الحالة الفلسطينية في الضفة على شفا هاوية

Spread the love

بقلم: ثابت العمور* |

هناك رابط بين ما بين كل التطوارت والمتغيرات المتسارعة التي تحدث في المنطقة؛ وهناك اتفاق ان الاحداث لا تحدث من تلقاء نفسها. ولأنه لا يمكن الذهاب جغرافيا على الاقل بعيدا في القراءات والتقديرات في حين اننا في عين العاصفة واقصد باننا “الحيز الفلسطيني” الذي يتقاطع في تأثيراته بالمتغيرات في كيان الاحتلال اولا وبدرجة كبيرة، وبالمتغيرات العربية والاقليمية ثانيا وبالمناسبة بدرجة كبيرة ايضا .

بالعودة لمتغيرات الاحتلال فإن نتنياهو الذي يقدم نفسه كآخر حراس المعبد لا يمانع من هدم المعبد وقد فعل فهو متهم ويُحاكم ثم ان الامر وصل لخروج مظاهرت تطالبه بالخروج من المشهد، تاريخيا من يعيد قراءة المشهد في اسرائيل لن يجد رئيس وزراء متهم وقبل ان يبق في المشهد، ولن يجد رئيس وزراء قاتل على المنصب في ثلاث جولات انتخابية ولم يستطع حسمها، وثالثا لم يحدث خروج مظاهرات في شوارع الكيان تطالب وزير او رئيس وزراء بالاستقالة. هذه معطيات تقول ان نتنياهو بالفعل شرع في هدم المعبد ليس في الداخل فقط بل وفي الخارج وحوله من يؤيدونه ويساعدونه ويفعلون له ما يريد امنيا وعسكريا وسياسيا واعلاميا فالرجل بات انموذج لاصدقائه العرب.
وبالتالي هذا يعني ان المشهد الفلسطيني ليس بعيدا عن تطاير ركام المعبد الذي شرع النتياهو في هدمه.

باختصار الحالة الفلسطينية في الضفة على شفا هاوية وهناك مليون معطى اقتصاديا وامنيا كلاهما يقول بان السلطة في وضع لا تحسد عليه، غزة ليست افضل حال بالمناسبة وقد جرب معها الامر احداث الارباك على جرعات وكان يتوقع امرين الاول ان تحدث حداثة من الحوادث تفجير للمشهد هذا لم يحدث، فتمت الاستفادة مما حدث بامرين الاول كيفية التعاطي الرسمي مع الحوداث الجانبية وان بدت ثانوية الامر الثاني الرهان على ان تفضي هذه الحوادث لعملية تراكم يساعد في لحظة ما عند تفجير المشهد.

بمعنى لا استبعد حدوث حدث مركزي في غزة يخلط الاوراق ، وعليه فإنه من المهم شد الاحزمة اجتماعيا اولا وعدم الافراط في حساسية العلاجات الامنية، ومع شد الاحزمة اجتماعيا مطلوب رخاوة اقتصادية اجبراية يشعر بها الناس كي تساعد في القدرة على الامتصاص اذا حدث اي سيناريو، تآكل الحالة الاقتصادية قد يكون عامل مساعد او ربما عامل مركزي في اتساع بقعة تفجير المشهد او تزايد اوراقه المتطايرة او المخلوطة. اسرائيل لم تعد تدير المعارك من الخارج للداخل والاجتيحات التقليدية توقفت عنها فهي تضع الصواعق في الداخل وبالتالي مهم جدا الالتفات والانتباه للجبهة الداخلية بكل مكوناتها والانتباه يعني رفدها مساعدتها التقاطها الاقتراب منها وليس شيطنتها، يجب التوقف عن ادارة النعامة حتى الصفحات الممولة والمشبوهة والحسابات الوهمية هي جزء من الحرب وجزء من مقدمات سيناريو ما يحاك.

اخيرا تمدد التآكل يبدو اكبر من قدرة صانع القرار على القراءة والاستعداد بل بعض الاخطاء وسوء التقدير افضى لتسريع عملية التآكل وتلاشي الحديث عن المهرجان وعن الوحدة وعن التصالح يعد انموذج حي وماثل امام اي مراقب للمشهد.

في الضفة يجري تسخين للمشهد بطريقة تراكمية ولا اعتقد ان يحدث حدث مركزي في الضفة لسبب بسيط ان الارتدادات قريبة من الاحتلال، وعملية الاغتيالات والفلتان الامني الحاصلة كفيلة وحدها بخلط الاوراق الحدث الاكبر المنتظر في الضفة هو بيان النعي لرجل المقاطعة عندها سيعمل الصاعق وحده. ملاحظة الاشتباك الحاصل بين فتح والاجهزة الامنية في الضفة لم يلتقطه صناع القرار وتبعاته مقدمة لسيناريو كارثي.

*كاتب وباحث سياسي.

الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع.

Optimized by Optimole