شاهد.. ماسح الأحذية يقود البرازيل من الإنهيار إلى سادس أغنى دولة في العالم

شاهد.. ماسح الأحذية يقود البرازيل من الإنهيار إلى سادس أغنى دولة في العالم
Spread the love

المنارة نت:

حول الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، بعد سنوات قليلة  من تسلمه الحكم ، بلاده من الانهيار الكلي إلى مصاف الدول المتقدمة ، وأصبحت سادس أغنى دولة في العالم. واستطاع أن يتجاوز ديون صندوق النقد الدولي الذي اغرق البرازيل بالديون الباهظة وفوائدها. تفاصيل هذا الموضوع في مقال للأستاذة نور باعباد، نشره “المنارة نت ” في نافذة مقالات صباح اليوم، وهذا نصه: في الثمانينات مرت البرازيل بأزمة اقتصادية طاحنة … فذهبت للاقتراض من صندوق النقد الدولي معتقده انه الحل لأزمتها الاقتصادية .. وطبعا طبقت حزمة الشروط المجحفة مما أدى إلى تسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين وإلغاء الدعم وانهار الاقتصاد البرازيلي ووصل الأمر إلى تدخل دول أخرى في السياسات الداخلية للبرازيل، وفرض البنك الدولي على الدولة أن تضيف إلى دستورها مجموعة من المواد تسببت في اشتعال الأوضاع السياسية الداخلية… ورغم استجابة البرازيل لكل الشروط … تفاقمت الأزمة اكثر واكثر وأصبح 1% فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي .. وهبط ملايين المواطنين تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى بواقع 5 مليارات دولار، معتقدين انه الطريق للخروج من الأزمة… فتدهورت الأمور اكثر وأصبحت البرازيل الدولة الأكثر فسادا وطردا للمهاجرين والأكبر في معدل الجريمة وتعاطي المخدرات والديون في العالم (الدين العام تضاعف 9 مرات في 12 سنة) حتى هدد صندوق النقد بإعلان إفلاس البرازيل لو لم تسدد فوائد القروض ورفض إقراضها أي مبلغ في نهاية 2002 … وانهارت العملة (الدولار وصل إلى 11 الف كروزيرو).. دولة كانت تحتضر بمعنى الكلمة حتى جاء عام 2003 … وانتخب البرازيليون رئيسهم (لولا دا سيلفا).. ولد فقير وعانى بنفسه من الجوع وظلم الاعتقال (كان يعمل ماسح أحذية)… أول ما مسك الحكم الكل خاف منه.. رجال الأعمال ذلك. هذا سوف يأخذ اموالنا ويأممننا . والفقراء قالوا هذا سوف يسرق كي يعوض الحرمان .. لكنه لم يفعل ذلك … وإنما قال كلمته الشهيرة “التقشف ليس أن أفقر الجميع بل هو إن الدولة تستغنى عن كثير من الرفاهيات لدعم الفقراء ..وقال كلمته الشهيرة (لم ينجح أبدا صندوق النقد إلا في تدمير البلدان) … واعتمد على أهل بلده.. وضع بند في الموازنة العامة للدولة اسمه (الإعانات الاجتماعية المباشرة) وقيمته 0.5% من الناتج القومي للدولة.. يصرف بصورة رواتب مالية مباشرة للأسر الفقيرة.. يعنى بدل الدعم العينى بدعم نقدي .. وهذا الدعم كان يدفع ل 11 مليون أسرة تشمل 64 مليون برازيلي… هذا الدعم كان 735 دولارًا (حوالى 13 الف جنية لكل أسرة شهريا) طبعا السؤال من أين والبرازيل مفلسة ؟!!. لأنه رفع الضرائب على الكل (ما عدا المدعومين ببرنامج الإعانات).. يعنى رفع الضرائب على رجال الأعمال والفئات الغنية من الشعب … والسؤال هل وافق رجال الأعمال على ذلك ببساطة ؟! . تخيل انهم كانوا سعداء لأنه منحهم تسهيلات كبيرة في الاستثمار وآلية تشغيل وتسيير أعمالهم ومنح الأراضي مجانا وتسهيل التراخيص وإعطاء قروض بفوائد صغيرة مساعدتهم في فتح أسواق جديدة (بالإضافة إلى أن الفقراء دخلهم سوف يرتفع وتزيد عملية شراء منتجات رجال الأعمال فتضاعف حجم مبيعاتهم).. بذلك لم يشعروا أنها جباية … بل يدفعوا ضرائب مقابل تسهيلات اصبحوا يكسبوا اكتر منها .. بعد 3 سنوات فقط عاد 2 مليون مهاجر برازيلي وجاء معاهم 1.5 مليون أجنبي للاستثمار والحياة في البرازيل … في 4 سنوات سدد كل مديونية صندوق النقد … بل أن الصندوق اقترض من البرازيل 14 مليار دولار أثناء الأزمة العالمية في 2008 بعد 5 سنين فقط من حكم لولا دا سيلفا .. (هو نفس الصندوق الذي كان يريد أن يشهر إفلاس البرازيل في 2002 ورفض إقراضها لتسدد فوائد القروض) بفضل تركيز دا سيلفا على 4 أمور .. الصناعة … التعدين .. والزراعة وطبعا التعليم … البرازيل وصلت لسادس أغنى دولة في العالم في آخر عام لحكمه … وأصبحت تصنع الطائرات (أسطول طائرات الأمبريار برازيلية الصنع) … بعد انتهاء ولايتي حكم لولا في 2011 … وبعد كل هذه الإنجازات الحقيقية … طلب منه الشعب ان يستمر ويعدلوا الدستور… رفض بشده وقال كلمته الشهيرة “البرازيل ستنجب مليون لولا .. ولكنها تملك دستور واحد ” وترك الحكم … أردت أن أعلمكم أنه أمس البرازيل دشنت أول غواصة نووية (فقط 5 دول في العالم بتصنع غواصات نووية أمريكا – روسيا – الصين – بريطانيا – فرنسا) … أول غواصة كانت بالتعاون مع فرنسا .. ولكنها ستدشن الغواصة الثانية في 2020 والثالثة في 2022 بصناعة برازيلية خالصة … النهوض من التخلف ليس مستحيلا .. إنها إرادة وإدارة … ويحدث في سنوات معدودة فقط والطريقة معروفة ومحددة … الصناعة والزراعة … والاهتمام بالفئات الفقيرة والتعليم … لا شيء آخر … وهذا ما عملته ألمانيا واليابان في الستينات . هذا ما عملته دول شرق آسيا فى الثمانينات. وهذا ما عملته الهند في التسعينات. هذا ما عملته تركيا والبرازيل فى 2003. وهذا ما فعلته أثيوبيا ورواندا في 2015.

Optimized by Optimole