية ومدفعية تركية يوم الجمعة مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيهما الهجوم. وسمع صحفيون من رويترز في بلدة جيلان بينار دوي طلقات النار داخل البلدة.

ودخلت قافلة تضم 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية من جيلان بينار يوم الجمعة إلى الأراضي السورية. وأشار البعض بعلامة النصر بينما كبر البعض الآخر ولوحوا بأعلام المعارضة فيما تقدموا صوب رأس العين.

وعلى بعد 120 كيلومترا غربا قال شاهد إن مدافع هاوتزر التركية واصلت قصف بلدة تل أبيض السورية.

وقال مروان قامشلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إن في الوقت الحالي تشهد تل أبيض أكثر المعارك حدة في ثلاثة أيام.

وأضاف أن اشتباكات اندلعت خلال الليل في عدة نقاط على الحدود من عين ديوار على الحدود العراقية حتى عين العرب (كوباني) على بعد أكثر من 400 كيلومتر غربا.وقال إن القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية تبادلت القصف في القامشلي ومناطق أخرى. ومضى قائلا أن القتال دار على طول الحدود.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية استولت على تسع قرى بالقرب من رأس العين وتل أبيض.

وأضاف أن ما لا يقل عن 32 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية و34 من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا خلال الاشتباكات إضافة إلى مقتل عشرة مدنيين.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن 22 من مقاتليها قتلوا يومي الأربعاء والخميس. وتقول تركيا إنها قتلت المئات من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في العملية بينما لقي جندي تركي واحد مصرعه. وذكرت محطة (سي.إن.إن ترك) أن في بلدة الباب السورية على بعد نحو 150 كيلومترا إلى الغرب من المنطقة التي تشهد الهجوم يستعد نحو 500 من المقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة للذهاب إلى تركيا للانضمام للعملية. ونشرت المحطة تسجيلا مصورا لهم وهم يصلون مرتدين ملابس عسكرية قبل التوجه إلى تركيا.

* كارثة إنسانية

تقول أنقرة إن الهدف من الهجوم هو هزيمة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها عدوا نظرا لصلاتها بالمتمردين الأكراد في تركيا. وأوضحت أنها تسعى لإقامة ”منطقة آمنة“ داخل سوريا لإعادة توطين أكثر من 3.6 مليون لاجئ تستضيفهم.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوروبا لتقاعسها عن دعم الهجوم التركي وهدد بإرسال اللاجئين إلى أوروبا ما لم تحصل أنقرة على دعم أوروبي.

ورد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يوم الجمعة بانتقاد أردوغان لتوجيه هذا التهديد. وقال ”يتعين على تركيا أن تفهم أن مصدر قلقنا الرئيسي هو احتمال أن تؤدي تحركاتها إلى كارثة إنسانية أخرى“. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن 64 ألف شخص في سوريا فروا في الأيام الأولى للحملة.

وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا إنه سيجري إخلاء مخيم يؤوي أكثر من سبعة آلاف من النازحين في شمال البلاد بينما تجرى محادثات لنقل مخيم آخر يؤوي 13 ألف شخص منهم عائلات لمقاتلي الدولة الإسلامية بعد تعرضهما للقصف.

وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن مستشفى في تل أبيض أغلق بعدما فر معظم العاملين به بسبب القصف في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتسبب رفض الدول الغربية للهجوم التركي في شقاق داخل حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي له أنقرة. وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في اسطنبول إنه يتوقع أن تتحلى تركيا بضبط النفس في سوريا بينما قال جاويش أوغلو إن أنقرة تتوقع ”تضامنا قويا“ من الحلف.

وأبلغ ستولتنبرج الصحفيين أيضا أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يجد حلا دائما لسجناء الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي الفرنسية إن قمة الاتحاد التي تعقد في الأسبوع المقبل ستناقش فرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها في سوريا.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيره من أن مقاتلي الدولة الإسلامية قد يفرون من السجون نتيجة الهجوم التركي.

Optimized by Optimole