في حوار فلسطين والعودة بين التشكّك والإيمان!

Spread the love

بقلم: بكر أبوبكر |

في الرد على أحد الأخوة المخالفين الكرام ومن حقهم المخالفة: بارك الله فيك لا اتفق مع ما تقول مطلقا وفي كتاباتي المختلفة وضوح الفكرة والايمان بها ايمانا مطلقا مهما طال الزمن، ولك أن تفكر كما تشاء وتتخذ الموقف كما تشاء اخالفك واحترم شخصك مع المخالفة.
اللغة الجزيرية (وليست السامية)
أما لغة الجزيرة العربية بشمالها (الشام والعراق) وجنوبها فهي كلها من اللغات الجزيرية نسبة للجزيرة (المسماة تزييفا سامية حيث لا سام بالتاريخ الا بالتوراة فقط) ولك مراجعة ذلك في كثير من مقالاتنا بموقعنا مسندة لأصحابها، وكل اللغات الفينيقية والآرامية والعبرية القديمة والعربية (العربية الحالية هي الشمالية القرشية) كلها جزيرية لذا فالعرب ضمن هذا المسار التاريخي هم أصل الحضارة، مع الاختلاف بين العلماء والمؤرخين العرب وحتى الغربيين بين وجودها الأول في جنوب الجزيرة او في بلاد الرافدين او في الشام فلسطين كبداية. (أنظر د.عزالدين المناصرة وجواد علي وفاضل الربيعي و….)
ولك أيضا مراجعة الأستذة الكبار: فاضل الربيعي وفرج الله صالح ديب وأحمد الدبش وتوماس تومسون وكيث وايتلام وجواد علي وفراس السايح الخ.
الحضارة النطوفية في فلسطين
وفي الحضارة النطوفية ما قبل 10 آلاف عام قبل الميلاد في فلسطين نسبة لوادي نطوف بالقدس-أنظر احمد الدبش- الوجود الجزيري أي العربي في الأرض أي شمال وجنوب الجزيرة والحراك الدائم شمالا وجنوبا بمعنى آخر كل القبائل التي تحركت في المساحة من ذات الأصول الجزيرية حتى قبيلة بني إسرءيل العربية المنقرضة كما انقرض عاد وثمود وقوم نوح الخ (بينما الديانة انتشرت في قبائل عدة ثم أقوام عدة اخرى الى اليوم).
المجازر ضد الفلسطينيين
أما ضحايا المجازر وعددها، فلك العودة للحاج “غوغل” فهي لا تحتاج لتعداد في كل مقال غير، ولك أيضا الرجوع لكتاب الكاتب الاسرائيلي التقدمي إيلان بابيه المعنون: التطهير العرقي فهو يغنيك بهذا الموضوع إضافة لكتاب جهاد شعب فلسطين مثلا لبويصير الخ.

عائدون
اما العودة فهي لا محالة برأينا قادمة بلا أي جدال، فنحن نرى أن المحتلين لأرضنا اليوم من الروس والاوربيين اليهود استندوا لعقلية دعم استعماري غربي أوربي ليزرعوهم في فلسطين كما حصل في استراليا وامريكا وجنوب افريقيا، ثم لاحقا ظهرت الحركة الصهيونية (أنظر وعد اللورد شافستري قبل وعد بلفور في القرن 19) وانظر لدعوات المسيحية الصهيونية منذ القرن 18- لك أيضا مراجعة احمد الدبش في كتابه حول قانون القومية في الكيان الاسرائيلي.
الدولة الديمقراطية
أما إذا كان كل ما تقوله في سياق التقبل للموجودين من أتباع الديانة اليهودية المحتلين في أرضنا فلسطين كلها، وهذا رأي قابل للنقاش رفضا او قبولا او تعديلا لكنه دون إغفال حقائق التاريخ والقانون والحق الذي لا يتقادم بتاتا فهذه نظرة سياسية لا تشطب الرواية ولا تلغي الشعب الأصلاني في هذه البلاد أي العربي الفلسطيني.
ولك ما شئت العودة لكتابات الاسرائيلي “شلومو ساند” (خرافة “الشعب” اليهودي، وخرافة “أرض” اسرائيل) كما لك إن رغبت العودة لعشرات الكتاب الأجانب والعرب بالموضوع.
ونحن أول من رفع لواء الدولة الديمقراطية المدنية بدولة لكل مواطنيها منذ العام 1968، بلا صهيونية واستعمار وعقلية الإقصاء اليمينية الاسرائيلية الاحتلالية.
حقنا لا شك فيه، ونحن مؤمنون وعاملون
أما الفشل من عدمه فهذا تقدير وحكم منك ولك ذلك، كما لنا العكس فإن كان المحتلين قد تناغموا مع الخرافات التوراتية والتزييف الاستعماري منذ إنشاء صندوق استكشاف (هواستعمار) فلسطين في القرن19 عام 1865لتزييف الجغرافيا لمماهاتها مع خرافات التوراة. أيكون منا نحن أصحاب الحق والرواية والايمان والرباط أن نكون أقل وعيًا ورباطا وقوة وثباتا! مهما طال الزمن بما هو حق تاريخي ومنطقي وطبيعي وقانوني! أي حقنا بأرضنا ووطننا ومقاومتنا؟
وهو الحق الذي كفلته جميع الشرائع وعلى رأسها الأمم المتحدة (حق الشعوب في تقرير المصير وفي المقاومة بكل أشكالها) أن الايمان بالفشل كما أرى أنا مع جلاء الحق حقنا استسلام -رغم عمل يهود أوربا مع فساد الرواية وتحقيق الهدف-هو اندراج في الاحباط واليأس حيث لا يأس مع الايمان ومع الحياة، ولسنا مطلقا -وأراك منا في ذلك-مع الخنوع والاندحار في نسيج العقلية الامبريالية الاستعمارية ما لا يمثلنا نحن الفلسطينيين.وشكرا لسعة صدرك ومخالفتك مع احترامي لشخصك.

حاشية: كان تعليق الاخ الكريم على مقالي المعنون :مستعدون لنقل المستوطنين خارج فلسطين، كالتالي:
أسئلة واراهن على سعة صدرك :
١- قبل الإسلام … ما هي اللغة والثقافة السائدة في بلاد الهلال الخصيب …هل للعرب وجود هناك وخصوصا في القدس او بيت لحم…
٢- اذا كان ( الفتح) الاحتلال الإسلامي العربي لهذه البلاد قد تم منذ ١٤٠٠ عام… فشريعة ألغاب التي كانت وما زالت هي التي تحكم … القوي يتحكم ويطرد ويسيطر …فلا يوجد شيء اسمه حق… السويد نفسها على سبيل المثال احتلت وأهلكت الشعوب السامية الأصلية للبلاد على مدار مئات السنين وحرمتهم التعليم واللغة … الى ان تمت المصالحة معهم قريبا ولكن يعتبرون اقليه في البلاد !
٣- عدد ضحايا مجازر العصابات الصهاينة مهم جدا تحديده … ما هو ؟
٤- العودة ليست قريبة بتاتا لاننا لا نمتلك أي قوة عسكرية او اقتصادية او مالية لتحقيق ذلك …
هو مجرد كلام شاعري على ورق للأسف… لا توجد أصلا خطة بديلة عن الحرب والمقاومة او السلام …. خصوصا بعد تخلي الانظمة العربية عن القضية
للأسف هدا المقال عبارةمثل العيش في النكران…
نكران الفشل المدوي!
وبعد الرد كان من الاخ المذكور هذه المداخلة
ولا لا يمكن ان انكر رقي النقاش وان أختلفنا جذريا … فلك كل الحب والتقدير …
ثانيا : في التاريخ كما تعلم هناك روايات وأقوال تكتب حسب المصالح والأوضاع السياسية وفي النادر ما تكتب الحقيقة… وعليه فان الاستشهاد بان اليهود انقرضوا او لم يكونوا موجودين له ما به وعليه ما عليه
ثالثا؛ لا اختلف معك في موضوع ان هذا خطأ … اختلف انه استعمار غربي … بمعنى ان اليهود قدموا هنا واستوطنوا الارض … لانها كانت ملاذ امن …. لان شعبها كان متسامحا مع هجرتهم …ولان الغرب أراد ان يجامل اليهود بعد فظائع الحرب العالمية الثانية …
في النهاية اذا كان الوصف الأدق لما حدث … هم قاموا بحرب استقلال ضد نظام الانتداب البريطاني … وضد العرب … هنا المشكلة ( هن قاموا بانقلاب على الشعب الذي استضافهم وشاركهم اللقمة)
هو ليس احتلال او استعمار في اعتقادي إنما هو انقلاب بتواطئها غربي سوفيتي… لانهم اردوا نظام سياسي يقصي الآخر … كما قامت حماس بهذا الانقلاب في غزة
رابعا: عند النظر على الموضوع بموضوعية بعيدا عن الدين او القومية … فان الكرة الأرضية كاملة هي موطن الانسان … بمعنى ارض فلسطين اسرائيل تساوي قيمة كما ارض الصين او الهند او حتى القطب الجنوبي … ونحن كبشر مستعمرين لهذه الارض … كل الارض … من هذه النظرة على الأشياء تتشكل فكرة انه في الحقيقة لا يوجد “حق” اًو قانون …
بمعنى من يعطي ان ملكة بريطانيا تملك ربع لندن … عير القوة العسكرية التي كانت لأجدادها وفرضتها الى اليوم ..
من يعطي “الحق” للمسلمين في مكة … غير القوة الضاربة التي حمت تلك المنطقة منذ تحريرها (احتلالها) منذ ١٤٠٠ عام …
من يعطي ” الحق ” للمسيحين الكاثوليك الرجال في الفاتيكان …القوة
من يعطي “الحق” لدول التحالف الخمس لأخد الفيتو ضد أي قرار في مجلس الامن…القوة
هي التجربة البشرية الإنسانية التي تصنع مفاهيم “الحق” و”القانون”…
أطالبك ان تتجرد من كل المشاعر والاحاسيس الدينية والعاطفية … وان تفكر في هذه المعضلة بدون أي تحييز…
خامسا؛ هناك تجاهل لعامل حاسم جدا في خوض الصراع الحالي وهو التطور التكنولوجي والمعرفي الرهيب الذي يحتاج العالم … بمعنى ان الأجيال القادمة من شعبنا ستكون معرضة عال التجربة الإنسانية العالمية … بشكل يجعلهم يكفرون بما يتم عرضه من حلول ….في حين ان العالم يفكر في حلول الطاقة المستدامة والثورة الصناعية الرابعة والجيل الخامس من الاتصالات وإنترنت الاشباء والذكاء الصناعي وغزو الفضاء والاستعمار المريخ …. نبقى نتحدث في الماضي !
سادسا: فلسطين كدولة للأسف لم تكن يوما دولة مستقلة ذات سيادة حسب علمي … ولم تكن لها أي رئاسة او دستور او مملكة او نظام سياسي مستقر … هي كانت دائما جزء من شي اكبر …
اسم فلسطين ظهر بعد سايكس بيكو وتقسيم الدولة العثمانية … وكان هناك انتداب عليها …
والشعب الفلسطيني هو ليس العربي وإنما كل الشعوب التي كانت تعيش في تلك المنطقة يهود وعرب ودروز وبهاييين الخ…
وعند الربط مع النقطة الثانية … نجد ان اليهود سبقوا العرب في اعلان الاستقلال عن الإنجليز ورفضوا التقسيم … هذه عي الحقيقة في ذلك الموضوع …
لماذا سبقوا العرب في اعلان الاستقلال … بداعي التواطئ الإنجليزي … بداعي الدعم هذا شيء اخر..
اذا فنحن في حرب بين نظامين سياسين فقط عند نزع الهالة الدينية عن الصراع !
في النهاية ما احاول قوله … اسحب الدين من المعادلة ستجدها ببساطة حروب سياسية بين أنظمة تستخدم جميع الأدوات واولها الدين من اجل الاستمرار …
نحن بشر يهودا وعربا ومسيحين ودروزا … الأجيال القادمة تستحق مستقبل افضل بعيدا عن ماكنة الحرب الطاحنة …وبعيدا عن أدوات البروباجندا الماسحة لعقول الناس- كل الاحترام.

وكان ردنا على الأخ المذكور كالتالي:

انقراض قبيلة إسرءيل القديمة مثل عاد وثمود وقوم لوط وقوم نوح…الخ
الأخ (س) مرة أخرى لك منهج تحليلي في سياق مختلف وهذا شأنك بالطبع، ولكن دعني اوضح 3 نقاط فقط مما ذكرته بكل مودة فأنا لم أقل أن اليهود انقرضوا، وانما قلت قبيلة بني اسرءيل العربية القديمة انقرضت بزوالها عن مسرح التاريخ كقبيلة وكسواها، ولك العودة للكتب والمراجع التي ذكرت او أن تحاور بعض من الكتاب الكبار على “ماسنجر” (فاضل الربيعي مثلا واحمد الدبش بتزكيتي)

اسم فلسطين علم
أما ثانيا فاسم فلسطين وأرض فلسطين موجود أصلا في ذات التوراة ، أضف لذلك في كل المرويات العربية، والأجنبية بل وما قبلها أي في كتاب أبوالتاريخ هيرودت حيث ذكرأرض أو اقليم فلسطين، ولم يستطع العثور في بلادنا فلسطين -عندما وطأ تراب أرضها قبل الميلاد في القرن الخامس- على ما يدعى ممالك/امارات سليمان او داوود او هيكل الخ او اسرءيل من خرافات، في فلسطين الخ. ولك العودة له ولمن كتب عنه.
وأقدم ذكر للفلسطينيين، ورد في النصوص المصرية الآشورية، فقد سميت بلادهم “بالاستو” فلسطين Palastu، أو بيلسيتو Pilistu، وهو نفس الاصطلاح اليوناني فلستيا Philidtia، الذي أصبح باليستينا (فلسطين) وقد كثر ذكرهم في التوراة فقد سمتهم التوراة كفتورين، وذكرت أن وطنهم في جزيرة كفتور المناظرة لكفيتو في المصادر المصرية، والتي يقولون إنها جزيرة كريت.
ويضيف احمد الدبش في دراسته الى ما سبق: وفي التعريف بـ “فلسطين” و “الفلسطينيون في المصادر اليهودية نجد تعتيما شديدًا، وإيهامًا بأن الفلسطينيين شعب غريب، ليست له أصول في المنطقة، ففي دوائر المعارف اليهودية، يرد الحديث عن فلسطين والفلسطينيين، في شكل مقتضب، وغامض يوحي للقارئ، بعدم أهمية المكان وسكانه، ويؤكد على عدم أصالته وعلى كونه شعبًا غريبًا.
ولك العودة للمصادر بالتفصيل المملّ «كنعان وملوك بني إسرائيل في جزيرة العرب» (2005)، و«عورة نوح ولعنة كنعان وتلفيق الأصول» (2007)، و«سلسلة التاريخ اليمني المجهول، الجزء الأول، اليمن الحضارة والإنسان: بحثاً عن الجذور» (2011)
هيرودوت أبوالتاريخ يجد فلسطين ولا يجد “يهودا” او “السامرة” أو ممالك اليهود
واليك المقتطف التالي عن فلسطين أيضا لذات الباحث: دعونا نعود بذاكرتنا إلى ذلك المؤرخ الإغريقي الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، والذي يُعرف باسم: أبو التاريخ، وألَّف كتاب »التاريخ«، حوالي سنة 440 ق.م.[ترجمة إلى العربية، حبيب أفندي بسترس عن طبعة لارشي الفرنسي، تحت عنوان »تاريخ هيرودوتس الشهير«، (1886ــ 1887). وأيضاً عبد الإله الملاح، تحت عنوان »تاريخ هيرودوت«، (2001)
ما يهمنا من مؤلَّفه هو ما كتبه عن »فلسطين«، فقد ذكر هيرودوت، أنّ السكيثيين، اجتاحوا آسيا، »ولم يتم لهم هذا زحفوا إلى مصر للاستيلاء عليها. فلما بلغوا فلسطين وجدوا أمامهم ملك مصر بسميتاك، ومعه الهدايا وهو يلهج بالدعاء لهم، راجياً التوقف عن زحفهم. فعادوا أدراجهم حتى توقفوا في عسقلان، دون أنْ يلحقوا ضرراً بالبلاد في أثناء مسيرتهم، لولا أنّ قلّة منهم تأخرت عن الركب، وأخذت تعمل نهباً في معبد أفروديت. وقد تقصيتُ الأمر وتبيّن لي أنه أقدم المعابد الخاصة بهذه الآلهة، وما المعبد المكرّس لها في قبرص، كما يُسلّم أهلها بذلك إلاّ تقليدٌ لهذا المعبد في عسقلان؛ والمعبد الذي في شتيرا أقامه الفينيقيون، وهم أهل هذه المنطقة من سورية«.
كتب هيرودوت عن هوية سكان »فلسطين«، عند حديثه عن عادة الختان ما يلي: «الختان معروف عند المصريين والأثيوبيين منذ أقدم العصور. وهذا أمر يقر به الفينيقيون والسوريون سكان فلسطين فيقولون بأنهم إنما أخذوا هذا التقليد عن المصريين».
كما يشير هيرودوت، إلى «فلسطين« الإقليم بالقول: «إن النصب التي أقامها سيسوستوريس في البلاد التي قهرها قد زال معظمها؛ ولكني رأيت بأم العين تلك النصب ما تزال قائمة في ذلك الجزء من سورية المسمي فلسطين».
ويضيف أبو التاريخ هيرودوت، في نصوصه متحدثا مرة أخرى عن »فلسطين« الإقليم والسكان بالقول: «ويسكن البلاد الممتدة من أرض الفينيقيين حتى حدود مدينة كاديتس [غزة] السوريون الذين يسمون «الفلسطينيون». ومن هذه المدينة ــ التي تضارع مدينة سارديس في حجمها ــ فإن جميع الموانئ حتى جينيسيوس تتبع ملك العرب. والمنطقة التي تمتد من هناك حتى بحيرة سربونيس (سبخة البردويل) والتي بالقرب منها ينحدر جبل كاسيوس ليصل إلى البحر، فإنها تعود لسورية أيضاً.
أما مصر فتبدأ من منطقة بحيرة سربونيس (حيث تذهب الرواية إلى أن تيفون (الإله سيث) يختفي هناك)».
واليك هذه أيضا في ختام دراسة من هم الفلسطينيون وفلسطين للباحث أحمد الدبش: ثمة عدة حقائق تكمن في نصوص هيرودوت، تستعصي على التلفيق، وهي ما يلي:
أولاً: أن هيرودوت أطلق على المنطقة الممتدة من جنوبي مدينة دمشق إلى حدود صحراء سيناء اسم “فلسطين”.
ثانياً: نص هيرودوت على ان »فلسطين«، هو اسم الإقليم، كما ذُكر في تقسيم الفرس الإداري للمناطق التي احتلوها في الشرق العربي.
ثالثاً: أن هيرودوت، كتب مؤلَّفه اعتماداً على ما رآه هو، وما سمعه من أهل البلاد، أي أنه لم يختلق اسم “فلسطين”، وانما نقل اسماً كان مستخدماً في الإقليم نفسه خلال زيارته.
رابعاً: وصف هيرودوت هوية سكان المنطقة الجغرافية التي يطلق عليها »فلسطين«، بالقول السوريون الذين يسمون الفلسطينيون.
الكاتب الفرنسي بيير روسي وفلسطين
من المناسب أن نختم هذا المقال، بما يقول المفكر الفرنسي بير روسي، في كتابه «مدينة إيزيس ، التاريخ الحقيقي للعرب«:»إن إعادة اسم فلسطين الوحيد إلى هذه الأرض يصبح إذاً ليس فقط مطابقاً للقاعدة التاريخية الأدق والأصح، ولكن لرفض تدخل أو وساطة أحكام علمية تعسفية ومسبقة. إنه ليس هذا العرق أو ذاك، هذا الدين أو ذاك الذي استفاد من انتخاب الطبيعة، ولكنها، فلسطين، القطر ذاته، الذي أخلى الشكل الخارجي في البحر المتوسط لمركز ثقافي مختار. فإلى غالبية سكانه إنما يعود دور ناشري الفنون والعلوم«.
“الانساني” لا ينكر الحق والندية
اما ثالثا: فأنا احترم فيك السياق الانساني ما لا أخالفه في ظل الاعتراف بالحق والحقيقة من جهة، وفي ظل التمسك بالثقافة المتميزة (والحضارة الانسانية الواحدة كما يرى د.علي شريعتي)
ما يعني أن روايتنا وحقنا وتعبئتنا الأيديولوجية بتاريخنا وحقنا الطبيعي والذي تثبته يوميا علوم الآثار والانثربولوجيا الخ الذي لا مراء فيه متصل، وثابت
اما السياق الانساني بما فهمته منك يعني تقبل الآخرين ما هو كما أسلفت قابل للنقاش فهو لا ينكر حقا مطلقا. وانما عملية التقبل والتفهم والتجاور تقوم على قواعد النديّة لا الانكار، والاعتراف المتبادل، وعدم الهيمنة من على اومن الآخر على غيره ما هو سمة العالم اليوم. ودعني أكرر شكري لعقلك المتفتح دوما.
أضيف نقطة: فلسطين تاريخيا كانت ومنذ ما قبل الحضارة لنا وظلت لعشرات آلاف السنين وما زالت، ولم تقم بها إمارات/ممالك الخ لقبيلة بني إسرءيل العربية المنقرضة رغم ذلك ورغم عروبتها، (ولو افترضنا جدلا قيام هذه الإمارات في فلسطين للعرب الاسرائيليين القدماء، فلا يؤهل ذلك أحدا اليوم الإدعاء بالوراثة لما انقضى، والا لاختلفت كل خرائط العالم)
الديانة (أي ديانة) لا تعطي حقا بأرض
أما الديانة فهي لاتعطي حقا لأحد لامتلاك المكان الذي نبعت منه! فليس للماليزي أو الأندونيسي أوالنيجيري المسلم مثلا الادعاء بمكة أو المدينة المنورة كوطن الخ مثلا لأنه مسلم، كما لا يحق نفس الشيء لأتباع الديانة اليهودية أوالمسيحية أو البوذية…الخ.
الأوربيون ذبحوا يهودهم
أما حديثا فالبناء الاستعماري الغربي والذي سبقه المذابح الاوربية المسيحية ضد اليهود الأوربيين =اليهود من القوميات الاوربية-ما لا شأن لنا به- ولّد عقدة الطرد والتخلص منهم (أنظر ماركس في المسالة اليهودية، بل وقد كتب لينين أيضا).
روايتنا ويهودنا ويهودهم
وعودة لنقطتك الانسانية الجميلة الحديثة أي الكلام في الوضع القائم حاليا له 3 نقاط عندي
أولا: روايتنا لا يمكن أن نتخلى عنها مطلقا، فلها كل الحقيقة كما نرى هذا أولا.
اما ثانيا فلنا من الحلول ما هو مطروح سياسيا ونتعامل معه على قاعدة الندية والاعتراف بوجود الآخر الخ (انظر هاني الحسن في ثقافة السلام).
وثالثا اليهود الديانة الموجودين في أرضنا أرض فلسطين (الذين لم يكونوا عبر التاريخ لا شعبا ولا أرضا وأصبحوا اليوم فعلا إسرائيليين المجتمع القائم بالقوة منذ النكبة أي منذ العام 1948) من قوميات وأعراق واثنيات عدة غالبها من قوميات أوربية او من روسيا او من قوميات دول اخرى الخ لم يستطيعوا إثبات أي صِلة بأولئك القدماء من بني إسرءيل القدماء المندثرين المذكورين بالكتب المقدسة، فلا صلة بينهم بتاتا، (أنظر أرثر كوستلر أيضا وهو يهودي هنغاري في كتابه القبيلة 13 وانظر الاسرائيلي التقدمي “شلومو ساند” في خرافة أرض وخرافة “الشعب” اليهودي كما قد ذكرت).

التوراة لا يعتد بها كرواية تاريخية أو جغرافية علميا
والى ما سبق يعترف عديد علماء الآثار منهم الاسرائيلي زئيف هرتزوغ والاسرائيلي “اسرائيل فنكلستاين” وفي كتابه: التوراة مكشوفة على حقيقتها بخرافية روايات الادعاء بفلسطين ولك العودة لذلك، ومثلهم الكثير من الأوربيين والاجانب والعرب..

البداية السياسية
وتجاوزا لكل هذا نقول أصبحوا موجودين، فإن وضعنا التاريخ جانبا تكون البداية السياسية المعتمد عليها فقط هي منذ قرار التقسسيم ومن هنا فقط نتكلم نعم اتفق معك بهذه لذلك كان هذا القرار على سوئه مرتكز اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 (انظر نص الاعلان)
وبارك الله بك دوما وعقلك الملحاح والمستنير.
الشعب الفلسطيني
نقطة اخيرة انتبهت لها متأخرا: أنت تقول (الشعب الفلسطيني هو ليس العربي، وإنما كل الشعوب التي كانت تعيش في تلك المنطقة يهود وعرب ودروز وبهاييين الخ..)!
ونقول لك أن: الشعب العربي الفلسطيني يضم كافة الأديان، نعم صدقت فهو ضم الدروز الموحدين العرب الأقحاح، وضم البهائيين الديانة، وضم اليهود العرب بغالبهم حتى العام 1948 حين تغيرت المعادلة السكانية لصالح الاوربيين والروس، بعد أن كان العرب الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين ودروز وكلهم عرب بعد أن كانوا الأغلبية .
الوطن أسبق على الدولة
مرة أخرى مادامت قصة الدولة تهمك- فكما كررت أن الأرض أو الوطن أو الاقليم هو السياق الذي يعرف الوجود كما الحال مع مختلف الأقاليم الجغرافية التي تغيرت حدودهاعبر التاريخ.
أنظر تغير خريطة أوربا عبر التاريخ ما قبل ظهور مفهوم القوميات والدولة الحديثة منذ القرن 18 فقط كل الدنيا تغيرت خرائطها، لكن كانت هناك أقاليم واوطان وأراض ظلت كما هي.
مثل أرض فلسطين كما قال أبوالتاريخ هيرودوت منذ ما قبل التاريخ الميلادي، ولم يرى في منطقتنا لا يهود ولا داود ولا سليمان ولا هيكل ولا اسرءيل.
أما حديثا فاننا يمكن أن نقول أن بذور دولة فلسطين الأولى في القرن18 قامت على يد ظاهر العمر الزيداني الذي يحتفل به الفلسطينيون بالداخل سنويا وهي ما قبل دولة ياسر عرفات، دولتنا الحالية المقترحة على جزء من الوطن فلسطين، وتضم كل فلسطين ولك الرجوع لكتاب قناديل ملك الجليل لابراهيم نصر الله وغيره ودمت بود.
وطريقة نشوء الدول القديمة (المصطلح تجاوزا فهي ممالك وسلطنات وإمارات وامبراطوريات…) كانت بالقوة والحرب والتوسع والضم الخ من الأساليب وما تشكلت الدول بمظهرها الجديد الا منذ القرن 18 او القرن 19 فقط.
الوطن والجغرافيا والأرض والسكان هم منذ الازل فلسطين وفلسطينيون بلا ادنى شك لدينا كفلسطينيين وأمة. وما الطارئون علينا الا غزاة كمن سبقهم، استخدموا القوة والظلم والقتل والحروب والأكاذيب والخرافات والتحالف مع قوى الاستعمار الغربي ذو عقلية التفوق العنصري الأبيض لاحتلال واستعمار واستغلال أرض العرب والمسلمين والمسيحيين الشرقيين لقتل وحدتهم الى الأبد.
والله ناصرنا، فهذا جهاد نصر أو استشهاد.

حاشية عن اللغة العربية:
التراث اللغوي العربي – “اللغات السامية” هذا المصطلح حديث الإستعمال، وجد نتيجة الأهتمام بالعائلات اللغوية في مقابل العائلة الهندو أوربية في أوربا، وأول من استخدم هذا المصطلح عالم اللغة النمساوي “شلوتسر” في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وقد إستعارة من قائمة الشعوب المذكورة في الإصحاح العشر من سفر التكوين في التوراه (وحديثا التوراة ليست مصدر موثوق للتاريخ أبدا-نقطة) ويراد به اللغات (الأكادية، الآرامية، الكنعانية، الفينقية، العربية الجنوبية، العربية الشمالية،العبرية، الأوجاريتية). وقد ثبت أن مصطلح (سامي) قد دل على التقارب اللغوي بين مجموعة اللغات التي أطلق عليها (اللغات السامية)، بالإضافة إلى الجوار الجغرافي والإشتراك الثقافي بين شعوب المنطقة. ومع ذلك فقد ثبت أن المواطن الأصلي لهذه المجموعة “السامية” هو شبه الجزيرة العربية، والتي انطلقت منها الهجرات بحثاً عن الرعي والماء. فإذا أضفنا إلى ذلك أصالة العربية وبقاءها حية في المكان والزمان دلّ ذلك على أن المصطلح (سامية) غير سديد مطلقا، وأريد به تزييف الحقائق التاريخية، وسلب حق العروبة والعربية من نسبة المصطلح إليهم حقا. ولذلك وجدنا طائفة من الباحثين في العراق والشام تجنبوا هذا المصطلح (اللغات السامية) واختارو بدلا منه (اللغات الجزرية) نسبة الى الجزيرة العربية، وأكد ذلك الأستاذ العقاد، والأستاذ الدكتور محمد سالم الجرح الذي ذكر أن “العرب والعربية أصل الشعوب واللغات السامية، بل إننا لنستطيع أن نسمي الشعوب السامية كلها بالشعوب العربية، واللغات السامية كذلك باللغات العربية، فنحن نمثل الجذع الذي تفرعو منه جميعا.
أ.د / محمد صالح توفيق تلخيصات من كتـاب/ التـراث اللغـوي.

Optimized by Optimole