عمليات التجميل وانقلاب المفاهيم

Spread the love

بقلم: فاطمة الخطيب | بات هذا العصر مع تقدمه الطبي يسهل للفرد ما لا يخطر على باله, وما عمليات التجميل إلا تقدم طبي ساعد الإنسان على تخطي الكثير من المشاكل النفسية حيث ساعدت على زيادة الثقة بالنفس وعلى حب الذات, وكانت الوظيفة الأساسية لعمليات التجميل تعديل التشوهات الخلقية سواء كانت من الولادة أم جراء حادث ما, واليوم اتسعت وظيفة عمليات التجميل وصارت مطلوبة لزيادة الجمال وخاصة عند السيدات.
كيف بدأت عمليات التجميل؟
يرجع تاريخ عمليات التجميل إلى الهند و الطبيب الهندي سوسروثا الذي استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن عشر وكانت هذه الخطوة الأولى وتلاه أطباء الرومان و أوروبا و أمريكا وكان الهدف من تلك العمليات يصبو إلى إصلاح تشوه ما في الفرد الذي تجري له.
هل استمرت عمليات التجميل بالهدف الأساسي من وجودها؟
مع بداية العقد الماضي بدأ يتغير مفهوم الناس لعمليات التجميل من عملية تعديل تشوه إلى عملية تغيير في الشكل حتى وإن لم يستدعي الوضع لذلك حتى صار الوضع أشبه بالهوس لا سيما عند فئة المراهقين من المجتمع والذين غالبا ما يسعون لتقليد المشاهير رغبة بالوصول إلى الكمال في الشكل.
التحول من عمليات التجميل إلى عمليات التقبيح:
إن الجمال نسبي ويمكن أن يتفق أحدنا على جمال شخص ما بينما يراه الآخر بشكل معاكس وهذه ليست مشكلة ففي النهاية للناس أذواقهم الخاصة ولا يمكن أن نتفق جميعنا على ذلك, ولكن ماذا إن كان يريد أحدنا تطبيق عمليات التجميل ويحاول أن يكون محط أنظار الجميع في شكله ؟!.
إلا أن الإكثار من تلك العمليات قد يقلب المفاهيم جميعها, فما كان طريق للثقة البارحة صار بؤرة لقلة الثقة اليوم وما كان يعطي الجمال أصبح يعطي القبح خاصة مع انتشار الانترنت, فقد ترى فتاة مراهقة شخصية مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي تكون على قدر من الجمال فتحاول أن تكون مثلها وتجري عملية تجميل لأنفها فرضاَ, وبالنهاية ننصدم من النسخ المتطابقة من الفتيات سواء على التلفاز أم بالعالم الإفتراضي أو حتى في الواقع.
والجشع المبالغ به بالمزيد والمزيد من الجمال يعود في النهاية إلى إرهاق البشرة والجسد إذا ما كان التجميل جسديا فما عاد التجميل ينفع ولا الذات حصدت شيء من الجمال والثقة وهنا نعلم صدق المثل الشعبي “ما زاد عن حده انقلب ضده ” .

Optimized by Optimole