آليات الحد من هجرة العقول العربية والأفريقية

Spread the love

بقلم: د. صالح محروس محمد الأمين العام للرابطة العربية الأفريقية –
بفضل الله وتوفيقه علي مدار يومين السبت والاحد الموافق الثالث والعشرين والرابع والعشرين من شهر صفر عام 1442هـ الموافق العاشر والحادي عشر من أكتوبر عام 2020 انعقدت أعمال المؤتمر الافتراضي الدولي الأول للرابطة العربية الافريقية تحت عنوان ( هجرة العقول العربية الأفريقية الأسباب الاثار المعالجات ) وذلك بالشراكة مع المركز الخليجي للمعلومات والوثائق بالكويت ومركز طروس لدراسات الشرق الأوسط بالكويت والرابطة العالمية لعلماء أفريقيا بالسويد والمركز السويدى للحوار بالسويد والجامعة الاسلامية بمنيسوتا فرع السنغال , وبمشاركة وشراكة أساتذة وعلماء من عدة دول عربية وأفريقية هي العراق و تشاد ومصر والجزائر السنغال و الكويت و المغرب و تونس والصومال وبمجموع عشر ورقات بحثية .
فتصاعد ظاهرة هجرة الأدمغة والعقول العربية والافريقية من بين أكثر القضايا المقلقة في السنوات الأخيرة مما أفقر الدول الطاردة وأغني الدول المستقبلة للهجرات ، ولقد وضح الباحثون الأسباب والدوافع التي تجعل الفرد يلقي بنفسه في أحضان المجهول تاركا خلفه كل ما كان يربطه بالحياة والأرض والوطن، ومن هذه الأسباب الفقروالقهر والبطالة والظلم والاستبداد والحروب والتهميش للعلماء وهي في مجموعها أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية
وحدد الباحثون في هذا المؤتمر بعض المعالجات التي من شأنها الحد من هجرة العقول العربية والأفريقية وهي أن تحقق الدول والحكومات العربية والافريقية مبدأ العدالة في فرص العمل وتكريس مبدأ الشفافية في التوظيف والترقية، وإغناء الإدارة السياسية بالأطر العليا المكونة تكوينا علميا رصينا، ورفع الأجور، والعمل على القضاء على المحسوبية ورفع القيود على الحريات، ومنح فرص للخريجين من أجل اكتساب المهارات وإثبات الذات في سوق العمل.ورفع مكانة العلماء لتكون هي الاعلى في المجتمعات العربية والافريقية
بعد المناقشات والمداخلات العلمية علي مدار يومين في جلستين علميتين لقد خرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة :
– تأسيس مركز إفريقي عربي خاص بالدراسات والبحوث العلمية حول الهجرة على المستوى الإقليمي ووضع الخطط الإستراتيجية المستقبلية والتنسيق مع الجهات المعنية المحلية والإقليمية والعالمية لإصدار الوثائق والأنظمة التي تنظم أوضاع المهاجرين من العلماء وأصحاب الكفاءات والاستفادة من الخبرات والتجارب الناجحة .
– تجسيد سياسات وطنية مرنة تعتمد على الحوار والدراسات الواقعية وتركز في مصالح الجهات المختلفة والعمل على معالجة أسباب هجرة الأدمغة والتعرف على أسباب إخفاق تجارب بعض الدول وخططها وبرامجها لعودة الكفاءات المهاجرة.
– تطوير أنظمة الاتصال والمعلومات الخاصة بالكفاءات وتشمل عمل قواعد بيانات شاملة للكفاءات الأفريقية والعربية المهاجرة والتعرف على إختصاصها وإقامة بيت للخبراء الأفارقة والعرب بالمؤسسات على المستوى المحلي والقاري والعالمي وتحديثها .
– التشخيص الدوري لحالة هجرة الأدمغة وتداعياتها الأمر الذي يمكن من وضع إستراتيجية متكاملة وتحديثها لترشيد سياساتها وتفعيل دورها في التنمية .
– إعادة النظر في القواعد المكرسة في المؤسسات ومراجعة نظمها وإجراءاتها في الموارد البشرية مع مراعاتها لمصالح أصحاب الكفاءات وتطوير ممارسات فعالة لإدارة الكفاءات على المستويات كافة .
-توسيع إطار مشاركة الأدمغة بحسب اختصاصاتهم مثل التخطيط في صنع القرارات ووضع السياسات وإجراء البحوث والدراسات الفردية والمشتركة والاستشارات ومشاريع التنمية في أوطانهم الأصلية .
– ربط النشاط البحثي والعلمي باستراتيجيات التنمية الشاملة في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية واعتماد مرجعية للتخطيط الاستراتيجي للدولة وسياساتها وبرامجها ومشروعاتها التنموية
.- إعداد برامج وطنية شاملة للنهوض بالبحث العلمي، وإنشاء المزيد من مراكز البحوث والدراسات التنموية والعلمية المتخصصة في الدول الأفريقية والعربية بالتعاون مع المنظمات المعنية وتوظيف الخبرات الأفريقية والعربية المهاجرة في الإشراف على هذه المراكز والإسهام المباشر في إدارة أعمالها وأنشطتها مثال إنشاء الهند لقرى علمية لتسهيل البحث العلمي في التكنولوجيا الجديدة ) ما ساهم في التقليل من هجرة الأدمغة الهندية إلى الخارج .
– إنشاء مواقع إلكترونية على المستويات كافة، مواقع وطنية ومواقع للمؤسسات ومواقع مركزية لتوفير المعلومات عن الاحتياجات الوطنية ما يتوفر من كفاءات بالخارج وإرشادها إلى الفرص المتاحة في أوطانهم الأصلية.
– التوسع في تنفيذ سياسات التعاون البحثي وتبادل العلماء والباحثين والأكاديميين والأكاديميات الأفارقة والعرب عبر الحدود بدعم حرية تنقلهم في بلدانهم الأصلية وفي القارة عموما وتبسيط الأنظمة الإقليمية لضمان الجودة واعتماد الشهادات والبحوث العلمية.
– تشجيع الإبداع العلمي والتقني باعتماد نظام للابتكار في جميع الدول ومؤسسات التعليم العالي وتبني مبادرات المهاجرين وإنشاء لجنة للأفارقة والعرب الموجودين في المهجر تختص بتنسيق مساهماتهم في العلم والتكنولوجيا بإفريقيا ودعمها.
– إنشاء قنوات التواصل مع المهاجرين وبخاصة الكفاءات وربطهم وأسرهم بأوطانهم ولغاتهم وعاداتهم ولغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، كالجمعيات والروابط وإعداد برامج تلفزيونية وإذاعية خاصة بالمغتربين وفتح المدارس الخاصة لأبنائها في دول المهجر لتعميق صلاتها ببلدانها، وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن فيها .
– تنظيم ملتقيات ومؤتمرات وندوات علمية للكفاءات الأفريقية والعربية المهاجرة ووضع برامج منتظمة لمشاركاتها في نقل المعرفة والتكنولوجيا والمشاركة في تنفيذ المشروعات التنموية في أوطانها.
– توفير بيئات محلية مناسبة ماديا ومعنويا للاحتفاظ بأعضاء هيئة التدريس في الجامعات وإنشاء (كراسي الموهوبين ) لجذب المتفوقين والاحتفاظ بهم وتكوين روابط وجمعيات الخرجين لتوثيق علاقاتهم بجامعاتهم وبلدانهم.
– تنظيم الكفاءات المهاجرة لجهودهم وتقديم الدعم الإيجابي فكريا وماديا وسياسيا لمراكزهم ولمساعدة مبادرات إفريقيا وجهود التنمية في بلدانها.
– الاهتمام بأبناء الجاليات المغتربين وربطهم ببلد الأم وذلك عبر البرامج التلفزيونية الخاصة بأبناء الجاليات في الخارج والاستماع لآراءهم ومتطلباتهم
– تأمين المُناخ المناسب للبحث العلمي وتطويره وزيادة ميزانية البحث العلمي في العالم العربي والأفريقي
– التأكيد على اقتصاد المعرفة والرأسمال البشري
– تأسيس المركز العربي الأفريقي للدفاع عن المغتربين
– تعزيز قيم حب الوطن والمواطنة
– تنشر أبحاث المؤتمر في مجلة الرابطة العربية الأفريقية المحكمة
ولا يزال الجرح ينزف فهل تغير الدول العربية والأفريقية من سياساتها للحفاظ على العقول التي هي ثروة قومية وأمن قومي؟ وهل يتم تجويد التعليم والاهتمام بأهلة من العلماء والمبدعين ؟ إشكالات بحاجة إلى أجوبة.

Optimized by Optimole