واشنطن تزيد الضغوط على السعودية بخصوص اختفاء خاشقجي

Spread the love

(رويترز) – زاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغوط على السعودية يوم الأربعاء لتقديم معلومات بشأن ما حدث للصحافي السعودي المختفي جمال خاشقجي وقال إنه يريد أن يعرف حقيقة ما وصفه بأنه ”وضع خطير للغاية“.

وفي دليل جديد، نشرت صحيفة صباح التركية المؤيدة للحكومة الأربعاء ما قالت إنها أدلة أولية من المحققين تحدد هوية مجموعة من 15 فرداً من المخابرات السعودية ضالعين في اختفاء خاشقجي الغامض.

ويزداد الضغط العالمي فيما يبدو على الرياض، حليفة واشنطن، لتقديم المزيد من المعلومات عن مكان الناقد البارز للسياسات السعودية والذي شوهد آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في اسطنبول للحصول على وثائق لزواجه.

وقالت خطيبته، خديجة جنكيز، التي كانت تنتظره في الخارج، إنه لم يخرج من القنصلية. وعبّرت مصادر تركية عن اعتقادها بأن خاشقجي قتل داخل المبنى ونقل، وهي مزاعم نفتها الرياض ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة.

وسئل ترامب في مقابلة عبر الهاتف مع قناة فوكس نيوز في وقت متأخر من مساء الأربعاء عما إذا كان السعوديون مسؤولين عن اختفاء خاشقجي أو مقتله، فقال ”أتصور أن عليكم أن تقولوا حتى الآن إن الأمر يبدو كذلك قليلاً وإنه يتعين علينا أن (ننتظر و) نرى“.

وكان ترامب أبلغ الصحافيين في وقت سابق في المكتب البيضاوي بأنه أثار قضية خاشقجي أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية مع مسؤولين سعوديين على أعلى المستويات.

وقال ترامب عندما سئل عما إذا كان قد طلب معلومات من السعوديين ”نطالب بكل شيء… نريد أن نعرف ماذا يحدث. إنه وضع خطير للغاية بالنسبة لنا ولهذا البيت الأبيض… نريد أن نقف على حقيقة ما حدث“.

وأضاف أنه وزوجته ميلانيا يتوقعان دعوة خطيبة خاشقجي إلى البيت الأبيض قريباً.

وأردف ترامب قائلاً: ”الناس شاهدوه وهو يدخل ولم يشاهدوه وهو يخرج. سننظر في الأمر بجدية شديدة. إنه لأمر مروع… هذا وضع سيء. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك للصحافيين أو لأي أحد. لا يمكن أن نسمح بحدوث هذا“.

وفي تزايد للضغوط على ترامب كي يرد على اختفاء خاشقجي، فعلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تحقيقا أميركياً في تلك القضية، مستغلين بنداً في قانون ماجنتسكي للمساءلة العالمية بشأن حقوق الإنسان. وطالبوا ترامب بأن يحدد ما إذا كان ”شخص أجنبي مسؤولاً عن قتل خارج نطاق القضاء أو تعذيب أو غيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها دولياً“ وأن يرد عليهم خلال 120 يوماً بقرار بشأن فرض عقوبات على المسؤول أيا كان.

وفي مقابلته مع فوكس نيوز، سئل ترامب عن الاقتراحات بضرورة بحث وقف مزيد من مبيعات الأسلحة للسعودية فقال إن ذلك سيضر بالوظائف الأميركية. وأضاف ”أعتقد بصراحة أن ذلك سيكون أمراً صعباً للغاية بالنسبة لبلدنا… وقبل أن أبحث هذا لا بد لي من معرفة ما حدث“.

في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الأميركي السابق إرنست مونيز إنه قرر تعليق دوره الاستشاري في مشروع مدينة نيوم الاقتصادية السعودية لحين معرفة مزيد من المعلومات عن خاشقجي.

وفي مؤشر آخر على أن البيت الأبيض يزيد الضغوط، تحدث مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون والمستشار الكبير في البيت الأبيض جاريد كوشنر صهر ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء.

وأضاف البيت الأبيض أن وزير الخارجية مايك بومبيو أتبع ذلك بإجراء اتصال بولي العهد الذي أقام روابط وثيقة مع الإدارة ولا سيما مع كوشنر.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز في بيان: ”خلال المحادثتين طلبوا مزيداً من التفاصيل وأن تتحلى الحكومة السعودية بالشفافية في عملية التحقيق. سنواصل مراقبة هذا الوضع والإبلاغ بالتطورات كلما أتيحت“.

وفوجئت خطيبة خاشقجي عندما أبلغتها صديقة أميركية بتعليق ترامب بشأن دعوتها للبيت الأبيض، حسبما أخبرت الصديقة رويترز. وقالت ”أعتقد أنها في حالة صدمة الآن أكثر من ذي قبل“.

وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء ناشدت جنكيز ترامب وزوجته ميلانيا ”المساعدة في تسليط الضوء على اختفاء جمال“.

وجعل ترامب السعودية أول محطة في أول جولة خارجية له في مايو أيار 2017 بعد توليه الرئاسة، لكنه بدا في الأسابيع الأخيرة مستاء بعض الشيء من الرياض وشكا مباشرة للملك سلمان من تكلفة الدعم الأميركي للجيش السعودي وتسبب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في زيادة أسعار النفط.

ومن بين الرجال الذين نشرت صباح صورهم وأسماءهم خبير في الطب الشرعي يعمل في وزارة الداخلية السعودية منذ 20 عاماً وفقاً لحسابه على موقع لينكد إن ووسائل إعلام سعودية وهو عضو في الجمعية السعودية للطب الشرعي.

وقالت صحيفة صباح إن المجموعة سافرت بجوازات سفر دبلوماسية وإن الأسماء والصور الأخرى لأعضائها تتطابق مع صور وأسماء ضباط في الجيش والقوات الجوية السعودية استناداً إلى تقارير إعلامية سعودية سابقة وحساب على فيسبوك.

ولم ترد السلطات السعودية على تساؤلات عن وصول 15 من مواطنيها إلى اسطنبول قبل ساعات من اختفاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول.

وكان مصدر أمني تركي أبلغ رويترز في وقت سابق بأن مجموعة الخمسة عشر والتي تضم بعض المسؤولين غادرت البلاد في وقت لاحق من نفس يوم اختفاء خاشقجي.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء نقلاً عن شخص مطلع أن الاستخبارات الأميركية قد اعترضت اتصالات بين مسؤولين سعوديين بحثوا خلالها خطة للإمساك بخاشقجي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو إن الولايات المتحدة لم يكن لديها علم مسبق بمثل هذه الخطة.

وأفادت الصحيفة الأربعاء بأن ولي العهد السعودي أمر بعملية لاستدراج خاشقجي للعودة إلى السعودية من الولايات المتحدة ومن ثم اعتقاله. واستشهدت الصحيفة في ذلك بما اعترضته الاستخبارات الأميركية من اتصالات المسؤولين السعوديين التي ناقشوا فيها الخطة.

وأشارت واشنطن بوست إلى أنه لم يتضح للمسؤولين الذين ألموا بمعلومات الاستخبارات تلك ما إذا كان إلحاق الضرر بخاشقجي ضمن خطة لاعتقاله في السعودية.

وغادر خاشقجي السعودية العام الماضي قائلاً إنه يخشى العقاب على انتقاده للسياسة السعودية في حرب اليمن والحملة على المعارضة وكتب منذ ذلك الحين مقالات نشرتها صحيفة واشنطن بوست.

ودعا وزير الخارجية البريطاني إلى تقديم إجابات عاجلة في حين قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر الذي اطلع على معلومات استخبارات سرية بشأن القضية تشير إلى أن خاشقجي قُتل. وقال عن السعودية ”عليها أن تقدم بعض التفسيرات“ مضيفاً أنه لا يرغب في إصدار أحكام متسرعة.

وقال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة بأي وسيلة في التحقيق.

وتضمنت التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام التركية الأربعاء أكثر الروايات تفصيلاً حتى الآن بشأن ما تقول إنه تحقيق الحكومة التركية في اختفاء خاشقجي.

ونشرت صحيفة صباح صور وأسماء وتواريخ ميلاد السعوديين الخمسة عشر الذين قالت إنهم وصلوا إلى مطار أتاتورك في اسطنبول. ووصل 12 منهم في وقت مبكر يوم الثلاثاء استناداً إلى صور التقطت في مكتب الجوازات نشرتها الصحيفة. وأضافت أن جميع الرجال غادروا في أربعة توقيتات مختلفة.

ولم تذكر كيف حصلت على الصور والبيانات.

وذكر تقرير الصحيفة أن السعوديين نزلوا في فندقي ويندهام وموفنبيك في اسطنبول في الحي ذاته الذي توجد فيه القنصلية. ورفض الفندقان التعليق.

وبث تلفزيون (إن.تي.في) لقطات من كاميرات مراقبة يوم الأربعاء قال إنها تظهر الرجال لدى وصولهم إلى المطار ونزولهم في فندق بالإضافة إلى مقاطع مصورة لما قالت إنها سيارة فان وصلت إلى مقر سكن القنصل العام بعد ساعتين من دخول خاشقجي القنصلية على بعد نحو 250 متراً.

ونشرت صحيفة أكشام صوراً غير واضحة لطائرة تصل إلى اسطنبول قبل فجر الثاني من أكتوبر تشرين الأول حاملة من قالت إنهم تسعة من الفريق السعودي، ونشرت صوراً لبعضهم وهم ينزلون في فندق.

وذكرت الصحيفة أنهم غادروا الفندق في وقت لاحق من الصباح. وأضافت أنه بعد منتصف النهار بقليل، دخلت  سيارات عدة مبنى القنصلية. وتظهر صورة لخاشقجي وهو يدخل القنصلية التوقيت بأنه الساعة 13:14.

وبعد نحو ساعتين عرضت صحيفة أكشام صوراً لمركبتين إحداهما سيارة فان من طراز مرسيدس فيتو ذات نوافذ معتمة ولوحات تسجيل دبلوماسية وهما تغادران القنصلية وتدخلان مرأب السيارات الخاص بسكن القنصل بعدها بفترة قصيرة.

 

المصدر: رويترز

Optimized by Optimole