لماذا اهتم الإنكليز برأس مُسندم العُمانية

Spread the love

إعداد: د. صالح محروس محمد — ضمن فاعليات المؤتمر السابع لهيئة الوثائق والمحفوظات العمانية كانت هذه الورقة البحثية التي جذبت أنظار الحضور لهذا المكان الاستراتيجي المهم، وهي ورقة الاهتمامات البريطانية برأس مُسندم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر دراسة وثائقية للباحث صالح محروس محمد.
وضح الباحث أنه مع كثرة الوثائق البريطانية سواء في الأرشيف البريطاني أو الأرشيف الهندى أو المكتبة البريطانية التي تناولت رأس مُسندم المتحكم في مدخل مضيق هرمز والخليج العربي حيث الملاحة والتجارة في الخليج العربي وقربه من ميناء بوشهر الفارسي مقر المقيم السياسي البريطاني في الخليج وأشهر المواني الفارسية في القرن التاسع عشر. فتحمل أهل رؤوس الجبال مسؤولية كبيرة تجاه تنظيم الملاحة في مضيق هرمز منذ أقدم العصور وقد ازدادت الأهمية الإستراتيجية لرأس مُسندم في التاريخ المعاصر بعد أن صار معبراً لـ90% من بترول الخليج العربي إلى بلدان العالم. فبعد إعلان فرنسا وانجلترا 1861 استقلال مسقط وزنجبار سعت بريطانيا لتطوير علاقاتها التجارية مع مسقط. فأقامت مرسي بحريا بريطانيا في رأس مُسندم. ووضعت محطة التلغراف البريطانية في رأس مُسندم.
وجعلت بريطانيا من رأس مُسندم محطة تجارية مهمة . ولقد استفادت شركة الهند الشرقية البريطانية التى كان لها مقر في ميناء بوشهر الفارسي منذ 1763من ميناء رأس مُسندم.
وأوضحت الوثائق البريطانية مدى الاهتمام البريطانى برأس مُسندم حيث أقامت بها محطة التلغراف ووضعت سفن مدفعية تحت تصرف المقيم البريطاني من أجل حمايتها.وأيضاً أبرزت رغبة الإنجليز في نقل مقر المقيمية البريطانية في الخليج العربي إلى رأس مُسندم. بالإضافة إلى تقارير تفيد أنواع الصخور الجبلية في رأس مُسندم التى حظيت بها وكتبها علماء الجيولوجيا بالإضافة إلي آثارها ونباتاتها النادرة و نفطها بعد ذلك.
يمكن تناول هذه الورقة في المباحث التالية
المبحث الأول: الأهمية الإستراتيجية لرأس مُسندم
المبحث الثاني:بيلي رأس مُسندم أفضل من بوشهر
المبحث الثالث: خطة بيلي لتطويررأس مُسندم
المبحث الرابع :الإنجليزو إقامة مرسى بحري في رأس مُسندم
المبحث الخامس : محطة التلغراف البريطانية في رأس مُسندم
المبحث السادس :التجارة البريطانية بالخليج و رأس مُسندم.

تعتبر رأس مسندم لها أهمية استراتيجية كبيرة حيث مدخل الخليج العربي حيث التجارة وأمن الخليج العربي وتربط بين الخليح العربي بخليج عمان وبحر عمان والمحيط الهندى ملتقي خطوط المواصلات الدولية . وغنية بطبيعتها الجبلية الغنية بصخورها ونباتاتها . فهى الوصي على الخليج العربي ومفتاح الخليج العربي. من هنا كان الاهتمام البريطانى بها.
يعتبر لويس بيلي مهندس تطوير واهتمام بريطانيا برأس مسندم وجذب انتباه بريطانيا لموقعها الاسترتيجي مما يجعله يرسم خطة لتطويرها فجعل منها ميناء حر ووضع بها خدمات مهمة مثل محطة التلغراف و سفن للأمن والتجارة و مقر الضباط البحرية.
وظف بيلي الموقع الاستراتيجي لرأس مٌسندم فجعله مركزا لمحاربة تجارة الرقيق والقرصنة ومقرمستودع الفحم ومرسى للسفن وأقام به محطة تلغراف رئيسية لخدمة الامبراطورية البريطانية.
انشأت بريطانيا مرسى بحرى في خور قوي في منطقة رأس مٌسندم مرسى للسفن البريطانية التجارية والملكية ايمانا منها بأهمية منطقة رأس مٌسندم لإزدهار التجارة البريطانية وحفظ الأمن والسلام في الخليج العربي. فكانت محطة مُسندم من محطات التلغراف البريطانية الرئيسية لشبكة التلغراف البريطانية وأقامتها بريطانيا في جزيرة مقلب التى عرفت بجزيرة التلغراف بالقرب من رأس مُسندم وتم اختيارها لموقعها الإستراتيجي وتوفر الأمن للمحافظة على المحطة وكابل الاتصال.
اهتمت بريطانيا بجعل رأس مُسندم ميناء حراً حيث تركز التجارة وإعادة الشحن وزودته بمستودع الفحم ومقر محطة التلغراف الرئيسة وسهولة تحمل وسائل الاتصال بأى جهة من الباخرة في حال وقوع حادث على الكابل ومرسى للسفن. مما كان له أثره في ازدهار التجاره البريطانية.

وأوصى الباحث بالتوصيات التالية:
– تحويل رأس مُسدم إلى مركز تجارة عالمي.
– الاهتمام بها لتصبح من أشهر مراكز السياحية العالمية.
– جعلها ميناء بحري مهم على خريطة الملاحة الدولية.
– جلهه مركزاً لسفن الصيد الحديثة المجهزة.
– وإعداد المزيد من الدراسات عن رؤوس الجبال وجزرها.
– ودعا الباحث هيئة الوثائق والمحفوظات لجمع الوثائق التي تخص التاريخ العماني في مشروع مكتبة رقمية توضع على الانترنت للباحثين مجاناً.