على ما يبدو

Spread the love

بقلم: أحمد طه الغندور * —

رغم أن قضية رؤية هلال شوال لا تُمثل قضية اجتهادية كبيرة في الفقه الإسلامي، ولا ينقص العقول العربية الفهم اللازم في علم الفلك والأجرام السماوية لمعرفة لحظة ميلاد الهلال، إلا أن الواقع السياسي للمنطقة العربية جعلها مسألة شائكة. وبالرغم من ذلك فها هو العيد بـ”نكهة حزيران”(يونيو) يحيط بالعواصم العربية كلها، ليجدد انتماء العروبة لأبي الطيب المتنبي صاحب أصدق الأبيات الشعرية التي تصف حال العيد لدى الأمة العربية؛ ” عيدُ بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ ـ بما مضى أمِ لأمر فيكَ تجديدُ “.
هذا العيد المُشبع بنكهة حزيران، على ما يبدو يحمل أخباراً متضاربة للمنطقة العربية ولكن على فترات متباعدة، حتى أن هذه الأنباء قد استرعت أولاً اهتمام الرئيس الصيني؛ حيث صرح بها لوكالة الأنباء الصينية قُبيل زيارته إلى روسيا بأن: “تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الضغط الأميركي على إيران يدعو للقلق وإن جميع الأطراف بحاجة ضبط النفس”، ولكن أرجع الرئيس شي جين بينغ السبب في ذلك إلى الضغط الأميركي على إيران، ولعل المصلحة الصينية الخاصة هي ما يقف خلف هذا التفسير!
لكن من وجهة نظرنا المتواضعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد بدأ يستشعر فشل خطته المزعومة للسلام في الشرق الأوسط المسماة “صفقة القرن”، وخاصة بعد أن ثبت فشل حليفه الاستراتيجي بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية مما اضطرهم إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة في أيلول -سبتمبر القادم.
وهذا يُدلل على ما حدوث الأخبار المتضاربة التي أشرت إليها في مطلع حديثي، وأولها غير مطمئنة وخاصة بالنسبة لنا كفلسطينيين، وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام عن رئيس الوزراء الفلسطيني من أن “الصيف سيكون حاراً من كل الجوانب”، وهذا ليس فقط بسبب تدهور الوضع المالي للحكومة الفلسطينية، بل للخطط التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذها من أجل إنهاء الوضع القانون الرسمي للحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال ضم وتوسيع الاستيطان بعد إعلان القدس عاصمة للاحتلال.
والأمر الثاني غير المطمئن إذا ما أصر الأميركيون على عقد ورشة المنامة الاقتصادية، رغم أن الشكوك تتصاعد حول إمكانية انعقادها حيث أنه لم تُوجه أية دعوة للحكومة الروسية للمشاركة في هذه الورشة حتى تاريخه؛ مما يؤكد الشكوك حول حدوثها، خاصة أن فلسطين قد أعلنت رفضها القاطع لها وللمشاركة فيها، وإن كان قيامها قد يُعطى نتنياهو بصيص أمل من أجل مستقبله السياسي في الانتخابات المقبلة، ومن ثم النجاح لفريق ترامب في “صفقة القرن”.
لكن على ما يبدو أن العام المقبل سيشهد تغييراً في المشهد السياسي الإسرائيلي والسيرة الذاتية للرئيس ترامب الذي يستعد للترشح لولاية ثانية للحكم في الولايات المتحدة!
أسئلة كثيرة تواجه المحللين، هل هناك أي حظوظ للعقلاء من الإسرائيليين في العودة إلى المشهد السياسي؟! أم كما يبدو المشهد بأن اليمين المتطرف سيمضي في خططه لإعادة احتلال الضفة الفلسطينية كاملة؟
أيضا مع غياب نتنياهو الحليف الرئيس لترامب، هل سيحظى الأخير بالدعم اللازم للنجاح من قِبل “اللوبي الصهيوني”، وهو المحاصر بالشكوك والتحقيقات، حتى بخصوص علاقاته مع الصهاينة وحملته الانتخابية السابقة؟!
لكن على ما يبدو، فإن الأمر لن يكون في صالح “فرقاء صفقة القرن” أيمنا حلوا ونزلوا!
أخيراً، على ما يبدو، أن “الهلال الدموي” قد أطل على المنطقة ومظاهر العنف والقتل تنتشر في السودان، واليمن، في مصر وليبيا، في سوريا والسعودية وقد تمتد إلى عواصم أخرى خاصة خليجية!
فما زالت قِوى دولية وإقليمية تمسك بخيوط عناصر الإرهاب في المنطقة وتحركها وفقاً لما تراه مناسباً!
ولكن احذروا من الصيف الحار جداً في فلسطين! فقد يطال لهيبه عواصم عالمية!
أو قل “على ما يبدو” مع اعتذاري للفنانة “جوليا بطرس”!

*كاتب فلسطيني.

Optimized by Optimole