الخارجية الفلسطينية تدرس تقديم شكوى ضد السفير الأميركي

الخارجية الفلسطينية تدرس تقديم شكوى ضد السفير الأميركي
Spread the love

شنّ الفلسطينيون هجوماً حاداً على السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان في إثر تصريحاته التي أدلى بها إلى صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أول أمس (السبت) وقال فيها إنه في ظل أوضاع معينة تمتلك إسرائيل الحق في المحافظة على جزء من أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صادر عنها أمس (الأحد) تصريحات فريدمان وأكدت أنها تشكل استمراراً لسياسة الإدارة الأميركية المنحازة بالكامل إلى الاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية.

وقالت الوزارة إنها تدرس تقديم شكوى ضد فريدمان في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لخطورة تصريحاته هذه على السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تغريدة خاصة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن تصريحات فريدمان تعكس تواطؤاً أميركياً مع خطط إسرائيل الاستعمارية، ووصفه بأنه سفير المستوطنين المتطرفين.

وأكد وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة نشرها في “تويتر”، أن تصريحات فريدمان تكشف حقيقة “صفقة القرن” والمشروع التآمري الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم إن تصريحات فريدمان الخارجة عن الشرعية الدولية والمتماهية مع السياسات الإسرائيلية تؤكد أنه سفيرٌ للاستيطان ولمواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية وفي مقدمها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف ملحم أن تصريحات فريدمان تعكس أيضاً حجم فضيحة الولايات المتحدة التي ترهن سياستها الخارجية في أيدي مجموعة من الأشخاص لم يبلغوا بعد سنَّ الرشد السياسي من أمثال فريدمان وجاريد كوشنر وجيسون غرينبلات.

وقال الناطق بلسان حركة “حماس” حازم قاسم إنه يجب إنشاء جبهة فلسطينية موحدة ضد الرؤية الأميركية الرامية إلى القضاء على القضية الفلسطينية، وأكد أن على السلطة الفلسطينية أن تصمد أمام “صفقة القرن” وأن تمدّ يد العون إلى المقاومة في الضفة الغربية.

وفي إسرائيل قالت حركة “السلام الآن” إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة فريدمان من منصبه إذا كان يريد الحفاظ على أي صدقية لخطته.

وأكدت رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست تمار زاندبرغ أنه طالما أن فريدمان هو سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل وليس لدى دولة المستوطنات، يجب أن يدرك أن ضم المناطق [المحتلة] هو كارثة لإسرائيل.

في المقابل رحب وزير الأمن الداخلي الإسرائيل غلعاد إردان [الليكود] بتصريحات فريدمان، وقال إن وجهة نظر إدارة ترامب التي عبّر عنها السفير هي الوحيدة التي يمكن أن تُحدث التغيير وتؤدي إلى أن يفهم الفلسطينيون أن مقاطعة إسرائيل والولايات المتحدة ودعم الإرهاب والتحريض لن يجلبا لهم أي إنجاز.

وفي واشنطن أوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن موقف الوزارة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لم يتغير. ونفى هذا المسؤول الذي عمم الإيضاح وطلب عدم ذكر اسمه أن تكون إسرائيل قدمت إلى الولايات المتحدة أي خطة لضمٍ أحادي الجانب لأي جزء من الضفة الغربية، وأكد أن هذا الموضوع غير مطروح للنقاش.

وكان فريدمان أكد في سياق مقابلة أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” ونشرتها أول أمس، أن ضم أراضٍ في الضفة الغربية بدرجة ما هو أمر مشروع. وقال إنه يعتقد أنه في ظل أوضاع معينة تمتلك إسرائيل الحق في المحافظة على جزء من الضفة الغربية لكن ليس كلها.

واتهم فريدمان القيادة الفلسطينية بممارسة ضغوط جمة على رجال أعمال لثنيهم عن المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي تبادر إلى عقده الإدارة الأميركية في البحرين ضمن مساعيها الرامية إلى الدفع قدماً بخطة “صفقة القرن”. وأضاف أن هذه الصفقة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، لكنه في الوقت عينه استبعد أن تسفر عن حل سريع للنزاع في المنطقة.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole