العدو الصهيوني في نجدة الإرهاب الداعشي

Spread the love

بقلم توفيق المديني — بعد أن استعادت الدولة الوطنية السورية السيطرة على نحو 93 في المئة من محافظة درعا، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، بعد اتفاق للمصالحة أُبرم في مدينة نوى (آخر جيب كانت تسيطر علية الفصائل المسلحة في درعا)، في حين يسيطر «داعش» على نحو 7 في المئة، ودحرها للإرهاب التكفيري في كل من درعا والقنيطرة،
يخوض الجيش العربي السوري وحلفاؤه معركة تحرير حوض اليرموك، في بقعة جغرافية ضيقة في جنوب سورية يتمركزفيه فصيل «جيش خالد بن الوليد»، المبايع لتنظيم «داعش» الإرهابي،إذ وضع الجيش السوري كل ثقله في هذه المعركة التي تحدد مصير الجنوب السوري من أجل الوصول إلى حسم عسكري يمنح الدولة الوطنية السورية استعادة السيطرة على الجغرافيا السورية، قبيل التوصل إلى أي حل سياسي ،ويعزز مكاسب لحلفائها الروس والإيرانيين في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
و أمام التقدم، الذي يحرزه الجيش العربي السوري في تنظيف حوض اليرموك من الدواعش ،منذ أن بدأ في تنفيذ حملته العسكرية يوم 19 تموز الجاري،على منطقة حوض اليرموك في ريف درعا لاستعادة 16 بلدة وقرية فيه، تخضع لفصيل «جيش خالدبن الوليد» الإرهابي،قام العدو الصهيوني بمؤازرة الإرهابيين باستهداف إحدى طائرة الجيش السوري «سوخوي» التي كانت تقصف أوكار الإرهابيين على أطراف وادي اليرموك بريف القنيطرة الملاصق لريف درعا الغربي يوم الثلاثاء 24تموز الجاري، بعد ساعات من رفض رئيس الحكومة الصهيونية ،بنيامين نتنياهو، اقتراحاً روسياً حمله وزير الخارجية الروسي،سيرغي لافروف، بإبعاد الإيرانيين مسافة 100 كيلومتر عن حدود الجولان.
تقول الرواية الرسمية الصهيونية،أن الكيان الصهيوني أسقط طائرة سورية من طراز «سوخوي» اخترقت المجال الجوي فوق هضبة الجولان المحتل، حيث ذكرت إذاعة الاحتلال أن قوات الاحتلال الصهيوني أطلقت صاروخين من طراز «باتريوت» باتجاه المقاتلة السورية بعد توغلها لمسافة كيلومترين في أجواء الجولان. وأشارت الإذاعة إلى أن الطائرة أُصيبت فوق الجولان، لكن ربما سقطت في الجانب الخاضع للسيطرة السورية من الهضبة المحتلة. وهي المرة الأولى التي يسقط فيها العدو الصهيوني مقاتلة سورية منذ عام 2014.واعتُبرت الخطوة الصهيونية«ترسيخاً للخطوط الحمر» التي فرضها الكيان الصهيوني ،في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الجنوب السوري ،وسيطرته على المناطق المتاخمة للجولان المحتل بجنوب غربي سورية.
وشدّد البيان الذي أصدره الجيش الصهيوني على «مواصلة اتخاذ إجراءات في مواجهة» أي خرق لاتفاق الأمم المتحدة لنزع السلاح المبرم عام 1974، والذي أسس لمناطق عازلة في هضبة الجولان.وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الحادث قائلاً: «اكتشفت دفاعاتنا الجوية طائرة تابعة لسلاح الجو السوري تقلع من مطار تيفور (في ريف حمص) وتخترق المجال الجوي الإسرائيلي». واعتبر أن «هذا خرق سافر لاتفاقية فك الاشتباك بيننا وبين سورية»، مضيفاً: «أوضح مرة أخرى أننا لن نقبل بأي خرق مثل هذا، وبأي اختراق او انزلاق للنيران، لا براً ولا جواً»، مطالباً بـ«احترام اتفاقية فك الاشتباك بحذافيرها».
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله «إن العدو الإسرائيلي أكّد مجددًا تبنيه للمجاميع الإرهابية المسلحة عبر استهدافه يوم الثلاثاء الماضي إحدى طائراتنا الحربية التي تدك تجمعاتهم في منطقة صيدا على أطراف وادي اليرموك في الأجواء السورية».‏‏ وعمد كيان العدو الصهبوني خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية إلى مشاركة التنظيمات الإرهابية في اعتداءاتها على القرى والبلدات والمواقع العسكرية سواء عبر التدخل المباشر أو من خلال تزويد الإرهابيين بمختلف أنواع الدعم اللوجستي والتسليحي والاستخباراتي لتنفيذ أجندات معادية للسوريين.‏‏ كما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر عسكري تأكيده أن طائرة السوخوي «لم تدخل أجواء الجولان المُحتل».
وفي هذا السياق، أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الامم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر أن استهداف الكيان الصهيوني طائرة حربية سورية كانت تقصف اوكار إرهابيي داعش في ريف القنيطرة وقيامها بالعدوان المباشر على سورية بشكل متكرر يؤكد مجددًا ارتباطها الوثيق بالمجموعات الإرهابية ودعمها لها.‏ وأوضح منذر خلال جلسة لمجلس الامن الدولي يوم الثلاثاء الماضي ،حول الوضع في الشرق الاوسط أن هذا الارتباط الوثيق بين الكيان الصهيوني والمجموعات الإرهابية يؤكده أيضا قيامها بتهريب المئات من عناصر منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية من جنوب سورية إلى الأردن بالتعاون مع حكومات بعض الدول اضافة إلى عثور الجيش العربي السوري على اسلحة ومعدات وتجهيزات عسكرية اسرائيلية في اوكار المجموعات الإرهابية في ريفي درعا والقنيطرة.‏
فيما يتعلق بالجولان المحتل، الموقف الرسمي السوري يؤكد على مواقفه الثابتة ، والمتمثلة بأن الجولانُ أرض عربية سورية محتلة ويجب أن تعود، كانت جزءاً من الجغرافيا الوطنية السورية وستبقى، وملفُ الجولان ليس ورقة أو رزمة أوراق تحتفظ الأمم المتحدة بها أو تَحبسها في أدراجها، وليس مسموحاً للكونغرس الأميركي أن يناقش الاعتراف بالضم الصهيوني للجولان، وحتى لو حصل على غرار ما جرى بشأن القدس المحتلة، فإن شيئاً لن يتغير في الواقع.‏ وتشدد الدولة الوطنية السورية على حقها السيادي على الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 ، وتطالب مجلس الامن باتخاذ الاجراءات الفورية ضد الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاته وانتهاكاته والزامه بانهاء احتلاله للأراضي العربية بما فيها الجولان السوري المحتل والانسحاب منها إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وفقا لقرارات مجلس الامن ولا سيما القرارات 242 و338 و497 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.‏ فموضوع الجولان المحتل لا يخضع للتفاوض أو التنازل ولا يسقط بالتقادم وأن أرضها المحتلة وحقوقها المغتصبة يجب أن تعود بكاملها وعلى المستوطنين الصهاينةأن يخرجوا من أرض الجولان المحتل عاجلا أم آجلاً.

‏ المعركة المفتوحة لإخراج إيران من سورية
تخوض الولايات المتحدة الأميركية بالشراكة مع الكيان الصهيوني حربا حقيقية ضد إيران، من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي الذي حصل يوم 12مايو/آيار الماضي ، في ضوء رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم نص الاتفاق النووي الذي وقع بين إيرانو الدول الست(أميركا-فرنسا-بريطانيا-ألمانيا-روسيا-الصين) في 15يونيو/حزيران 2015، على حظر برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ورفضه أيضًاتحديد جداول زمنية لرفع الحظر عن أنشطتها النووية، فضلا عن امتعاضه من سكوت الاتفاق عن ما يسميها أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ودعمهاالإرهاب حسب وجهة النظر الأميركية.
أما الكيان الصهيوني ، فهو يقوم باعتداءاته المتكررة العسكرية على مواقع إيرانية في سورية، حيث يستهدف العدو الصهيوني أي موقع على الأراضي السورية لإيران، أو لقوات حزب الله أو للجيش العربي السوري، ويرى أن هذه الاعتداءات تدخل في سياق استراتيجيته العسكرية التي ترفض أي تمركز للقوات الإيرانية على الأراضي السورية ، مخافة من تشكل محور جديد للمقاومة ينطلق في محاربة الكيان الصهيوني، لا سيما بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها محور المقاومة ضد التنظيمات الإرهابية ، وبعد إفشال الجيش العربي السوري وحلفاءه المخطط الأميركي-الصهيوني-الرجعي العربي، الذي كان يستهدف إسقاط الدولة الوطنية السورية، وتقسيم سورية إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية.
ومع إسدال الستارة على تحرير الجنوب السوري الغربي ، تفتح صفحة جديدة ــ قديمة من عودة الجيش العربي السوري إلى إلى خط فضّ الاشتباك المنصوص عليه بموجب اتفاقية مايو/أيار 1974، مع ما يعنيه ذلك من تحديات إبعاد حزب الله وإيران عن المنطقة والمحافظة على حالة وقف إطلاق النار هناك، بموجب نص الاتفاق وبحسب تفاهم الرئيسين الأميركي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين حول أولوية حماية أمن الكيان الصهيوني ، مع ما يفرضه ذلك من إبعاد إيران وحزب الله عن المنطقة منعًا لتشكيل محورٍجديدٍ للمقاومة يقاتل العدوالصهيوني على غرار ما جرى جنوب لبنان في عقد التسعينيات من القرن الماضي .
ولا يزال الكيان الصهيوني يرفض العرض الروسي ببقاء قوات إيرانية في سورية مسافة 100كيلومتر بعيدة عن الجولان، لكن تل أبيب تصر على أن أي تمركز عسكري إيراني في سورية يمكن أن يشكل تهديداً. وقال مسؤول صهيوني رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس» بعد اجتماع بين نتنياهو ولافروف في القدس المحتلة، «لن نقبل التموضع العسكري الإيراني في سورية ليس فقط أبعد من 100 كيلومتر، وهو ما يتحدث عنه الروس ويوافقون عليه». وأضاف «قلنا إن هناك أيضاً أسلحة بعيدة المدى يجب إخراجها من سورية، وإخراج بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات منها. كما يجب على القوات الإيرانية وحزب الله مغادرة سورية بالكامل». وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، إن نتنياهو طالب بإغلاق الحدود السورية-العراقية، والحدود السورية-اللبنانية لمنع تهريب السلاح الإيراني لـ«حزب الله».
ويرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «المطالبة بانسحاب إيران الكامل من سورية غير واقعية»، موضحاً عقب اجتماع مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في موسكو، قبل قمة هلسنكي الأخيرة، أن «إيران واحدة من القوى الرئيسية في المنطقة وأنه من غير المنطقي على الإطلاق توقّع تخليها عن مصالحها». ويعني الموقف الروسي، إما أن الروس يريدون ثمناً محدداً لدفع إيران للانسحاب من سورية، أو أنهم مستعدون لإبعادهم عن الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة فقط، من دون المساس بوجودها الكامل في سورية. وضع قد يطرح رداً أميركياً حول قاعدة التنف، عبر التراجع عن قرار انسحاب القوات الأميركية منها. مع العلم أن الكيان الصهيوني كرّر أنه لن يتسامح مع وجود عسكري إيراني في سورية، كما شنّ اعتداءات عسكرية ضد أهداف سورية هناك يعتقدأنها تتواجد في داخلها قوات إيرانية في الأشهر الأخيرة.
منظمة«الخوذ البيضاء» في خدمة الحلف الأطلسي والكيان الصهيوني
يزداد النفاق الغربي و الصهيوني صراخًا وعويلاً بشأن ترحيل800 متطوع، ينتمون إلى تنظيم ما يسمى «الخوذ البيضاء» من درعا والقنيطرة نحو الأردن، برفقة عائلاتهم تحت غطاء الأمم المتحدة، وبقرار من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا. والخوذ البيضاء هي الجماعة التي قامت على مدى سنوات بتنظيم مشاهد تم إخراجها بإحكام، فوجد الإعلام الغربي فيها ضالته ليحولها إلى حلقات تبث في وسائل إعلامه، وبالرغم من أن المشاركين في أكاذيب الهجوم الكيميائي في دوما أكدوا أنه كان مفبركاً كغيره من المسرحيات التي تم تمثيلها من قبل وقدموا شهادات على ذلك، إلا أنه لم يكن هناك أية ردود أفعال من المجموعة الدولية والخطاب حيال الدولة السورية بقي ذاته ويتم إخراج هذه الجماعة سراً مع إعلان للحكومة البريطانية مفاده أنه (بعد جهود دبلوماسية للمملكة المتحدة وشركائها الدوليين استطاعت مجموعة المتطوعين من الخوذ البيضاء في جنوب سورية مع عائلاتهم مغادرة المنطقة لأسباب أمنية .
وأكدت سورية إن تنظيم «الخوذ البيضاء» كان يقوم بتضليل الرأي العام الإقليمي والدولي حول الادعاءات المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية حيث وقفت هذه المنظمة خلف فبركة جميع هذه الادعاءات التي أدت إلى اعتداءات غادرة على سورية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دون انتظار أي تحقيق أو براهين دامغة على ذلك.‏ فقد كشفت سورية العلاقة التي تربط هذا التنظيم بالكيان الصهيوني ومخططات الدول الغربية بما في ذلك بشكل خاص مع الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وتمويل هذه الدول السخي للنشاطات الإرهابية لهذا التنظيم في سورية تفتح الباب أمام من فقد بصيرته ليعرف طبيعة المؤامرة التي تعرضت لها سورية منذ عام 2011 وحتى الآن.‏ فقد قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانايوم الثلاثاء الماضي : فضحت العملية الإجرامية التي قامت بها إسرائيل وأدواتها في المنطقة الطبيعة الحقيقية لتنظيم ما يسمى «الخوذ البيضاء» الذي قامت الجمهورية العربية السورية بالتحذير من مخاطره على الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة بسبب طبيعته الإرهابية.. وكانت سورية قد حذرت بشكل خاص من ارتباطات هذا التنظيم مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى منها القاعدة.‏

مجزرة السويداء الإرهابية
في الوقت الذي كانت فيه وحدات الجيش العربي السوري العاملة في المنطقة الجنوبية تواصل عملياتها القتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي وإحكام سيطرتها على العديد من القرى والبلدات شمال غرب درعا وجنوب شرق القنيطرة ،قام تنظيم «داعش» الإرهابي بفتح جبهة غير متوقعة امتدت بطول نحو 20 كيلومتراً في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، حيث نفذ مسلحون ينتمون إلى «داعش»، سلسلة اعتداءات إرهابية وهجمات مباغتة وتفجيرات انتحارية على المدنيين في مدينة السويداء وريفها، أسفرت عن استشهاد 220 شخصًا(89 من المدنيين ، والباقي من أفراد الجيش السوري)وجرح أكثر من 180، وقتل أكثر من 75 إرهابيا،في تأكيد جديد على السعي الأميركي لإطالة أمد الحرب الإرهابية على سورية، لا سيما وأن قاعدة التنف تخصصها قوات الاحتلال الأميركي لتجميع وتدريب آلاف الإرهابيين من «داعش»، وهذا الهجوم الإرهابي يستهدف بالدرجة الأولى منع تقدم الجيش، وإشغاله عن متابعة مهمته في القضاء على بقايا فلول التنظيم الإرهابي في حوض اليرموك بريف درعا.‏
وتعد هذه المجزرة الطائفية من قبل فصيل « جيش خالد ابن الويد»التابع لتنظيم «داعش» الإرهابي ،من المجازر الطائفية الكبرى في الحرب السورية،إذ أعلن التنظيم الإرهابي ، في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام، «شنّ جنود الخلافة صباح الأربعاء هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش (…) والمليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم». واقتصر البيان على ذكر مدينة السويداء فقط من دون التطرق إلى قرى في ريفها الشمالي الشرقي طاولتها الهجمات، وفق المرصد والإعلام الرسمي السوري.
وأكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين حكمت الهجري أن الاعتداءات الإرهابية على محافظة السويداء يندى لها جبين الإنسانية جمعاء و تستهدف النيل من أجواء الهدوء والأمن والأمان التي تنعم بها المحافظة، وتضاف إلى سجل الحقد الأسود للمجموعات الإرهابية التي انكسرت أمام صمود السوريين.‏ ووصف الشيخ الهجري الاعتداءات الإرهابية بأنها محاولة يائسة من قبل أعداء الوطن وأدواتهم الإجرامية الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة على وقع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري على امتداد مساحة الوطن.‏
وتقع محافظة السويداء إلى الجنوب الشرقي من العاصمة السورية دمشق، وهي من المحافظات السورية صغيرة المساحة إذ تبلغ نحو 5 آلاف كيلومتر مربع، ولها حدود جغرافية مع الأردن من ناحية الجنوب، فيما يحدها من الشمال ريف دمشق، ومن الغرب درعا، ومن الشرق البادية السورية وصولاً إلى المثلث السوري الأردني العراقي. وبلغ عدد سكان السويداء التي يقطن فيها بدو سوريون إلى جانب أكثرية من الطائفة الدرزية نحو 700 ألف نسمة في عام 2011، إلا أن عدداً من سكانها، خصوصاً الشباب منهم، هاجروا إلى دول أوروبية إبان سنوات الحرب ، على غرار باقي مكونات الشعب السوري.وتعد السويداء أهم مركز سكني للمكون الدرزي في سورية، ولكنهم ينتشرون أيضاً في حي جرمانا الدمشقي وفي ضاحية صحنايا جنوب دمشق، إضافة إلى ريف القنيطرة وقرى في ريف إدلب شمال غربي سورية، فضلاً عن وجود عدد كبير منهم في الجولان السوري المحتل.وللسويداء مكانة خاصة في الذاكرة السورية، إذ انطلقت منها شرارة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1925 التي قادها سلطان باشا الأطرش، لكن المحافظة اختارت الوقوف على الحياد في الحرب ضد النظام، واحتضنت آلاف النازحين من محافظات سورية مجاورة لها.

المصدر: مجلة البلاد اللبنانية، العدد رقم 138، تاريخ الجمعة 27تموز/يوليو 2018.

Optimized by Optimole