ذوبان قاع البحر

ذوبان قاع البحر
Spread the love

أظهرت دراسة جديدة أن النشاطات البشرية تؤدي إلى ذوبان قاع البحر.

بقلم: مايكل ارفنج — ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو —

تزداد نسب ثاني أوكسيد الكربون في الجو وتختزن المحيطات كميات أكبر منه مما يجعلها تفور مثل الصودا. لقد أصبحت البحار أكثر دفئاً وأكثر حامضية ومع المزيد من الفوضى قامت دراسة جديدة بتحديد عرض آخر. إكتشف البحاثة في جامعة برينستون وجامعة ماكغيل أن قاع البحر بدأ بالذوبان نتيجة للنشاطات البشرية.

تقول منظمة سميثزونيان للمحيطات إن محيطات العالم قد امتصت أكثر من 525 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون منذ بداية العصر الصناعي مما زاد من حموضة مياه البحر بنسبة 30% عما كانت عليه قبل 200 عام. وهذا هو التغيير الأسرع في كيمياء المحيط خلال 50 مليون سنة وكانت تأثيراته مدمرة للغاية.

تساهم حموضة المحيط بإنغسال المرجان واضطراب العلاقة من المفترس والضحية وغرائز البقاء لدى الأسماك وحتى ذوبان أنواع محددة من المخلوقات البحرية. ولدينا اليوم مشكلة جديدة تضاف إلى اللائحة المتنامية بإستمرار: جيوب من المياه الحامضية التي تصل إلى قاع المحيط وتتلف أرضية البحر.
يتكون قاع البحر السليم في معظمه من الكالسيت والذي ينتج عن تحلل بقايا البلانكتون وغيره من المخلوقات البحرية. ولكن مستويات ثاني أوكسيد الكربون المتزايدة قامت برفع الحموضة وتآكل الكالسيت. وفي المناطق الأشد تضرراً مثل شمال المحيط الأطلسي والمحيطات الجنوبية أصبحت المادة الطباشيرية اللون عادة ذات لون بني موحل.

قامت الدراسة الجديدة بتتبع مدى ذوبان قاع البحر وأثر البشر في تلك المعضلة. وتبين لهم بشكل أساسي أن أعمق النقاط في البحر هي حامضية إلى حد ما ويعزى ذلك لإرتفاع الضغط وإنخفاض درجات الحرارة وتخزين ثاني أوكسيد الكربون.

وعندما نقترب أكثر من السطح تكون الظروف أقل عدائية مما يعني أن جزيئات كربونات الكالسيوم سوف تتجمع على قاع البحر عند الأعماق الأكثر ضحالة.
تسمى النقطة التي ينتقل فيها الإثنان عمق تعويض الكالسيت.

ويعتبر هذا العمق أحد المؤشرات الأساسية لقياس ذوبان قاع البحر لأن أي شيء أسفل ذلك العمق سيذوب.
تفحصت الدراسة البيانات المؤخرة لكيمياء مياه الأعماق وظروف أخرى في منطقة شمال غرب المحيط الأطلسي وتبين لهم أن عمق التعويض قد إرتفع هناك بمعدل 300 متر منذ بداية العصر الصناعي.
قام الفريق بإعادة توليد قاع البحر في المختبر عند أعماق متفاوتة للحصول على تفهم أفضل للعوامل المؤثرة على ذوبان الكالسيت.

تمكن الفريق من خلال محاكاة ومقارنة معدلات ذوبان قاع البحر من الفترة السابقة للعصر الصناعي والأزمنة الحديثة من حساب الكمية التي يمكن نسبها للنشاط البشري. وكانت تلك الكمية في شمال الأطلسي تتراوح ما بين 40 و100%.

يقول الدكتور روبرت كي المشارك في هذه الدراسة” راقبنا على مدى عقود المستويات المتزايدة من ثاني أوكسيد الكربون والتي نشأت بفعل البشر حيث تنتقل من الجو إلى أغوار المحيط. ومن الجدير بالذكر أننا نستطيع اليوم توثيق تأثير مباشر لتلك العملية على ترسبات الكربونات. ونسعى للحصول على بيانات جديدة بإستخدام غواصات ذاتية القيادة في المحيط الجنوبي لتعزيز هذه النتيجة.”

يسعى الفريق في المرحلة اللاحقة لمحاكاة قيعان البحار استناداً لسناريوهات توقعات ثاني أوكسيد الكربون المستقبلية لتحديد سرعة ذوبان قيعان البحار خلال القرون القليلة المقبلة.

المصدر: New Atlas

Optimized by Optimole