حرب الناقلات والحديث عن خطة تأمين الملاحة في مضيق هرمز

Spread the love

بقلم: محمود أبوحوش

باحث في العلاقات الدولية

يبدو أن المشهد في الخليج بدأ ينحدر إلى وضع جديد خلاف الوضع السائد قبل انتهاء مهلة 60 يوم التي اعطتها إيران للدول الأوروبية في إيجاد حل للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، ومن الممكن أن نقول أن استراتيجية طهران قبل هذه المدة كانت في حالة تحمل لضغط العقوبات الأمريكية، لكن مع إقدام بريطانيا في احتجاز ناقلة نفط إيرانية ادعت لندن أنها كانت متجهة نحو سوريا المفروض عليها عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي فهذه الخطوة شكلت تغير في استراتجية إيران تجاه حالة الخناق التي خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبحت هي من تهاجم ولم يصبح الأمر مجرد استمرار لسياسة الصبر الاستراتيجي التي كانت متبعة ! ، وبالفعل فقد كان رد الفعل الإيراني تجاة الفعل البريطاني باحتجاز الحرس الثوري الإيراني  لناقلة نفط بريطانية موجهة بذلك رسالة للغرب بشكل عام  مفادها أن: “العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم”، فهذه الرسالة محتواها أن الرد الايراني سوف يكون موازي لأي فعل غربي وأن حالة الخناق التي خلقتها واشنطن لابد وأن يتم فكها إذا أراد الغرب لاسيما أمريكا التفاوض بشكل جدي مع طهران .

أما بالنسبة للغرب، فقد شهد الموقف الأمريكي حالة من التراخي تجاه هذا السلوك الإيراني والذي لم يكن متوقع، لكن ما طرح من قبل الإدراة الأمريكية بعد حادثة ناقلة النفط البريطانية هو إنشاء تحالف لتأمين خطوط الملاحة في الخليج، لكن بريطانيا وبتأييد أوروبي  كان لديها مقترح آخر  بشأن تأمين الملاحة في الخليج، لكن مع صعود بوريس جونسون لرئاسة الوزراء والجدل الدائر حول توافق مواقفه مع مواقف ترامب وكيف يمكن أن يدير أزمة ناقلة النفط !، فمن وجهة نظرنا فإنه ل ايوجد توافق كبير بين ترامب وجونسون بالأخص في التعامل مع الملف الإيراني، ربما يمكن القول أن الإثنين من خلفية يمينية لكن هذا ليس معناه أن هناك توافق كلي في التعامل مع بعض الملفات، لكن السؤال الأهم هنا ما المتوقع من بوريس جونسون في أزمة الناقلات النفطية؟! فإن ما يمكن اعتقاده في هذا الصدد أن جونسون لن يهب في تصعيد الأمر مع طهران أبعد من ذلك، وبالتالي ليس من المستبعد ان يكون هناك إفراج متبادل عن الناقلات النفطية بين طهران ولندن، وهذا ما يمكن تفسيره من خلال الزيارة الاخيرة لوزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران والتي كان من المتوقع أنه يحمل رسالة من لندن واشنطن من أجل الإفراج المتبادل عن الناقلات، لكن هل طهران سوف تكون مرحبة بخطوة كهذه؟

في البداية ماذا يعني إطلاق خطة لحماية وتأمين مياة الخليج يعني ذلك أن فرص إيران بتهديد الملاحة البحرية قد أجهضت بمعنى أن حالة الخناق التي خلقتها العقوبات سوف تأتي بأثرها، وهو ما يتماشى مع الأهداف الأمريكية من أجل تصفير النفط الايراني.

أما فيما يخص الرد الفعل الإيراني فقد شهد حالة من التوجس نتيجة الوضع القائم، وهذا ما يمكن أن يستشف من التصريح الأخير لسكرتير المجلس الأمن القومي الإيراني على شمخاني والذي قال فيه: “أن الترتيبات الأمنية يجب أن تسخدم فيها القدرات المحلية والتعاون بين دول المنقطة ” كما حذر”  أنه لن يكون للتدخل الاجنبي أي تاثير غير زيادة المشكلات” ومن الملاحظ في هذا التصريح أن إيران تخشى من أن يكون هناك تحالف لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، وهذا سيؤدي إلى تحجيم أنشطة إيران في المضيق ومن تم نجاح الخطة الأمريكية بتصفير صادرات النفط الإيرانية، وبالتالي فمن المتوقع أن إيران سوف تكون مواقفها أكثر مرونة إذا ما كانت هناك عملية إفراج متبادل لناقلات النفط .

أخيرا، يمكن القول أن الحديث عن تكوين تحالف تأمين الملاحة في المضيق يشكل ورقة ضغط على إيران، بعدما كانت المؤشرات تصب لصالح هذه الأخيرة بعد حادثة الناقلات .

 

Optimized by Optimole