عاشوراء من منظور سني

Spread the love

بقلم الشيخ زهير جعيد/

‌انطلاقا من سؤال النبي صلى الله عليه وآله وصحب وسلم لأمته من خلال كتاب الله: ( قُل لَّاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِی ٱلۡقُرۡبَىٰۗ) فهو خطاب لكل الأمة بوجوب الحرص على حفظ المودة لأهل بيته.. وبالأخص لمن عاش في كنفه وتحت عباءته ومن شابهه شكلا ومضمونا.. وفي ذكرى عاشوراء لا بد من كلمة لله تعالى لا أرجو بها إلا وجهه الكريم ورضاه:

‌لا يكون المسلم السني سنياً حقاً متمسكاً بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم إن لم يكن محباً لأهل بيت رسول الله.. والحب هنا لا أن نقول بألسنتنا أننا نحب آل بيت النبوة قولاً ونحن بعيدون كل البعد في ممارستنا وأعمالنا وأحاسيسنا وعواطفنا عنهم.. فالحب الحقيقي هو أن تذكر من تحب بشكل دائم وأن تعرف فضله وسيرته وأن تبغض كل من كره ولعن وظلم وقتل ومثَّل وسبى أهل بيت محمد.. فلا نسكت عن ظلمهم تحت حجج واهية خوفا من أن نتهم بالتشيع أو أن يستفيد من فعلنا الآخرون.. فحب آل محمد هو أصل الدين والسنة النبوية الشريفة ومنهج أهل السنة والجماعة الحق الذي لا يحيد عنه الا من أراد أن يناصب الله ورسوله العداء.. لذا فإننا معنيون بأن نعبر عن حبنا وعشقنا وشغفنا وشوقنا لآل الرسول دائما وابدا، وأن ننكر كل ما أصابهم بالقلب واللسان والتعبير وخاصة قتل السبط الشهيد الإمام الحسين رضوان الله عليه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه وسيد شباب أهل الجنة وأن نعبر بوضوح عن حزننا وفجيعتنا به وأن نتبرأ براءة تامة إلى يوم الدين من كل من قام وأمر وساهم بقتله هو وأهل بيته وأصحابه.. وهذا الفعل منا هو فعل مودة وصلة للنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كما سأل.. وهو في نفس الوقت موقف للدفاع عن مذهبنا أمام حالة التحريف والتزييف والخداع التي تمارس من قبل الوهابية بإعلامها ومالها وسطوتها لجعل مذهبها وعقيدتها التي لا صلة لها بأهل السنة والجماعة من قريب أو بعيد هي مذهب السنة المعتمد مستغلة حالة الضعف والتشرذم والتفرقة وغياب المرجعية الدينية والسياسية التي تحمي المذهب..

‌ وكذلك لا يكون المسلم الشيعي متشيعا ومحباً لأهل البيت متمسكاً بكتاب الله وبعترة أهل بيت النبي إن لم يحب من أحبهم أهل البيت من الصحابة وكانوا يعيشون في محبة وود وتناصح معهم وصاهروهم وسموا أبناءهم بأسمائهم.. ومن كانوا هم إلى جانب أهل بيت النبوة البذرة المباركة الأولى لانطلاقة الدين فجاهدوا في سبيل الله وبذلوا الغالي والنفيس من أجله.. وكذلك بالبعد عن كل الترهات والاضاليل والغلو التي تصاحب مناسبة عاشوراء التي يقوم بها بعض المغالين الذين حرفوا رسالة الإمام الحسين عليه السلام عن مقصدها وأهدافها والتي أنكرها وحرمها كبار المراجع الشيعية المعتبرة، هذه الأعمال التي تسيء للإسلام قبل الإساءة لأصحاب المذهب والتي تضع حاجزا من الكراهية مع بقية المسلمين من بقية المذاهب، فشتان بين من يسفك دمه ودم أطفاله ومنهم الرضع رخيصا وبين من فهم ووعي رسالة الإمام الحسين فبذل دمه دفاعاً عن دينه وأرضه وعرضه ومقدسات المسلمين كأبناء المقاومة الإسلامية فقدموا الصورة النقية والناصعة في الاستفادة من مدرسة عاشوراء..

‌ هذه هي روحية عاشوراء التي خرج الإمام الحسين عليه السلام من أجلها كما أفهمها بعيدا عن كل الموروثات المذهبية والطائفية المستقاة من ديننا بصفائه ونقائه..


‌ اللهم إني أشهدك أني أحب رسول الله وأهل بيته وأصحابه وأحب حسيناً وأبرأ إليك ممن قتله ومن مثل به ونكت برأسه الشريف وقتل أهل بيته وأصحابه وسبى نساءه وكل من ساعد وساهم وشارك ورضي بهذا الفعل إلى يوم القيامة وأسألك أن تحشرني مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين في الجنة وأن ترزقني شفاعة جده صلوات الله وسلامه علبه.

الشيخ زهير الجعيد المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي

Optimized by Optimole