بعد “الربيع العربي” هل نشهد “خريفاً أوروبياً”؟

Spread the love

بقلم: سام محمد — لقد كتبنا منذ عام 2012 في بداية ما سمي الربيع العربي عن خريف أوروبي قادم يسقط أوراق التوت حيث لم يلق هكذا نص آذان صاغية في وقتها. أما الآن وقد كشف عن المخطط الصهيوني الأميركي لإسقاط أوروبا في ربيع أوروبي مليء بالتيارات السلفية الجهادية وتنظيم الإخوان المسلمين ¬كأهم أدواته حيث كشفت اجهزة الأمن السويدية عن مظاهر كثيرة تقلق أهل البلاد منها اتساع ظاهرة التشدد الإسلامي وارتفاع عدد المنتمين الى هذه التيارات ليبلغ الآلاف بعدما كان هؤلاء مئات عدة فقط. وبعد سفر نحو 300 من مسلمي السويد للانضمام الى صفوف داعش. أما بلجيكا وهي قلب أوروبا اذا ما اندلعت شرارة هذا الربيع الاوروبي فهي أمام التقسيم والاختفاء .
أن الحركة الصهيونية و أمريكا تعتمد بشكل كامل على التيارات السلفية الوهابية وتنظيم الإخوان المسلمين المتواجد في بروكسل العاصمة حيث أن هذه التنظيمات تتلقى دعما مادياً و لوجستيا من الصهاينة ومن الواضح أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في لندن يتلقى دعما لا بأس فيه من خلال رابطة مسلمي بلجيكا التي تأسست عام 1997 ويديرها حالياً كريم شملال المتورط في تصدير الإرهاب إلى سورية والعراق
سوف تستخدم الصهيونية العالمية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية هكذا تنظيمات إسلامية لإسقاط هياكل دول أوروبا بتمويل السعودية للتيار السلفي الوهابي في بلجيكا حيث يقدر عدد المسلمين فيها 800 ألف نسمة بعد أن انضم الى هذه الأدوات جورج سوروس صاحب مجموعة الأزمات الدولية التي تشمل في عضويتها الدكتور محمد البرادعي ومقرها بروكسل وهي التي مولت الكثير مما سمي بالثورات الملونة في الوطن العربي وكذلك مولت ما يسمى الحراك المدني ودعمت صعود الإخوان إلى الحكم في الكثير من دولها وهي ذاتها التي وجهت ضربة قاسية إلى النمور الآسيوية في نهاية تسعينات القرن الماضي للقضاء على صحوتها الاقتصادية.
ولا يخفى على أحد أن سوروس هذا يهودي مجري يمتلك ثروة ضخمة انفق منها 18 مليار دولار لدعم اللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين في أوروبا بهدف إطالة أمد الأزمات في بلدانهم و إرهاق الدول الأوروبية المستضيفة كما أن السلفية في هولندا أصبحت ظاهرة تتمدد مع نشوب الحرب في سورية حيث بإمكاننا أن نقول أن السلفية الجهادية خطر يهدد هولندا وإذا لاحظنا تقرير الاستخبارات والأمن العام الهولندي مؤخراً فلقد ذكر أن المساجد لم تعد أماكن عامة ومتاحة لكل الجاليات العربية والإسلامية بل انقسمت إلى مساجد للمغاربة ومساجد للأتراك ومساجد للباكستانيين و.. و… و… الخ.
ولم يقتصر دورها حالياً على الشعائر الدينية بل أصبحت بؤراً و مراكزاً لنشر الفكر الجهادي والتكفيري والترويج للكراهية والعداء للأنظمة العلمانية الديمقراطية. كما رصدت السلطات الهولندية في تقاريرها أن أغلب تمويل تلك التنظيمات يأتي من السعودية علماً أن هولندا تعد الدولة الثانية في أوروبا بعد بلجيكا بعدد عناصر المسلمين التي بايعت مايسمى تنظيم الدولة قبل الانتقال إلى سورية والعراق للقتال في صفوف التنظيم. إذ قدرت سلطاتهم عدد حالات هؤلاء الجهاديين أكثر من 220 حالة ضمنهم 70 امرأة حسب إحصائيات شبه رسمية هولندية. ولا يخفى على أحد تزايد القلق في فرنسا من خطر تنامي التيار السلفي بحسب مذكرات مسربة لأجهزة المخابرات ذكرت أن أعداد أتباع التيارات السلفية التي يصعب أن يتلاءم مع نمط الحياة الغربية ارتفع من 500 عام 2004 الى حوالي 50 الف في هذا العام من إجمالي 6000 مسلم يعيشون في فرنسا. كما يشار إلى أن هذا المشهد ازداد كثيرا في الخمسة أعوام الماضية بحسب بيانات وزارة الداخلية الاتحادية في نيسان الماضي حيث صرحت بانتماء نحو 11 ألف شخص من مسلمي المانيا لهذا التيار أي ضعف ما كنا عليه في عام 2013. إذ كما يقول المثل العربي: من يمتلك طباخاً فما عليه ان يلوث يديه.
وهكذا تصرفت الصهونية العالمية بالإنفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية أو بضغط من اللوبي اليهودي الصهيوني على مراكز القرار فيها فتكون هذه المنظمة أي الصهيونية قد فككت أوروبا وعززت الانقسامات في العالم وأضعفت جميع القوى بما يعود بالنفع المعنوي والمادي عليها وعلى الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمة وحيدة في العالم إلى ما لا نهاية فيما إذا نجحت هكذا مخططات. ويكون الوجه الإسلامي قد شوه إلى أسوأ صورة ممكنة. وبالتأكيد أن هذه القوى المستخدمة لهكذا تيارات لن يصعب عليها في يوم ما أن تجعل منها أو أن تحولها إلى فصائل متصارعة حتى يتم ارهاقها ونفوقها بعد انتهاء الحاجة إليها.

Optimized by Optimole