يلّا تعالوا نفضح إيران!

Spread the love

بقلم: نصار إبراهيم* كاتب فلسطيني |

من أكثر العبارات تداولا، بمناسبة وأحيانا بغير مناسبة، عبارة “الشياطين تختبئ في التفاصيل”، حسنا قد يكون ذلك مناسبا في بعض الحالات، ولكن ماذا لو أن الشياطين في الواقع كانت أصلا تتربع بكامل راحتها في البديهيات والأساسيات والخيارات والمواقف… وأن ذلك كان بيتها!؟.
هذه المفارقة الجميلة تحيلنا مباشرة للخيارات السياسية للعديد من الأنظمة والأحزاب وبعض المثقفين والإعلاميين العرب من حولنا… فمعظمها حين تقدم على خيار ما وتفشل، فإنها تحمِّل الفشل والإخفاق لاحقا للشياطين.. إنها تهرب من السؤال الحاسم: أليس هناك إمكانية بأن الخيار ذاته هو بالأصل بيت الشياطين!؟ وأن من ذهب إلى هناك بكامل وعيه وإرادته هو من ينازع الشياطين على بيتها!؟…
في حقيقة الأمر إن الشياطين لا تلعب معنا الغميضة أبدا، نحن من يحاول أن يفرض عليها اللعبة… كي لا نتحمل المسؤولية… حتى الشياطين “مش مالصة”… وكأن ليس لديها عمل غيرنا… فكم هي مسكينة تلك الشياطين ونحن نحملها فوق أعبائها ايضا غباءنا… لا نريد أن نقتنع بأن الشياطين “مش فاضية” تلعب معنا الغميضة… عندها شغل أهم.
ما دفعني لهذا النص هو هذا الهبوط والسقوط في التعامل مع الاشتباك الاستراتيجي الدائر في المنطقة فوق رؤوسنا الآن، وما يرافقه من خطابات الهروب من استحقاقات المواجهة بكل أكلافها، والاكتفاء بإلقاء اللوم على إيران، وصولا إلى الشتائم والبذاءة والاستخفاف الأرعن بحقائق الواقع والتاريخ والجغرافيا والأخلاق أيضا… فقط شتائم وخفة وتفاهة لا تقدم ولا تؤخر، إنها فقط تشوه الوعي والسلوك والخطاب وتحرف النقاش عن وجهته الصحيحة والحاسمة، ليبقى يدور في حالة من الخواء والفراغ والابتذال الطائفي والممارسة السياسية الهابطة..
في 28 آذار 2017 كنت قد نشرت مقالا في محاولة لتجاوز هذا الخطاب وكشف تهافته وبؤسه.. واليوم أعيد.
يلاّ اتفضلوا “إفضحوا” إيران!
قالوا: “ربنا ما شافوه بالعقل عرفوه…!” أما مظفر النواب فقال: “تعالوا نتحاكم قُدّام الصحراء العربية كي تحكم فينا!”.
لست متدينا، كما لست من أنصار لا الخلافة ولا ولاية الفقيه أو البيت الأبيض أو الأسود… بل إنني مسكون بالفكر الماركسي كأداة منهجية لوعي الواقع والتحليل… هذا يعني أن ما سيأتي في هذه المقالة ليس من باب الانقياد أو الدوغما، كما ليس له علاقة بالطائفية والتبعية الفكرية، بل هو محاولة لإعادة تأصيل المقاربة السياسية لفهم حالة الاشتباك الشاملة التي تمر بها المنطقة…
بعد مرور 70 عاما على كارثة الشعب الفلسطيني، ومرور أكثر من تسع سنوات على عملية التدمير المروعة التي تتعرض لها المجتمعات العربية عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، تلك العملية التي رصد لها ما تيسر من غطاء سياسي وإعلامي واستخباري وتسليحي، وحشد المجموعات الإرهابية التي جاءت من كل فج عميق… ومن كل الألوان والأصناف والجنسيات… هنالك من يصر على التعامي، ويحاول تسويق ما يجري على أنه صراع طائفي بين “السنة والشيعة”، بين إيران “الشيعية أو الصفوية” وغالبية “السنة العرب”.
لقد بلغ الاستخفاف درجة مخيفة من الوقاحة، إلى الدرجة التي لم يعد اصحاب هذه المواقف يرون أو يحترمون ألف باء السياسة، أو حتى المنطق في درجاته الدنيا… كما لم يعودوا بحاجة لإخفاء انحيازهم الذي وصل حدِّ الفضيحة… والأخطر في هذه الفضيحة أن يشارك فيها إعلاميون ومثقفون، بما يناقض أدنى مستويات التفكير العلمي والمهني الذي يدعون أنهم يستندون إليه في قراءاتهم وكتاباتهم ومواقفهم.
تسويق الصراع باعتباره صراعا طائفيا بين السنة والشيعة، وفي النهاية صراع بين إيران والعرب يقوم على تأجيج الغرائز، وتبرير التحالفات مع أعداء الأمة العربية التاريخيين، فلكي يتم شطب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، ليس هناك أفضل وأكثر جدوى من إغراق المنطقة والعالم العربي في أتون صراع طائفي افتراضي لا نهاية له، حينها تصبح إسرائيل حليفا وفي أبعد تقدير عدوا ثانويا، وحينها أيضا يمكن تبرير انتشار القواعد الأمريكية والأطلسية في المنطقة منذ مئة عام، كما يمكن أيضا تبرير إعادة تمزيق البلدان العربية على أسس طائفية، وهكذا يتم حرف التناقض المستعر والدامي مع المشروع الاستعماري – الصهيوني ليصبح مجرد خلاف ثانوي، واستبداله بتناقض رئيسي مفتعل مع عدو مفترض… بهذا يصبح الاستنجاد بإسرائيل والتحالف والتطبيع معها مبررا تماما.
التحدي:
إذا كنتم فعلا كما تقولون، أي تدافعون عن المصالح العليا للأمة العربية في وجه التدخل والأطماع الإيرانية… وإذا كان فعلا، وكما تقولون أيضا، أن ما يجري هو صراع طائفي.. إذن تعالوا لنعيد طرح بعض الأسئلة البديهية لاختبار الفرضيات الأولية كما يطرحها ميدان الصراع والمصالح وليس الهلوسات.
تقولون إن إيران تتاجر بقضية فلسطين ومعها حزب الله.. وإنها تستهدف الهيمنة على المنطقة…ماشي… لنفترض ذلك… حينها يصبح السؤال كيف على العرب أن يواجهوا ويتحدّوا مطامع وأهداف إيران!؟ كيف يمكنهم أن يفضحوا إيران إن جاز التعبير!؟.
كيف يمكن أن “نفضح” مشاريع “إيران الشيعية الصفوية الفارسية”، ونسحب من تحت أقدامها السجاد العجمي وغير العجمي كله!؟.
بصيغة أخرى: تعالوا “نفضح” إيران إذا كانت كذلك، وفي الطريق “سنفضح” معها حزب الله أيضا (هيك ع البيعة يعني)… هيا!.
فرسان العرب قديما، أثناء غزواتهم وأيامهم المشهودة، كانت عندهم تقاليد وطقوس يحترمونها.. كانوا عادة يبدأون الاشتباك بالمبارزة، فيتقدم فارس شجاع إلى ميدان المعركة… وينتسب (أي يعلن من هو وما نسبه) ثم يطلب المبارزة… “هل من مبارز! هل من مناجز!؟”… فيتقدم فارس من الجهة الأخرى فينتسب بدوره، حينها يقول الفارس الأول: كفؤ… كريم وابن كريم… ويبدآن المواجهة.
إذن لتحقيق الهدف “العظيم” أي فضح إيران… هناك طريق وحيد: وهو تحدي إيران وحزب الله معا في الميدان… بل إن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، خاطب يوما هؤلاء وألقى التحدي في وجوههم مباشرة في إحدى كلماته قائلا: يا كسلانين نافسونا في الميدان…! طبعا لم يقصد السيد نصر الله المنافسة في ميدان السياحة في اوروبا، أو في لعبة بوكر في كازينو مثلا … ما قصده حسن نصر الله هو ميدان المقاومة والمواجهة مع المشروع الصهيوني والهيمنة الأميركية!.. هل هذا واضح!؟.
حسن إذن… لنبدأ المبارزة ولكن بوضوح وشرف وصدق وشجاعة… أي بالضبط وفق تقاليد الفرسان الشجعان.
تقول إيران انها تناصر وتدعم شعب فلسطين (ولو من باب ذر الرماد في العيون…) حسنا… ليتفضل العرب ويتقدموا بمشروع شامل وحقيقي لدعم نضالات الشعب الفلسطيني، بمعنى ليس لذر الرماد في العيون كما تفعل إيران، بهذا ستنكشف “لعبة إيران” ويثبت العرب مصداقيتهم تجاه قضية فلسطين.
تقول إيران إنها تقدم خبراتها العلمية لتطوير قدرات المقاومة.. ليتفضل العرب ويرسلوا للمقاومة برا وبحرا وجوا وعبر الأنفاق كل ما لديهم من خبرات… وللعلم ستكون مهمتهم أسهل ألف مرة من مهمة إيران، لأن حدود فلسطين جميعها هي مع الدول العربية وليس مع إيران.
حزب الله ضرب إسرائيل بآلاف الصواريخ عام 2006 (البعض يقول هذه خدعة) طيب تفضلوا وقوموا بقصف إسرائيل بصاروخ واحد حقيقي يعني “بجد” وليس “خدعة”.
حزب الله يهدد (هيك بس حكي) بقصف حاويات الأمونيا في إسرائيل وينصحها بتفكيك مفاعل ديمونا النووي… فتنشغل إسرائيل بذلك ليلا نهارا (من باب السير مع الكذبة وملاحقة العيّار لباب الدار)… طيب ليخرج القادة العرب ويقولوا: لن نكتفي بتدمير حاويات الأمونيا في ميناء حيفا.. بل سندمر ميناء حيفا بكامله… ليس هذا فحسب بل وسنهدم الكنسيت فوق رأس نتنياهو…!.
إيران تقول إن أمن الخليج من حق دول وشعوب المنطقة … إذن هيا لتعلن دول الخليج الباسلة موقفا واضحا، وتطالب بخروج القواعد الأميركية من المحيط إلى الخليج أيضا… وإذا لم تمتثل سينفتح عليهم غضب الصحراء.
إيران نجحت في امتلاك التكنولوجيا النووية، تفضلوا وأنشئوا مفاعلا نوويا ولو بحجم قن دجاج.
إيران وصلت إلى الفضاء الخارجي .. تفضلوا أنتم العباقرة حاولوا، على الأقل، تطوير الساعة المائية التي أهداها هارون الرشيد لملك فرنسا تشارلمان قبل 1200 سنة.
هكذا نفضح إيران ونعريها بالفعل وليس بالحكي التافه عن السنة والشيعة…
ولكن… في الحقيقة ليس كل ما تقدم هو المشكلة … المشكلة هي أن “العرب” هم المشكلة وليست إيران…
المشكلة أنهم باعوا فلسطين لكنهم يلومون إيران!!
70 عاما تواطؤوا ولم يقاتلوا فضاعت كل فلسطين لكنهم يلومون إيران!!.
70 عاما لم يفعلوا من أجل فلسطين شيئا، لكنهم يلومون إيران لأنها تعلن موقفا داعما لشعب فلسطين!!
المشكلة أنهم بعد أن ورطوا العراق في حرب استمرت ثماني سنوات ضد إيران… ثم حاصروه … ثم دمروه هم وأصدقاؤهم في أميركا وبريطانيا وأوروبا والأطلسي… يلومون إيران!!
حشدوا كل قاتل ومارق في العالم، وعاثوا في سوريا العرب خرابا ودمارا على مدار تسع سنوات… لكنهم يلومون إيران!!
منذ خمس سنوات وهم يقتلون شعب اليمن بأطفاله ونسائه وحضارته ومع ذلك يلومون إيران!!
يبيحون أوطانهم وثرواتهم وشعوبهم وكرامتهم لكل مستعمر ولص مارق، ثم مع ذلك يلومون إيران.
يخفضون سعر برميل النفط، “ثروتهم الوحيدة”، فقط لكي يغيظوا إيران التي تطالب وتلاحق أي دولة في العالم على كل دولار من حقوقها.
يتباهون ببناء الأبراج، وناطحات السحاب ومسابقات السيارات، وملاعب الغولف ومطاعم ماكدونالد ومقاهي ستاربكس، فيما إيران التي حوصرت وعوقبت ثلاثين عاما ويزيد أصبحت تنافس اليوم أكثر دول العالم تطورا في البحث العلمي وتكنولوجيا النانو والصناعة… ومع ذلك يحملونها المسؤولية.
يُسمون القتلة في فرنسا ولندن وواشنطن وبلجيكا ومدريد إرهابيين.. أما في سوريا فيسمونهم ثوريين ويلومون إيران!!
يقولون إن النظام في سوريا طائفي، ومع ذلك نجد أن داوود راجحة مثلا وزير الدفاع الذي استشهد في عام 2012 كان مسيحيا، وقبله مصطفى طلاس كان سنيا، وفي العشرينات كان وزير الدفاع يوسف العظمة كرديا، وقائد الثورية السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش درزيا، وشكري القوتلي رئيس الجمهورية كرديا… وفارس الخوري المسيحي كان رئيسا للوزراء، وذات مرة كان وزيرا للأوقاف الإسلامية… كل هذا في سوريا… بينما لم نسمع مرة واحدة في السعودية أو قطر أو البحرين.. أو…أو… عن وزير دفاع أو رئيس وزراء شيعي!!
يقولون إن الرئيس في سوريا ديكتاتور… أما في السعودية والبحرين وقطر فهم نموذج القرن 25 في الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق النساء…!!.
يقولون إن الجيش العربي السوري هو جيش “نظام” يرتكب المجازر بحق الشعب السوري، أما جيوشهم فهي جيوش قومية محاربة من طراز رفيع… والجيوش التي قتلت مليون ونصف جزائري وأبادت عشرات ملايين الهنود الحمر والسود ومئات آلاف اليابانيين في هيروشيما وناكازاكي ومئات آلاف الأرمن فهي جيوش إنسانية أليس كذلك!!.
دعم إيران لسوريا تدخل طائفي… أما احتلال القواعد العسكرية الأميركية والغربية لكل بلدان الخليج فهو تحالف أنداد!!
حزب الله الذي يقاتل ويهزم إسرائيل تنظيم إرهابي طائفي… أما حروب إسرائيل وغزوها للبنان أكثر من مرة، وتدميرها لغزة ثلاث مرات فهو دفاع عن النفس وعن العرب والسنة!!
تدخل حزب الله في سوريا تدخل طائفي.. أما داعش والنصرة وعشرات المنظمات الإرهابية التكفيرية السلفية الوهابية ومن لف لفها، وكل المذابح والحرق والاغتصاب والسبي، الذي قاموا به بحق المسلمين من كل الطوائف وخاصة السنة منهم إلى جانب المسيحيين والمسلمين والأشوريين والأزيديين ومن يخالفهم الرأي، فقد كان لحماية علمانية الدولة وبناء الديمقراطية في سوريا… ولهذا فإن كل هجمات إسرائيل ضد الجيش السوري هو دفاع عن السنة.. أليس كذلك!؟
وقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني موقف طائفي (مع أن ليس في فلسطين أي شيعة)… أما دعم حليفتهم وصديقتهم أميركا وأوروبا لإسرائيل فهو موقف حضاري وإنساني، وكله من أجل حماية المنطقة من “الغول” الإيراني!!
صورايخ إيران تعتبر مشكلة المشاكل، وتهديدا مباشرا للعرب والسنة.. أما صواريخ إسرائيل وأكثر من 300 رأس نووي فهي من أجل خير العرب وأجيالهم القادمة…!!
مواجهة أميركا لإيران لعبة وخدعة… أما دعمها لإسرائيل المسكينة… وتحالف العرب معها فهو ذكاء وبراعة سياسية!!
إيران تريد أن تنشر الفكر الشيعي والتشيع بين السنة في البلدان العربية… هل تريدون أن تعرفوا لماذا؟ ذلك لأنها “فشلت” في تشييع 20 مليون سني إيراني حسب مصادر الدكتور سعد محمد بن نامي، الباحث في الدراسات الإيرانية المعاصرة، أو 10 مليون حسب بعض المصادر الأخرى!!
يقولون: ليس لإيران الحق في التدخل في شؤون المنطقة (مع أنها تقع على المسافة صفر من جيرانها العرب منذ الأزل). أما أميركا وأوروبا فلهم كل الحق بالتدخل… رغم أنهم يقعون على مسافات آلاف الأميال!!
ومع ذلك وبالرغم من كل ما تقدم:
لم أسمع أن إيران أو حزب الله أسسا تنظيما تكفيريا وأرسلوه ليعيث فسادا وقتلا في البلدان العربية… بينما أنتم فرختم كل التنظيمات التكفيرية من القاعدة وداعش، وصولاً إلى كل عصابات القتل في سوريا والعراق!!.
لم أرَ ولم أسمع هجوما على رؤساء الولايات المتحدة وقادة إسرائيل وجميع الدول الحاضنة لإسرائيل وهم يهاجمون ملوك وسلاطين الخليج “العرب الأقحاح” باستثناء الإهانات الشخصية المباشرة، ولكنهم لا يفوتون فرصة لمهاجمة إيران وفرض العقوبات عليها وتهديدها بالحرب (ربما يكون ذلك دفاعا عن السنة العرب دون أن ندري)، أو ربما هي مجرد دعاية وأكاذيب بهدف ذر الرماد في العيون.
لم أرّ ولم أسمع أن مسؤولين إيرانيين يتسللون إلى إسرائيل خفية أو علنا.. ولكننا نرى بالصورة والتاريخ بعض المسؤولين العرب في ضيافة زملائهم الإسرائيليين بلا خجل أو وجل…
وأخيرا ومن باب التذكير فقط… يوم كان شاه إيران شرطيا لأميركا في المنطقة… كانوا يحجون إليه.. ويستجدونه… وفي ستينيات القرن الماضي حين تدخل جمال عبد الناصر (الرئيس السني وزعيم أكبر دولة عربية سنية)، لدعم حركة السّلال في اليمن وهو أيضاً سني يمني، ضد نظام الإمامة المدعوم سعودياً والذي كان بالمناسبة مدعوماً آنذاك من “القبائل اليمنية الشيعية”.. يومها ذهب عرب الخليج إلى شاه إيران وناشدوه التدخل في اليمن ضد عبد الناصر… ما الذي جرى وتغير.. ألم تكن إيران آنذاك شيعية!!
مرة أخرى وعاشرة أمامكم فرص لا تعد ولا تحصى لكي تكشفوا إيران على حقيقتها، أقصد أن تفضحوها!… إنها فرص حقيقية ومستمرة…
وفي النهاية إليكم السؤال الأحمق التالي: أين كنتم يا ترى منذ مئة عام ويزيد، أين كنتم يوم احتل 78% من فلسطين عام 1948، ثم ما تبقى منها عام 1967، ويوم… ويوم.. ويوم… أيامها لم تكن إيران تتدخل، بل كانت حليفة لأميركا وإسرائيل التي احتلت فلسطين…. ها!؟.
الخلاصة الصافية بعد كل هذا الحديث أنكم وبصراحة فضيحة كاملة الأوصاف… ليس هذا فحسب وبجلاجل كمان… يعني سواء كانت إيران موجودة أو لم تكن…!
ومع ذلك إذا كنتم تصرون على أنكم لستم كذلك… بسيطة…أثبتوا العكس!. أثبتوا العكس سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا واجتماعيا وعلميا، وطنيا وقوميا، بما يحافظ على حقوق وكرامة وحرية واستقلال وسيادة الأمة والشعوب العربية… حينها لا يعود لإيران أو غيرها ما يفعلونه سوى الاحترام والندية.
الفكرة لنغادر اللغو… نحو جوهر وحقائق الاشتباك الاستراتيجي الدائر فوق رؤوسنا بضراوة، بكل اشتراطاته السياسية والعلمية والثقافية.